2024-03-28 06:55 م

البوابات الالكترونية على أبواب الأقصى .. أسباب داخلية واقليمية وأهداف سياسية

2017-07-22
القدس/المنـار/ تركيب البوابات الالكترونية على أبواب الحرم القدسي الشريف، خطوة لها ابعادها الخطيرة، وهذا الاجراء من جانب رئيس الوزراء الاسرائيلي ليس وليد اللحظة أو ردا على عملية الاقصى، بل هو مدروس بدقة وعناية، ومدروس أيضا أهدافها.
وعندما اتخذ نتنياهو الاجراء المذكور، كان يدرك انه لن يتراجع ببساطة وسهولة، عن هذا الاجراء الذي يمس بالعقيدة الاسلامية.
الاجراء الاسرائيلي ليس الأول ولن يكون الأخير ضمن اجراءات التهويد المتلاحقة ضد القدس والمقدسات.
لرئيس الوزراء الاسرائيلي له أسبابه الداخلية عندما أمر بتركيب بوابات الكترونية على بوابات المسجد الاقصى غير مكترث لمليار ونصف المليار مسلم على وجه المعمورة.
وهناك أسباب اقليمية تمنحه العديد من الحوافز ليذهب أبعد من ذلك في انتهاكاته وبرامجه التهويدية ضد القدس والمقدسات، من بين هذه الاسباب التردي والتشظي والتصارع في الساحة العربية، وأيضا هذه العلاقات المريبة والمذلة التي تقيمها دول عربية مع اسرائيل، علاقات وصلت الى مرحلة متقدمة من التحالف، واطمئنان رئيس الوزراء الاسرائيلي لمواقف هذه الانظمة المشينة المعادية لقضايا الامة وفي مقدمتها قضية فلسطين ثمنا لحماية هذه الانظمة من جانب واشنطن وتل أبيب.
ونتنياهو لم "يرفع السقف"، ولم يقدم على تسخين الأوضاع رغم المخاطرة الأمنية، الا لامتلاكه أوراقا، وبين يديه ضمانات من جهات في الاقليم، يجني مكاسب من وراء خطواته ضد الاقصى وتصعيده للأوضاع وجرائمه ضد أبناء فلسطين.
ان التصعيد العسكري الاسرائيلي وتجاوز نتنياهو لكل الخطوط الحمراء وراؤه، أهداف سياسية، وضمانات من أنظمة مرتدة في مقدمتها المملكة الوهابية السعودية التي يزحف نظامها نحو بوابات التطبيع والمشاركة في ادارة المقدسات الاسلامية بالقدس، ودعمه لاسرائيل بالسيطرة الأمنية على المدينة وتقسيم الاقصى زمانيا ومكانيا.
وما تسعى اليه اسرائيل هو الشراكة الأمنية مع الوقف الاسلامي في القدس.
في داحل باحات الحرم القدسي الشريف عشرات الكاميرات، وزيادة مطردة لقوات الاحتلال في مركز الشرطة داخل ساحة الحرم، وتركيب البوابات الالكترونية، هو جزء من ادارة أزمة، لهدف أبعد تريد اسرائيل تحقيقه، عندما تبدأ جهات في الاقليم التفاوض مع تل أبيب، لتفكيك هذه البوابات، وعلى الاغلب هذه الجهات هي التي أصبحت المتنفذة في الساحة العربية والراغبة بشدة في اشهار علاقاتها مع اسرائيل، عبر الجسر الفلسطيني.