2024-03-28 08:07 م

البوابات اللكترونية فحص للمقدسيين ام للحكومات العربية والأسلامية؟

2017-07-27
بقلم: حاتم استانبولي
السؤال المهم الذي يتبادر لأي مدقق في الاجراآت الأسرائيلية الأخيرة : لماذا اقدمت الحكومة المصغرة على هذا الأجراء وهي تعي انها ستتراجع عنه ؟ ارادت اسرائيل ان تتاكد من النوايا والتعهدات العربية الرسمية التي نقلها لها الرئيس ترامب بعد قمة الرياض . فالتدقيق بردود الفعل الرسمية العربية والفلسطينية نلاحظ ان جميعها تعاملت مع تركيب البوابات الألكترونية وملحقاتها من المنظور الأمني الأسرائيلي وانقسمت المواقف الى فريق صامت يعتبر ان الأجراآت الأسرائيلية شأن داخلي , وآخر يهدد ان هذه الأجراآت سوف تعيق التفاوض والأكثر تطرفا جاء على لسان رئيس السلطة بان الوضع يحب ان يعود الى ما قبل 14من تموز . ومن الواضح ان ردات الفعل وجدت صدى ايجابي لدى الحكومة السرائيلية واعتبرت ان المواقف الرسمية العربية والاسلامية كانت ضمن السقف الذي حدد لها في مؤتمر الرياض وقمة الميت . وعلى هذه النتائج فان الحكومة الأسرائيلية سترسم سياساتها القادمة على اساس سقف هذا الموقف الذي لم يتعاطى مع البوابات على اساس انها جزء من المنظومة الأمنية للمحتل ولم تتعاطى على اساس ان الأحتلال هو اساس كل المشكلات في المنطقة وازالة الأحتلال المستعمر هو الأساس وليس البوابات . اما الجانب الأخطر فان الصراع حول البوابات وضع في اطاره الديني والمكاني وهذا ما سعت اليه اسرائيل لأسباب تتعلق في جبهتها الداخلية للتحشيد من اجل اخذ اجراآت عنصرية تمس شعبنا الفلسطيني في الاراضي المحتلة عام 48 . والحوارات في الكنيست التي تجري تحت عنوان القومية اليهودية تؤشر الى اننا قادمون على قرارات ستطال وجود شعبنا في ال48 كخطوة اولى . ان الخطر القادم هو ان تاخذ قرارات مستندة للقرار الدولي باقامة الدولة اليهودية على ارض فلسطين واعادة التلويح ان الدولة العربية تمت اقامتها شرق النهر وفي هذا السياق تفهم التصريحات الاسرائيلية ضد الأردن وما جرى في السفارة في عمان ما هو الا بالون اختبار لردة الفعل . وبذات الوقت هو محاولة للتلاعب في النسيج الأجتماعي الداخلى في الأردن . ان ما يجري من نشاط اسرائيلي في الأمم المتحدة ومجلس الامن والكنيست وبمباركة امريكية بل وسعي مشترك امريكي اسرائيلي لأعلان يهودية الدولة واعلانها يتطلب تغييرا جيوسياسيا على ما يبدو ان الصمود السوري قلل من نجاحه وعزز النجاح الضربة الأستباقية للمقاومة اللبنانية والجيشين السوري واللبناني في القلمون وجرود عرسال وانهاء وجود النصرة التي كان يتم تاهيلها للتلاعب في الداخل اللبناني . ان نجاح انهاء النصرة في القلمون وقبل انتهاء زيارة الحريري الى واشنطن جعل تصرحاته مع ترامب حول حزب الله هي تصريحات في الفراغ ليس لها اي انعكاسات ملموسة على الأرض بل ان الحسم في القلمون وجرود عرسال وجه ضربة قاسمة لمشروع التخريب والهاء المقاومة في الداخل اللبناني . وهنا يطرح السؤال ما هي الخيارات البديلة ؟ هنالك ما زالت ورقتين من الممكن التلاعب بهما الورقة الكردية وورقة الوضع الداخلي في الأردن ! الورقة الكردية على ما يبدو ان اجماعا اقليميا على وئدها قد اتخذ واذا لم تتدارك القيادة الكردية ان مصالح الكرد هي مرتيطة بمصالح شعوب ودول المنطقة فان الثمن الذي سيدفع سيكون غاليا . اما على الصعيد الأردني فان مصلحة الدولة تقتضي ان تشدد على اهمية تنفيذ القرارات الدولية المتعلقة بالقضية الفلسطينية في حده الأدنى ودعم الشعب الفلسطيني وحقوقه الوطنية وخيارات مقاومته في حده الأقصى.هذه المواقف هي السلاح الذي يمكن استخدامه بفعالية في مواجهة المخاطر الاسرائيلية في الداخل الأردني . والأكيد ان البوابات لم يكن هدفها اختبار المواطنين الفلسطينيين بل اختبار جدية مواقف الحكومات العربية والأسلامية التي سقطت في الأختبار الشعبي ونجحت في الأختبار الأسرائيلي ! اما عن المقدسيين فقد قوضوا الوقوع بفخ الصراع الديني واكدوا ان مواجهة البوابات الألكترونية هي في الجوهر مواجهة الأحتلال المستعمر وبواباته العربية .