2024-04-25 02:32 م

عام الانتصار الساحق

2017-08-07
بقلم: عبد الحكيم مرزوق
تتجدد الانتصارات في تموز، فمن انتصار حزب الله عام 2006 على العدوان الإسرائيلي إلى انتصار عام 2017 الذي سيذكره التاريخ حين كان لتموز هذا الألق في تسجيل الانتصارات المتكررة ليكون انتصار هذا العام له نكهته الخاصة وخاصة أنه يأتي متزامنا ً مع الانتصارات التي سجلها الجيش العربي السوري في كثير من المناطق الساخنة ويطرد منها الإرهابيين والدواعش والمرتزقة الذين جاؤوا لكي ينهبوا خيرات سورية وثرواتها ولتعم الفوضى في أنحاء البلاد . كل تلك الأوهام التي رسمها السيد الأمريكي عبر مؤامراته وأجنداته التي وضعها بدءا ً بما سمي زورا ً وبهتانا ً بـ "ثورات الربيع العربي" التي سقطت كل مفرداتها تحت حذاء الجندي العربي السوري الذي لم يسمح أن تنال تلك المؤامرات من سورية وقيادتها وشعبها ، على الرغم من مرور ست سنوات فقد بدأت تتوضح الآن معالم الانتصار على تلك المؤامرة الدنيئة التي قادها السيد الأمريكي عبر أدواته وأدوات أدواته سواء كانوا بعض دول الجوار أم المرتزقة الذين فشلوا بإركاع سورية على الرغم من كافة السيناريوهات التي اعتمدتها الإدارة الأمريكية منذ البداية. وبشكل تصاعدي وهي الآن وفي عام 2017 أعلنت صراحة أنها لا تنوي الاستمرار بتسليح المعارضة السورية ، وهذا بالطبع له معان كثيرة ومنها أن الإدارة الأمريكية قد توصلت بعد هذه السنوات الستة إلى أن العصابات الإرهابية التي استقدمتها إلى سورية قد استنفدت الفرص التي أعطيت لها ولم تجد أي نتيجة ترجى منها خاصة بعد الهزائم المتكررة التي حصلت لتلك العصابات التي دعمتها ومولتها بالسلاح والعتاد وهذا الأمر في كافة المناطق السورية سواء في حلب وحماه وحمص والمنطقة الشرقية والجنوبية وكافة المناطق الساخنة أيضا ً داخل المدن والتي تم ترحيلها عبر التسويات والمصالحات إلى مناطق أخرى لتصبح معظم المدن خالية من المسلحين إلا استثناءات قليلة في هذه المدينة أو تلك ، إضافة إلى ظهور بعض التفاهمات الدولية وخاصة بين الأمريكان الذين كانوا رافضين لأي حلول وأي إجراءات من شأنها القضاء على الإرهابيين داخل سورية، وكانت بحجة القضاء على الإرهابيين تقصف بعض المواقع السورية بكل وقاحة وقد انكشف أمرها من قبل القيادة السورية وحلفائها في الميدان الذين وقفوا إلى جانب الشعب والقيادة السورية رافضين كل التهديدات التي كانت تطلقها الإدارة الأمريكية بهدف الضغط على سورية للحصول من وراء ذلك على مواقف وتنازلات تسجل لصالحها ولصالح العدو الإسرائيلي الذي توضح دوره بشكل علني في دعم العصابات الإرهابية وفي تقديم العلاج الطبي لها . الإدارة الأمريكية والعدو الإسرائيلي هما المستفيدان الوحيدان من استمرار الحرب الكونية على سورية لإضعافها والنيل من محور المقاومة الذي يشكل تهديدا ً وقلقا ً دائمين لهما ، ومع تحرير المزيد من المناطق في جرود عرسال من العصابات الإرهابية تسقط كافة الرهانات التي كان قد وضعها الكيان الإسرائيلي من وجود تلك العصابات والتي كان يعلق عليها الآمال في تأمين الشريط الحدودي ليبدو أكثر أمانا ً من العمليات الفدائية لحزب الله ، وليكون الانتصار الذي حققته المقاومة في جرود عرسال نصرا ً جديداً يضاف إلى نصر 2006 حين انتصرت المقاومة اللبنانية على الكيان الإسرائيلي ومنعته من تحقيق أهدافه آنذاك . إن المقاومة اللبنانية في عام 2006 غيرت بانتصارها قواعد الاشتباك وخاصة بعد أن أسقطت أسطورة تفوق العدو البحري والبري وجاء 2017 ليسقط أسطورة تفوق العدو الجوي وأصبح يعد للمليون قبل أن يفكر من جديد بشن حرب جديدة في الوقت الذي يسجل محور المقاومة ممثلا ً بسورية وحلفائها انتصارات جديدة في كافة الميادين ليكون عام 2017 عام الانتصار الساحق على كل قوى الشر والطغيان وكل مرتزقة العالم.
كاتب وصحافي سوري
marzok.ab@gmail.com