2024-04-19 06:00 م

من "البوابات الالكترونية" الى "البدائل الالتفافية"!!

2017-07-25
القدس/المنـار/ رغم خطورة الاجراءات والمخططات الاسرائيلية التي تتخذ وتنفذ في القدس وضد المسجد الاقصى، استمرت الانظمة العربية في مواقفها المدانة والمرفوضة، حيث سحبت من ادراجها بيانات الشجب والاستنكار وتعالت تصريحات "الاستهلاك المحلي" الفارغة من أي مضمون غير القابلة للترجمة والتطبيق، ولجأت كعادتها الى مؤسسات اقليمية ودولية أعجز من أن تنفذ قرارا  أو موقفا، أو تترجم قرارات وافقت عليها غالبية دول العالم.. واتجهت أيضا الى أسيادها في البيت الأبيض اتصالا ومناشدة، والى مرتكب الجريمة استجداء وتوسلا.
هذه الانظمة لم تكتف بهذه المواقف والردود المخزية، بل شاركت في ادارة الالاعيب للالتفاف على "معركة البوابات" التي يخوضها أهل القدس، وتلتف حولها جماهير الوطن الفلسطيني.
لم نشهد طرد سفير اسرائيلي من هذه العاصمة أو تلك، ولم نلمس تراجعا من دول تبحث عن سيناريوهات اشهار علاقاتها مع اسرائيل، ولم نسمع عن وقف اتصالات فعلي وجدي مع تل أبيب، ولم تتخذ خطوات صادقة لدعم أهل القدس.
لكنها جميعا، مشتركة مع اسرائيل في ايجاد المداخل للقيادة الاسرائيلية لتفادي تطورات "معركة الابواب" المتعاظمة وخطورة نتائجها وانعكاساتها على الواقف والبرامج والسياسات الاسرائيلية.
لقد عمد رئيس الوزراء الاسرائيلي الى "بيع" التطور الاخير الى دول عربية  ـ مستهزئا بقياداتها وحكامها ـ من خلال ترتيبات جديدة مع هذه الانظمة كالتلويح بالمشاركة في لجان الاشراف على المقدسات، وفتح أبواب التطبيع وحتى الحماية!! خطوة ما زال رئيس وزراء اسرائيل يتمسك بها، يقوم بعرضها مع كل تطور، فعل أو رد فعل، بعد أن خابت آماله في تمرير خطوته التهويدية الاخيرة، وعندما ادرك أن القيادات العربية التي يتعاطى معها وتبارك خطوته في الخفاء لا قيمة أو تأثير لها على سير الاحداث والمواجهات ورد الفعل الفلسطيني الصلب على سسياسة حمقاء،ومخطط اجرامي لن يمر، موقف جماهيري فلسطيني أثبت فيه للعالم بأن اسرائيل ليست ولن تكون يوما صاحبة السيادة على القدس والمقدسات.
لقد كشف الموقف الفلسطيني الجماهيري كيف تنافست الانظمة العربية فيما بينها لايجاد مخرج "التفافي" لرئيس الوزراء الاسرائيلي في ضوء تخبطه وحيرة أجهزته الامنية، وارباكها هذا التنافس الانظماتي حسمته الاعتصامات والمظاهرات ودماء الشهداء، عندما أغلقت الجماهير الفلسطينية الابواب في وجوه الباحثين عن مسار آمن لنتنياهو على حساب القدس والأقصى.