2024-03-29 04:31 م

كوشنير في جولة بالمنطقة لتركيع القيادة الفلسطينية أو اسقاطها!!

2017-08-14
القدس/المنـار/ وفد أمريكي برئاسة صهر الرئيس الامريكي "كوشنير"، معه عدد من مستشاري الرئيس دونالد ترامب الداعمين لاسرائيل ومخططاتها، قادم الى المنطقة، يتجول في عواصمها، يبدأ جولته ويختتمها بلقاء مع رئيس وزراء اسرائيل بنيامين نتنياهو ليضع بين يديه نتائج جولته، وهي الأخطر من حيث الأهداف والأساليب التي تستخدم ضد "محور الجولة".. لتمرير ما أسماها البيت الأبيض "صفقة القرن" .. وعنوانها الذي بدأت تتضح معالمه هو "تصفية القضية الفلسطينية".
جولة كوشنير المرتقبة، تستهدف اسقاط المشهد السياسي الفلسطيني، لصالح مشهد تتم هندسته في تل أبيب وواشنطن لتشارك في تنفيذه وتنصيبه عواصم عربية، معتقدة أن تصفية القضية الفلسطينية يفتح لها أبواب بقاء أنظمتها الأبدي بحماية أمريكية اسرائيلية مقابل الاستمرار أيضا في أداء أدوارها كوكلاء ومقاولين لتل أبيب وواشنطن، وتخوض حروبها.
صهر الرئيس الأمريكي، قادم الى المنطقة للطلب من أنظمة بعض دولها، وخاصة الخليجية وأخرى في الحلف المسمى بـ "السني" ممارسة ضغوط مشددة على القيادة الفلسطينية، ودفعها الى قبول السيناريو الذي يحمله معه، ومنسق بشأنه مع تل أبيب، جولة خطيرة تؤكد كذب الولايات المتحدة بحرصها على قيادة جهود لانجاح عملية السلام، فمنذ مجيء دونالد ترامب الى دفة الحكم بواشنطن، لم يقدم أية مبادرة لحل الصراع الفلسطيني الاسرائيلي، ولم تتطرق طواقمه التي زارت المنطقة الى أية حلول كحل الدولتين على سبيل المثال، بل كانت اللقاءات والمحادثات مع القيادة الفلسطينية تتركز على مطالبتها بتنفيذ مطالب وشروط مذلة.
الوفد الامريكي الذي يستعد لمغادرة واشنطن الى المنطقة، سيطالب بمفاوضات لا سقف زمنيا لها، ولا معالم لأية حلول، الا الامتثال لما تطلبه وتطرحه اسرائيل، ويريد من عواصم عربية، تكثيف ضغوطها على رام الله، وفي حال رفضت القيادة الفلسطينية، ما تحمله حقيبة الوفد من اشتراطات، فان واشنطن واسرائيل وأصدقائهما، ستبادر على الفور عملية وخطوات اسقاط المشهد السياسي لصالح مقاولين، هم على استعداد، للموافقة على كل ما يطرح عليهم، من تعليمات وأوامر، فهم يعملون لحساب الانظمة، ولاسرائيل وأمريكا في الدرجة الأولى، منهم من يقيمون خارج الساحة الفلسطينية، ومنهم داخل الوطن وعدد من هؤلاء يتمترسون في دائرة صنع القرار، متسلحين بأجندة مشبوهة غربية، ويتلقون المال السياسي، ومن فترة الى اخرى يتوجهون الى حيث "مربطهم" لتلقي التعليمات، ويفترض بمن يترأس المشهد السياسي أن يكون مدركا لذلك، الا اذا كانت الجدران العالية، والتقارير التضليلية الباطلة، واستشارات غير النصوحين، حالت بينه وبين معرفة ما يدور من تحركات وما يوجد من اختراقات، وهذا يدفعنا الى القول بأن الوفد الأمريكي القادم الى المنطقة يتلقى معلومات باستمرار تتعلق بسرية ما يدور في مقرات الحكم برام الله ، تحت عنوان، "حجز موقع في المشهد السياسي القادم"!!
المشهد السياسي الفلسطيني أحكمت عليه دائرة الخطر، يفتقر الى "اعلام محارب" ويحيط به الوكلاء والمقاولون، و "تعشش" في صفوفه مجموعة من المخترقين كتبت التقارير للعواصم متعددة الجنسيات، والوضع الداخلي والمؤسساتي يزداد ترديا بفعل الاهمال وعدم الالتفات اليه سنوات طويلة والى يومنا هذا، وطبعا، يضاف الى ذلك، الانقسام المقيت!
أمام المشهد السياسي في رام الله، وهو المستهدف، أن يعيد النظر في تحالفاته غير المدروسة وحساباته، ويقترب من الشارع فهو القادر على حمايته، مع ضرورة الاهتمام بالمؤسسات ووقف التجاوزات داخلها، والتوقف عن القرارات التي تثير غضب هذا الشارع، وليت يعاد النظر في ما صدر من قرارات، تسببت في زيادة نسبة احتمالات ثورات البركان.