2024-03-29 11:09 ص

الانتصارات تزهر في الميدان

2017-07-28
بقلم: محمود الشاعر
على وقع الانتصارات المشرفة التي أزهرت فوق جرود الفليطة وعرسال والقلمون و أينعت عزاً وفخاراً على جبهة الجندي العربي السوري والمقاوم اللبناني البطل تترنح جموع الإرهابيين وهي تتجرع كؤوس الهزيمة بعد أن أثقل كاهلها بهجمات غير متوقعة دقت خلالها أعناق الطرف الإرهابي الذي عولت عليه إسرائيل طويلاً واعتبرته ورقة رابحة في المؤامرة القذرة التي تحاك ضد سورية ، حيث فشلت في السيطرة على الحدود الممتدة بين سورية ولبنان وقطعت يدها الإرهابية هناك والتي حاولت من خلالها العبث بالعمق السوري كما وأمنت دمشق ومحيطها وريفها الغربي من كل خطر إرهابي يهدد أمنها واستقرارها بعد سلسلة الانتصارات الأخيرة الأمر الذي سيدفع واشنطن إلى تغيير قواعد اللعبة في سورية والمنطقة ومد جسور سياسية بعد أن حرقت ورقة الضغط المهترئة أصلاً بذريعة « استخدام الكيماوي » واعترفت أخيراً بأن دمشق لم تستخدم السلاح الكيميائي كما تسعى واشنطن إلى عقد اتفاق مع روسيا لخفض التوتر في الشمال والجنوب السوري مما يبشر بنضوج مرحلة جديدة من التسويات والتفاهمات الدولية دون حجج وعراقيل تهييء لها الانجازات المرتقبة في الميدان السوري . وأمام هذه التحولات المهمة في المشهد السوري يظهر الرئيس التركي جانباً جديداً من وجهه القبيح حيث يسعى إلى إدخال « الجهاد » كمادة تعليمية في المؤسسات التربوية التركية لتخريج جيل من الإرهابيين والذئاب المنفردة من أصحاب اللحى والأحزمة الناسفة ليستخدم هؤلاء كأداة سياسية في المدى البعيد للضغط على أطراف غربية معينة أو للحصول على بعض المكاسب الوهمية وهذا الأمر لن يشفع له عند رعاة الخليج من السعوديين الذين يسعى للقائهم لنزع فتيل الخلاف مع قطر وإعادة تميم القطري إلى بيت الطاعة الخليجي ذلك لأن التركي ظهر بكامل ثقله وأسلحته وقواته لحماية قطر في بداية الخلاف بين إخوة الإرهاب ، وفي الوقت الذي تحتاج فيه فلسطين المحتلة إلى جهاد حقيقي يخلصها من السرطان الاسرائيلي الذي ينتهك حرمة المقدسات ويتطاول على الشعب الفلسطيني الأعزل يسعى دعاة الجهاد المزعوم إلى نشر المزيد من الشرور والجرائم في العالم العربي والإسلامي وبث روح التفرقة بين أبناء البلدان المتماسكة وذلك كله يصب أخيراً في مصلحة إسرائيل التي تراقب ربيع الخراب العربي بعين مطمئنة فتسمع شخير الأعراب الذين غفلوا عن القدس وعن قضايا الأمة العربية .
*أمين تحرير صحيفة العروبة بحمص