عمان- راي اليوم – خاص
حذر سياسي اردني كبير من رواج وهيمنة مفاهيم شعبية تبتذل فكرة حق العودة السياسي في اطار القضية الفلسطينية مطالبا بالتوقف عن هذا الامتهان والابتذال الشعبي ووقف توظيفه لأغراض انقسام الناس وتشرذم طاقاتهم .
وعبر رئيس الوزراء والاعيان والنواب الاسبق طاهر المصري عن انزعاجه من وصول الابتذال في هذا الاطار الى حدود التراشق بمفردات مثل الملوخية والمنسف والجسر وقال ان في ذلك اشارة بالغة الدلالة على انهيارات قيمية واخلاقية لا حدود لها في ثقافة الاردنيين الوطنية والقومية .
وشارك المصري بكلمة مسيسة وفي غاية الاهمية بندوة اثارت الجدل في عمان حول ظاهرة عزوف المكونات عن الانتخابات .
وتجاهلت ردود الفعل الاعلامية المضامين التي حملتها كلمة المصري والتي اعتبرت ان حق العودة لكبل الاردنيين على ارضهم القومية فلسطين متمسكا بحق الاردنيين جميعا بإنتاج وجود جديد ومختلف في الجغرافيا المعروفة الاردن وفلسطين واقترح المصري الى ان يحدث ذلك ممارسة كل الاشكال القانونية المشروعة والمتحضرة في التعبير عن هذا الحق وعلى الاخص في الوطن الاردني الذي وصفه قائلا : ” فيه عشنا ونحيا وفيه سنموت”.
وطالب المصري في الكلمة التي حصلت عليها “راي اليوم” وتجاهلها الاعلام المحلي بالتخلص من هيمنة بعض المفاهيم على عقول الافراد وعصبياتهم وهي تلك التي جرى تسويقها على نطاق واسع معتبرا ان فلسطين كانت ولاتزال وستبقى قضية اردنية داخلية لان الفلسطيني الاردني ليس ذلك الذي ولد هو واسلافه في فلسطين بل هو اردني اليوم أيا كانت اصوله ويؤمن بان قضية فلسطين هي القضية الاردنية الابرز تأثيرا على واقع وطنه الاردني ومستقبله ومصيره مقترحا ان يتشكل تيار سياسي عريق تحت هذا البند ويحمل هذا الاهتمام .
ووصف المصري الانتداب البريطاني بانه كاذب لأنه لم ينشئ وطنا قوميا لليهود في فلسطين بل أنشا وطنا قوميا ليهود العالم على مختلف اعراقهم والوانهم على حساب كل سكان فلسطين الاصليين بمختلف اصولهم واديانهم واجنساهم ولذلك كانت اسرائيل وما تزال هي العنصر الابرز في التمييز والاكثر وقاحة في العالم الحديث .
واقترح المصري في خطابه المهم بان نموذج الدولة الحديثة في العالم اليوم يلتزم بالمواطنة التي تمثل العدالة والعدل وبالاطار القانوني سواء كان هؤلاء المواطنين متشابهين ام متمايزين في اصولهم والوانهم وهوياتهم واعراقهم .
وقال المصري في عدة محطات في كلمته انه سيتحدث بصراحة ويتحمل مسؤوليا النظرية وحده عن رايه .
ووصف العودة بانها فكرة وحق وطني وقومي نبيل محذرا من ضجيج الانهيارات الاجتماعية ومن عدم وجود اسباب حقيقية لغياب التوافق مقترحا بان المشاركة الانتخابية ولكل مكونات المجتمع هي حق ينبغي استخدامها السلمي حتى اقصى الحدود.
وحذر المصري من انه لن يرحمنا احد خارج الاردن وكلنا مستهدفون كأردنيين اذا وقعنا او وقعت لا سمح الله دولتنا واصفا الدولة الاردنية بانها عظيمة الشأن واشادها الاباء والاجداد الاردنيين وينبغي ان تدعم عوامل بقائها بالمهج والنواجد وفلسطين هي وطن عربي هو جزء منا ونحن جزء منه ويجب ان تعود الينا.
