2024-03-29 04:44 م

في ذكرى انتصار المقاومة

2017-08-01
بقلم: عبد الحكيم مرزوق 
ونحن نعيش ذكرى انتصار المقاومة اللبنانية على الكيان الإسرائيلي في تموز عام الـ 2006 ثمة الكثير من المعطيات والنتائج التي أفرزتها تلك الحرب الظالمة على الجنوب اللبناني ،، إذ أن الكيان الإسرائيلي الغاشم كان يظن أنه مايزال يتمتع بقوة كبيرة في الأرض والبحر والجو ، وقد أثبتت الأحداث أن هذا الكيان كما قال عنه سماحة السيد حسن نصر الله أوهى من بيت العنكبوت . كيف ذلك . إذا عدنا بذاكرتنا إلى التاريخ الحديث حين اجتاح الكيان الإسرائيلي الجنو ب اللبناني في عام 1976 لطرد الفلسطينيين من لبنان وكي يخفف من العمليات الفدائية التي كانت تنطلق من الجنوب اللبناني مستهدفة عمق الكيان الإسرائيلي بعمليات نوعية في سبعينيات القرن الماضي وكي يقيم منطقة حدودية آمنة في الجنوب وضع فيها جيش لحد العميل الذي عمل تحت أمرة الصهاينة . هذا الأمر الذي فرضه الكيان الإسرائيلي لفترة من الزمن تدعى إنشاء مقاومة لبنانية بقيادة حزب الله الذي استطاع خلال سنوات التدريب والإعداد أن يقوم بعمليات نوعية هامة لم تجعل الكيان الإسرائيلي يعيش في العسل طويلاً إذ أن تلك العمليات أدت في عام الـ 2000 إلى تطهير الجنوب اللبناني من دنس الصهاينة والعملاء الذين عملوا تحت أمرته وهربوا من الجنوب خوفاً من أن تطالهم نعال المقاومين اللبنانيين وكان ذلك يعد انتصاراً كبيراً أنجزه المقاومون في الجنوب اللبناني ومع ذلك فإن الكيان الإسرائيلي لم يتوقف عن اعتداءاته المتكررة على الجنوب في الوقت الذي لم تتوقف فيه العمليات الفدائية النوعية للمقاومة داخل الأراضي المحتلة في ضرب أهداف محددة، واختطاف بعض الضباط الصهاينة في المنطقة الحدودية إلى أن قام الكيان الغاصب بحربه الرعناء في عام 2006 بهدف القضاء على المقاومة وإعادة الكرة باحتلال الجنوب ووضعه بيد العملاء لإنشاء منطقة تؤمنه من عمليات المقاومين وعلى الرغم من الحرب التي استمرت حوالي 33 يوماً لم يستطع الكيان الغاصب من تحقيق أي انتصار على أرض الواقع وخسر المئات من جنوده في الجنوب اللبناني وكانت دبابة الميركافا الإسرائيلي هدفاً سهلاً لصواريخ المقاومين إذ نال الجنود الصهاينة الرعب في الميدان وفروا هاربين من نيران أبطال المقاومة اللبنانية هذا الانتصار لم يكن سهلاً ، وكان وقعه كالصاعقة على الداخل الإسرائيلي الأمر الذي أدى لتشكيل لجنة للبحث في أسباب الهزيمة التي أصابت الجيش الإسرائيلي وقوات النخبة من جيشه وكان التساؤل الذي أدخلهم في دائرة مغلقة هو كيف تمكن بضعة آلاف من جنود المقاومة اللبنانية أن يهزموا جيشاً كبيراً ومدرباً يعتبر ثالث جيش في العالم بقوته العسكرية. لقد هزمت المقاومة اللبنانية الكيان الإسرائيلي وجيشه المتغطرس ليسجل التاريخ بأحرف من ذهب ذلك الانتصار أن انتصار المقاومة اللبناني لم يأت من فراغ ، انه نتيجة إيمان عميق بالقضية التي يؤمنون بها وهي إعادة الأراضي المغتصبة لأهلها فالمقاومون أصحاب حق والكيان الإسرائيلي كيان معتد محتل مواطنوه هم شتات من العالم جيء بهم إلى فلسطين كي تكون لهم وطناً ، وهي ليست أرضهم وليست وطنهم الموعود.. إنهم محتلون غزاة شاء من شاء وأبى من أبى ولن يتمكن اليهود الصهاينة من البقاء طويلاً في فلسطين التي احتلوها بقوة السلاح فهم غرباء عابرون لن يكتب لهم البقاء في فلسطين طويلاً فلاختلال الفرنسي استطاع البقاء في الجزائر مائة عام ولكنه بعد ذلك خرج وعادت الأرض لأصحابها الأصليين . وكما أنجز المقاومون الأبطال انتصار 2006 على الكيان الإسرائيلي وكما دحروه من الجنوب اللبناني في عام 2000 فإنهم قادرون أن يدحروه من كل الأراضي الفلسطينية المحتلة فالبوصلة هي فلسطين وهي التي لا حياد عنها . مبارك انتصار المقاومة في تموز وإلى انتصارات أخرى نحتفل فيها بانتصار أكبر هو تحرير فلسطين العربية من رجس الصهاينة المحتلين .
 كاتب وصحافي سوري
 marzok.ab@gmail.com