2024-03-28 08:53 م

المهاجرون لليمن جنود مجنده

2017-08-16
بقلم : سامي الاجرب
نفهم عموما نحن كبشر نميز بين الظلمة والنور , أن الباحثون عن التطور والإرتقاء , يذهبون إلى مواطيء الرقي والتقدم الحضاري , عل وعسى ينالون من تلك الاماكن أو البلاد شيء من الفائدة المرجوة , لهذا نرى ونسمع عن المهاجرين للغرب أوروبا أو أمريكا , من يغرق في البحار ومنهم من ينجو ويصل غايته ومراده , ومن نوادر المهاجرين أولئك الذين وصلوا شاطيء قادش بإسبانيا ونزلوا بين المصطافين العراة من نساء ورجال يركضون والجميع ينظر لهم بحالة من الدهشة والإستغراب والإستهجان , إنما العجيب كل العجب أن نسمع أن هناك مهاجرين لليمن بحثا عن فرص العمل والمال والحياة الكريمه , حقا أن هذا من سخرية القدر , أن تأتي شباب بمقتبل العمر وبصحة جيدة من أثيوبيا والصومال وغيرها من الدول الأفريقيه لليمن تحت عنوان البحث عن العمل والمال والعيش الرغيد . هكذا قالت وسائل الإعلام تصف المهاجرين لليمن وإلى شبوه , بعد أن غرق منهم من غرق مأخرا , ولولا غرق البعض منهم ما كنا ندري ونعلم ما الذي يجري بجنوب اليمن , الذي تسيطر عليه القوات الأماراتيه العظمى .. للحقيقة ماذا يوجد في اليمن اليوم ..؟! اليس الكل يعلم ماذا يجري في اليمن , ذاك الذي يطوف في أرجاءه الموت يحمل منجله حصادا في الارواح اليمنيه , والقتل يفني كل من مر أمام الموت كبيرا أو صغيرا , إمرأة أو طفل أو رضيع , اليمن اليوم يسكنه الفقر والحرمان والجوع والأمراض والأوبئة والكوليرا , اليمن يقصف ليلا نهار من السماء بشهب النار السعوديه , والتكفير والتفجير والتدمير والتهجير سيد الميدان اليمني , وكل معاني ووصف للإبادة الجماعية بلا رحمة وإنسانية إسلاميه , حتى إنسانية دنيوية لم تعد تجدي وتنفع أهل اليمن . ماذا يوجد في اليمن ليهاجر إليه المهاجرون أولئك , إلا إقتلاع اليمني من بيته , والشجر من أرضه , والحجر من جداره , والحيوان من مراعيهِ , حتى أصبح وأمسى اليمن لا شبر فيه ملاذ آمن ولا مقرولا مستقر لأبناءه , تطارده قوى العدون بكل مسمياتها وأطيافها والوانها بقيادة السعوديه الوكيل الحصري لأمريكا , لتدمير اليمن وإركاعه للهيمنة والنفوذ الإستعماري والإسرائيلي , لما لهم جميعا أطماع بالبترول اليمني الذي يفوق ما تملكه دول الخليج والسعوديه . ولوجود اليمن على معبر دولي بحري خطير , من سيطر عليه سيطر على أهم معبر بحري عالمي , منه يهز الإقتصاد العالمي ويخلخله ويدمرها , لهذا جاءت الأساطيل البحريه العالميه , لتضع عليه موطيء قدم لتمنع بعضها البعض من التفرد والهيمنة على باب المندب , وفي جبوتي تخندقوا . نعم ماذا يوجد في اليمن غير هذا الدمار الشامل , ليشجع ويغري المهاجرين للهجرة إليه , ويتحملون مخاطر الغرق والموت , لو لم يكن في اليمن من مغريات إستدعت الهجرة إليه , اليمن الذي جاءته جيوش عديده إماراتيه وبحرانيه وسودانيه وسنغاليه ومصريه والقائمة تطول , اليمن الذي أصبح مقصد المرتزقة من كافة بقاع الأرض , من الجنجويد وكولومبيين وأكوادوريين وداعش والقاعده وبلاك ووتر الشركة الامريكيه سيئت الصيت والسمعه في العراق , والمتخصصة في القتل لمن يدفع ومقرها الامارات بعد طردها من بغداد , وقد عادت للعراق بإسم جديد لتمسك أمن الطريق الدولي الرابط بين الاردن والعراق العابر من الأنبار . واليوم تظهر لنا رواية المهاجرون لليمن بحثا عن العمل والمال وفرص الحياة الكريمه , هنا نسأل أنفسنا كي لا نبقى في حالة غيبوبة عما يجري على الأرض العربيه , ما ماهية العمل الذي دفع وإستدعى هؤلاء المهاجرون ليأتون لليمن , إلا شيء واحد ولا شيء غيره , وهو التجنيد كجنود مرتزقة للقتال بصفوف القوات الإماراتيه العظمى لا أكثر ولا أقل . وهذا يذكرنا في عصر حكم حسني مبارك لمصر , مبارك الذي كان يغض الطرف عن المهاجرين السودانين الجنوبين إلى إسرائيل عبر سيناء , وتحت عنوان مهاجرون سودانيون باحثين عن العمل في إسرائيل , وكانت الحقيقة غير ذلك حيث كانت إسرائيل التي لا يدخل حدودها الطير الطائر , والنمل والزواحف , تسمح وتجيز لهؤلاء بدخول إسرائيل , وفي إيلات ومعسكرات جنوب إسرائيل يتم تجنيدهم وتدريبهم وتفقيههم علوم الحرب , ليعودون إلى صفوف قوات قرنق والحرب بوجه السودان الشمالي , حتى تنتهي دورات التدريب يعودون من مطار تل أبيب إلى مطار القاهرة , ومن هناك يذهبون إلى جنوب مصر ثم إلى دارفور وإلى جوبا وكل هذا تحت إشراف المخابرات المصريه والموساد , جوبا ما إن أنتصرت حتى إعترفت بها إسرائيل كأول دولة , ورفعت علمها كأول علم رفع على جوبا , وهكذا بسطت إسرائيل سيطرتها على منابع النيل بالتعاون مع حسني مبارك ودولته المصريه الخاضعت للنفوذ السعودي , السعوديه التي كانت تشتري السلاح لقوات قرنق الإنفصاليه واليوم في اليمن نرى ذات السيناريو للمهاجرين الذين تم دفعهم من أفريقيا وأثيوبيا والصومال لتجنيدهم كمرتزقة ودفعهم للحرب بوجه أهل اليمن الرافضون للهيمنة الإستعمارية والإسرائيليه , والتي تقود عملية إركاع اليمن لقوى الإستعمار وإسرائيل , الوكيل الحصري للشرق الاوسط السعوديه وشريكتها الامارات , وكلاهما قد قسم نفوذه في اليمن , فاليمن الجنوبي للإمارات , واليمن الشمالي للسعوديه , والمخلص ترامب جامع الجزيات راضي عما يجري باليمن من مجازر وحشيةٍ , وإبادةٍ جماعيه , ويدعي المخلص ترامب أنه حامي حمى الديمقراطيه والحرية وحقوق الإنسان والسلم الدولي . تلك هي رواية المهاجرون لليمن . فيا منظمات حقوق الإنسان أمازلتم أحياء .. ؟!