2024-04-20 03:36 ص

القيادة الفلسطينية وخطأ الموقف من مصر ودورها التاريخي

2017-08-20
القدس/المنـار/ في السنوات القليلة الماضية أخطأت القيادة الفلسطينية في التعاطي مع مصر، وبنت ذلك على أسباب واهية لا تستند الى قواعد سليمة وغير مبررة وانما من منطلقات شخصية، وتقرب من محاور معادية لقضايا الامة وقضية فلسطين، تقرب من منطلق الاستقرار والنكاية، فهذه المحاور هي التي تقف وراء التفجيرات الدموية التي ترتكبها عصابات ارهابية فوق الأرض المصرية.
مصر هي السند التاريخي لشعب فلسطين، دماء أبناء مصر روت الثرى الفلسطيني، ومصر حمت القضية الفلسطينية من التصفية، ووقفت في وجه كل محاولات هضم الحقوق الفلسطينية، وخاضت حروبا ومعارك في المحافل الدولية دفاعا عن فلسطين شعبا وقضية وقيادة.
لكن، القيادة الفلسطينية، دفعت بقضية شعبها الى احضان جهات وعواصم معادية، وهي تدرك ارتباطات هذه القوى نكاية بمصر، وهي خطوة أدخلت القضية الفلسطينية في دائرة خطر التصفية.
الموقف الفلسطيني من مصر، ليس له ما يبرره، وببنى على مسألة هامشية لا علاقة لها بالقيادة الفلسطينية وقضية الشعب الفلسطيني، انها مسألة داخلية مصرية، وقامت القيادة الفلسطينية بتضخيمها بفعل وشوشات المستشارين لتحقيق مصالح خاصة، وهذا ما حصل بالفعل، وفشل الاعلام الرسمي الفلسطيني في التعاطي مع المسألة المذكورة، هناك علاقة لشخص بأجهزة الأمن المصرية المعنية بحماية الأمن القومي لمصر بكل الوسائل، فما علاقة ذلك بالقيادة الفلسطينيةن التي وضعت هذا الشخص بفعل تعاطيها الخاطىء بنفس مستواها، والند بالند.
العلاقات المصرية الفلسطينية يشوبها توتر كبير جدا، ولم تسارع القيادة الفلسطينية الى تبديده، بل اتجهت الى اقامة تحالفات مع قوى معادية أو اقتربت منها نكاية بمصر.
والآن، هذه القوى هي التي تعمل على اسقاط القيادة في رام الله، وما كان هذا ليحث لو لم تخسر السند التاريخي لفلسطين، القيادة الفلسطينية وضعت "رأسها في رأس القاهرة" فخسرت الكثير، وتصاعدت التهديدات والتحديات ضد قيادة هي الآن تعيش مأزقا قاسيا وخطيرا.
القيادة الفلسطينية تنقلت بالملف الفلسطيني من عاصمة الى اخرى، ولم تبقه في اليد المصرية الأمينة، وها هي تحصد نتائج هذا الموقف الخاطىء.
أمام القيادة الفلسطينية فرصة، قد تتلاشى اذا لم تستغلها وتلتقطها سريعا، وهي العودة الى مصر وتبديد الغيوم وتعزيز العلاقات معها، 
ورهان رام الله على الدوحة وأنقرة وواشنطن والرياض كان خطأ فادحا، وبتجاهلها مصر ودورها فقدت الكثير، وهز قواعد الحكم فيها، وبدأت سيناريوهات اقصاء رأس الهرم السياسي تتكشف بنودها وواضعوها.
ان عقد اللقاء الثلاثي الفلسطيني الاردني المصري بالقاهرة فرصة جيدة تنطلق منها القيادة الفلسطينية الى الفضاء الاوسع لعلاقات متينة استراتيجية مع مصر، واذا ما أضاعت هذه الفرصة، فان سيناريوهات الاقصاء ستكون أسهل تنفيذا وتطبيقا.
وقبل كل شيء، ضرورة الكف عن نصائح المستشارين غير المؤتمنين الذين أصبحوا في الآونة الأخيرة، يهيمنون على صنع القرار، خدمة لمصالحهم الخاصة والقوى التي مدت منذ زمن خيوطها نحوهم.