2024-04-23 04:52 م

الخيار المتبقي أمام نتنياهو للاستمرار في الحكم

2017-08-09
القدس/المنـار/ في اسرائيل ملفات فساد كثيرة تطال قيادات رفيعة في كل المستويات، منهم من وضع خلف القضبان ومنهم من انتحر، ويقاد الى اروقة التحقيق أصحاب مناصب، ولم تتوقف عملية الكشف عن المفسدين والفاسدين في صفوف كبار رجال الحكم.
بنيامين نتنياهو رئيس وزراء اسرائيل خضع للتحقيق هو وزوجته في مخالفات رشوه وفساد، وبات مادة خصبة في المؤسسات الاعلامية التي تتناول مختلف جوانب هذه القضية، وبسببها يتعرض نتنياهو لانتقادات شديدة من خصومه السياسيين ومن داخل معسكره وحزبه، وكلما ضاق الخناق أكثر على عنقه اتهاما وشق حيثيات جديدة سارع الى بناء المزيد من المستوطنات وارتكاب جرائم انتهاك المقدسات الاسلامية، لعله يبقي على دعم اليمين والمستوطنين له، ليواصل تربعه على قمة الحكم في اسرائيل، وحتى يخفي قلقه وتأثره يطلق التصريح تلو الآخر، بأنه بعيد حتى عن الشبهات، ومستمر حتى ينتهي ولايته في ادارة دفة الحكم.
غير أن "الرشاوى" التي يقدمها للمستوطنين على حساب الارض الفلسطينية، وتصريحات المكابرة التي يطلقها من حين الى آخر حول براءته وقوة موقعه السياسي رئيسا للائتلاف لم تنفع جميعها في درء أخطار الاتهامات الموجهة اليه.
بنيامين نتنياهو، يعيش مأزقا حادا وان حاول اظهار عدم اكتراثه، فهو يخشى انهيار وتحطم طموحاته وأحلامه بأن يطلق عليه لقب ملك اسرائيل، وكلما زاد رعبه وتكالبت عليه الكوابيس، يعيد قدح زناد أفكاره باحثا عن الطريقة التي يمكن من خلالها البقاء في دائرة الامان ليحقق طموحه.
ويبدو أنه لم يجد أمامه الا اللجوء الى شن الحروب، لوقف الحملات الموجهة ضده، ووضع العراقيل في طريق شعبة التحقيق تحت ذريعة أن البلاد في حالة حرب وطوارىء.
لذلك، لا يستبعد المراقبون أن يقدم على افتعال مواجهات عسكرية قد تكون واسعة وصعبة، تأخذ احتمالات عدة، وهو يرى أن الفرص مواتية له للاقدام على هذه المواجهات والحروب في وضع كالذي يعيشه العالم العربي والساحة الفلسطينية التي يتعمق فيها الانقسام، ومن هذه الاحتمالات أن يقف وراء أعمال مؤلمة في الضفة الغربية لاسقاط المشهد السياسي الفلسطيني وهي الحلقة الاضعف في خيارات نتنياهو، واما أن يدخل بقوة شريكا في الحرب العدوانية على سوريا، وربما أن يعيد الكره مرة أخرى فيضرب قطاع غزة.
أما الاشتباك مع حزب الله، فهو الخيار الابعد، لأنه يخشى النتائج، عندها سيطاح به على خلفية الهزيمة والخسائر، فالحرب على حزب الله ليست نزهة أو رحلة صيد لعدة ساعات.
ونتنياهو المعروف بصلفه وعنجهيته، وحتى يصبح "ملك اسرائيل" ليس امامه الا شن الحروب، ولا خيار آخر للخروج من ازماته وتفادي جلسات التحقيق وتوجيه الاتهامات والابتعاد عن قضبان السجن، والفوز بلقب القائد التاريخي وملك اسرائيل، بعدة عدة دورات نجاح في الامساك بالحكم.