2024-04-19 03:58 م

الرقة ...جرس إنذار

2017-08-01

بقلم: الدكتور خيام الزعبي
بعد إنطلاق عملية تحرير الرقة والإنهيار السريع لدفاعات تنظيم داعش، بات السؤال، هل كان التنظيم غولاً من ورق في سورية ؟ خاصة بعد إتخاذ القرار بقطع رأس الأفعة "تنظيم داعش" وإنهاءه في سورية، فصمود الجيش السوري في الشمال، جعل داعش يضع كل ثقله في معركة الرقة، لأنه أدرك أن خسارته هذه المدينة، سيشكل بداية لإنهياره وسقوطه سريعاً، فالضربة التى تلقاها التنظيم الإرهابى فى حلب من قبل الجيش السوري بخّر أوهام داعش بإعلان ولايته على الأراضي السورية، وأدرك هذا التنظيم أنه أمام جيش قوي غير كل الجيوش، كما تيقن أنه من المستحيل أن يستطيع احتلال أي قطعة أرض من وطننا الكبير "سورية". اليوم يحاول تنظيم داعش أن يبعث برسالة مضللة بأنه لا يزال موجوداً بعد الضربات الموجعة التي تعرض لها من قبل الجيش السوري وحلفاؤه، لكن نهايته باتت وشيكة، بعد أن حققت عملية "تحرير الرقة" في أسابيع وجيزة إنتصارات متتالية في نقاط المواجهة المباشرة خاصة بعد تحرير الجيش مطار كوريس العسكري والوصول إلى الأطراف الجنوبية الغربية للرقة، بالإضافة الى تحرير مدينة الرصافة ليصل بعدها إلى منطقة تقع على بعد عشرة كيلومترات عن نهر الفرات ليكون الزحف متواصلاً في اتجاه المدينة المختطفة بعد أن عمل الجيش على تضييق الخناق على هذا التنظيم ومحاصرته من كافة الجهات فيما فر عناصره من الرقة الى دير الزور هرباً من الضربات التي يوجهها له مقاتلي الجيش السوري وحلفاؤه. مع إستكمال المراحل الهامة فى معركة تحرير الرقة, والتى بدأت منذ عدة أسابيع والاستعداد للمرحلة النهائية والحاسمة، يمكنني القول، أن ثمة هناك مساراً جديدا ستدخله سورية باتجاه إنهاء الجماعات المتطرفة فى البلاد, بعد أن ظلت تهيمن على مساحات شاسعة فى أنحاء مختلفة من الأراضي السورية، والمؤكد أن الإنتصار فى معركة الرقة التى تعتبر معقل داعش, سيشكل البداية الحقيقية لطرد مقاتلي داعش من كل المدن السورية والمنطقة بأكملها, وهو الهدف الاستراتيجى للجيش العربي السوري والذي يواصل استعداداته اللوجستية والتكتيكية لإنهاء هذا التنظيم ومن ورائه مستفيداً من الإسناد الجوي الذي يقدمه حلفاؤه. على أى حال فإن نجاح الجيش السوري فى إستعادة السيطرة على مدينة الرقة, سيشكل انتكاسة كبيرة لتنظيم داعش، فالواضح من سلسلة الهزائم التى مني بها تنظيم داعش وحلفاؤه من جماعات الإرهاب في المحافظات السورية، إن هذا العام يمكن ان يكون عاماً مصيرياً بالنسبة لداعش والقوى المتطرفة الأخرى، يتحقق فيه كسر وهزيمة التنظيم وانحسار وجوده في سورية، خاصة بعد أن خسرت داعش عدداً من المواقع والمدن وحقول البترول فى مختلف المناطق السورية والعراقية. مجملاً.... إن تموضع قوات الجيش السوري الملاصق للرقة واقترابه بشكل حثيث منها يعتبر "جرس إنذار"، بأن نهاية داعش باتت حتمية وهي خطوة مهمة على وبإرادته وجيشه العربي التي لن تستطيع اي قوة أو إرهاب أن تكسرها وسيثبت للعالم اجمع انة لن يركع الا لله والأيام القادمة ستثبت لكم رضوخ قوى العدوان لسورية جيشاً وشعباً. وفي الخاتمة نقول... اليوم... سورية تكتب التاريخ بسواعد أبنائها، ليس تاريخ سورية فحسب، بل تاريخ المنطقة بأكملها، في ميدان القتال في الرقة وحلب ودير الزور و....و....و...., ولا تنتهي إلا بتطهير الأرض من القوى المتطرفة والدخيلة على بلدنا، فسورية ماضية في طريقها بثبات واصرار على النصر والبناء ، فاللعبة قد انتهت والمؤامرة قد كتب لها الفشل وسوف تستكمل سورية طريقها وقريبا سوف نرىالنصر والتفاؤل بارقاً على أيدي أبطالنا الذي سوف يغير من مصيرالسوريين ويفتح أبواب الأمل للأجيال القادمة. 
Khaym1979@yahoo.com