2024-04-19 08:12 ص

الميدان السوري يلجم أمريكا

2017-08-20
بقلم: محمود الشاعر 
جاءت أمريكا إلى المنطقة وفي جعبتها الكثير من فنون الإجرام والقتل والرغبة في إحلال الخراب والدمار في كل مكان تطؤه وتدنسه بأفعالها الوحشية وكانت تجد في كل رقعة تعيث فيها فساداً وإجراماً من يساندها ويقدم لها خدماته على طبق من ذهب لتستكمل مشروعها الدموي في تقسيم البلاد وشرذمتها. ودعاة الحرية المزعومة خير دليل على ذلك فهم من مهد الطريق لقوى العدوان كي تمد تلك القوى جسور الشر إلى بلادنا وتدعم الجماعات المتطرفة التي أنشأتها واستثمرت في وجودها لإضعاف البلاد وإنهاكها اقتصادياً وعسكرياً وهدم البنى التحتية ونهب الثروات ونشر الفساد حتى يصل النخر إلى لب الجسد السوري فتنهار البلاد وتتحول إلى لقمة سائغة ينالها العدو الإسرائيلي الذي تسعى أميركا إلى حمايته وصون كيانه المزعوم لكن ما حصل على ارض الواقع لجم أمريكا وجعلها تعود خائبة ليس في جعبتها إلا الهزيمة والرغبة في الانتقام حيث تمكن الجيش السوري البطل وحلفاؤه من ردم أماني أعدائهم الاستعمارية وتم النيل من أدواتهم الإرهابية بثبات وصمود ويقين راسخ بحتمية الانتصار، والانجازات العسكرية الأخيرة في السخنة خير دليل على ذلك حيث مهدت الطريق لتحرير حقول النفط في ريف تدمر وشكلت قاعدة للانطلاق نحو تحرير دير الزور وفك الحصار عنها ،يضاف إلى ذلك ما تم انجازه في سلسلة جبال لبنان الشرقية من جرود عرسال وفليطة حيث تمكن الجيش وحلفاؤه من طرد جبهة النصرة من هناك وبشكل نهائي كما تم تطويق داعش محطماً بذلك الآمال الإسرائيلية الأمريكية في إقامة منطقة آمنة على الحدود بين سورية ولبنان للفصل بين الدولتين الشقيقتين وأمام هذا المشهد تشعر أمريكا بالخزي والعار وتحاول حفظ ماء وجهها من خلال تحالفها الاستعراضي فتقوم بممارسة عدوانها المباشر ضد المدنيين وتستخدم الفوسفور المحرم دولياً وتستمر في عمليات القصف الوحشي في المناطق الممتدة بين البوكمال ودير الزور والرقة الأمر الذي يؤكد الرغبة الأمريكية في دعم الجماعات الإرهابية وليس القضاء عليها كما أن المجزرة التي ارتكبت في المشفى الوطني في الرقة الذي تعرض إلى قصف وحشي من قبل طيران التحالف تعد جريمة حرب موصوفة يجب على المجتمع الدولي إدانتها ومحاسبة مرتكبيها . إن استمرار الإدارة الأمريكية في رعونتها وتهورها لن يغير من حقيقة الواقع الجديد الذي يفرضه الجيش السوري بانتصاراته وعلى أمريكا أن تقبل به حيث الكلمة الأخيرة لمن يمسك بزمام الأمور ويملك الميدان وهذه الحقيقة تفرض نفسها على المحاولات الأمريكية الساعية لعرقلة العملية السياسية وخلط الأوراق كفرصة أخيرة للاستمرار في ابتزازها واستثمارها القذر في المنطقة .
 *أمين تحرير صحيفة العروبة بحمص