2024-03-19 05:20 ص

أصحاب السيادة والسمو والجلالة

2017-07-24
بقلم: د. أنور العقرباوي
أصحاب السيادة والسمو والجلالة أما وقد شاءت الأقدار أن تكونوا حكاما علينا، وحسبكم رفعتنا وعزتنا بكل شرف وأمانة، وقضايانا الوطنية والمصيرية شغلكم الشاغل بحكم المسؤولية والقيادة، وحيث ندرك منزلتكم الأبوية بحكم المعهود والعادة، وإذ بلغ واقع الحال فينا ما لا يسر له صديق أو يحسدنا عدو عليه في تبديد ذاتنا وأشيائنا، وبعد أن تراجعت بنا أزماتنا قرونا من التخلف والإنحطاط تجاوزت الإنتحار والجهالة، على الرغم من جل مساعيكم وكل جهودكم الجبارة، واللتي لا يمكننا حصرها في هذه العجالة، وإن كان من واجبكم علينا على سبيل المثال لا الإفاضة، وفي غمرة إنشغالكم منذ عقود على تعبئة الرأي العام نصرة لقضايانا المصيرية والدفاع عن أقصانا، إلى ضرورة الإشارة إلى القرارات والتصريحات من: "تجميد الإتصالات مع العدو" الصادر عن السلطة الثورية في رام الله، وإدانة جامعتكم الموقرة للإستخدام "المفرط" للقوة بحق أطفال الحجارة، وإذ نسجل للتاريخ الدعوة إلى "تغليب" صوت العقل للخروج من "الأزمة" الصادر عن حاكم أرض الكنانة، وإذ نثمن موقف أسباط النبي الهاشمي، في "تحذيرهم" من "عواقب" إستمرار التوتر، و" دورهم التاريخي" في حماية القدس و رعاية المسجد الأقصى، وترخيص مظاهرات "دون ملاحقة"، وإذ لن يفوتنا التنويه على الدور الخليجي وإنشغالهم في ملاحقة الإرهاب ومساندة "الثورات" من العراق إلى ليبيا وسورية، وحرصهم على تحرير اليمن مهما كلف الثمن.................... أصحاب السيادة والسمو والجلالة أما بعد، فإنه وإزاء الأحداث الجارية وهولها اللتي تستخدم أبشع أنواع القتل والتنكيل بأشقائكم، أفليس من المسؤولية والواجب وحق الجماهير عليكم، بدل التوقف عند التصريحات والتعلل بالآمال اللتي غالبا ما كانت تخدعهم، والتعلق بالوعود اللتي طالما خيبت أمانيهم، أن تصحوا يوما على ضمائركم، إلا أن تكون الثمالة من السكر في الخيانة والعهر قد وصلت مبلغا منكم، وإلا فكيف لكم أن تبرروا شرعيتكم وفي الأسر مسرى نبيكم، وفلسطين منذ عقود تستغيث بنجدتكم؟ كلاب بنو صهيون أصحاب السيادة والسمو والجلالة، لا يغرنكم صمت الجماهير من حولكم، بعد أن تكشفت لها حقيقتكم، فرب هبة نافعة ستأتي لا محالة يوما على عروشكم، حين لن تشفع لكم كل خياناتكم وتخاذلكم بحق شعوبكم وأوطانكم! إن غدا لناظره لقريب! 
* كاتب فلسطيني واشنطن