2024-04-19 04:45 ص

مواقف السيد نصرالله: خارطة طريق وتعبير عن الصدق والثقة واستشعار المستقبل

2017-07-14
حسن سلامة

ليس من السهل على اي مراقب سياسي او متابع لما يحصل في الاقليم ولبنان ان يحيط بأبعاد ما اطلقه الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله من مواقف لمناسبة انتصار العراق بجيشه وشعبه وقيادته على تنظيم "داعش" الارهابي وتحرير مدينة الموصل وما يعنيه كل ذلك من تداعيات على العالم بكامله. فما اعلنه سيد الكلام من اثباتات وحقائق كما في كل اطلالة له يعبر بصدق وثقة ووضوح عن كل ما جرى في العراق وما سيحصل لاحقا، بالاضافة الى ما له علاقة بالحل الوحيد لأزمة النازحين السوريين وتحرير جرود عرسال ورأس بعلبك. ان كل هذه المواقف تشكل خارطة طريق، وفق مصدر وزاري سابق حدد اربعة مفاصل اساسية تضمنتها كلمة السيد نصر الله تهم مصير لبنان واللبنانيين والابعاد الاقليمية والدولية للانجاز الاستراتيجي الذي تحقق في العراق .
فالوزير السابق يلاحظ ان ما تحدث عنه الامين العام لحزب الله "ليس امراً عادياً يستطيع اي زعيم سياسي او حزبي ان يقوله بهذه الصراحة والوضوح، بل ان السيد نصر الله هو الرجل الاستثنائي الذي بإمكانه وضع الامور في نصابها الحقيقي واستشعار آفاق المستقبل بعيدا عن اللف والدوران، والاهم ان هذا الكلام يشكل البوصلة التي يستشف الجميع منها، من العدو قبل الحليف، خلفيات ما حصل وما هو متوقع من أحداث لاحقا. انه في النهاية يعبّر عن الفكر الصادق والعميق.
وبعيدا عن هذه الصفات التي تميز السيد نصر الله بعكس الاخرين، يمكن التوقف عند اربع قضايا اساسية تضمنتها كلمة الامين العام لحزب الله:
_ القضية الاولى، تتعلق بانتصار العراق على تنظيم "داعش" الارهابي بخلفيات ما حصل عند احتلال هذا التنظيم لمناطق واسعة في العراق وابعاد ما حصل لاحقا، فما قاله السيد نصرالله بهذا الخصوص يعطي الصورة الكاملة والواضحة عن الأسباب والمسببات التي كانت وراء احتلال تنظيم "داعش" لمناطق واسعة في العراق وسوريا، كما انه يحدد الجهات التي موّلت وسلّحت ورعت هذا التنظيم ومن ثم الأسباب التي كانت وراء انتصار الشعب العراقي وهزيمة الارهاب، وصولا الى النتائج الكبرى لهذا الانتصار على المنطقة والعالم.
_ القضية الثانية، وتتعلق باستمرار احتلال تنظيمي "جبهة النصرة" و"داعش" الارهابيين لجرود عرسال ورأس بعلبك وما يشكّله هذا الاحتلال من خطر على لبنان والحاجة الى تحرير هذه الجرود لما لذلك من مصلحة وطنية على الصعد المختلفة خاصة الأمنية، مع تأكيده انه يتحدث لآخر مرة عن هذا الملف بعد ان اصبح الوقت قصيراً جداً امام المسلحين في جرود عرسال للتوصل الى تسوية او مصالحة معينة، اي ان عدم التجاوب مع التسوية سيؤدي الى حسم المعركة هناك عسكرياً.
_ القضية الثالثة وتتعلق بملف النزوح السوري الذي بات عبئاً على النازحين ولبنان في نفس الوقت، وتأكيده ان هذا الموضوع اصبح بحاجة ضرورية للحل لاسباب انسانية واجتماعية واخلاقية وامنية واقتصادية تنسحب على النازحين ولبنان معا، وهذا ما يستدعي من الحكومة اللبنانية فتح حوار مع الحكومة السورية بعيداً عن المكابرة او استفادة البعض مما يقدم للنازحين من مساعدات من تيار المستقبل الى القوى الاخرى الرافضة لهذا الحوار.
_ القضية الرابعة وتتعلق باكثر من مسألة داخلية في لبنان، سواء ما له علاقة بتفعيل عمل الحكومة ومجلس النواب أو ما له علاقة باقرار الموازنة وسلسلة الرتب والرواتب وانتهاء باعطاء الاولوية للملفات الامنية والخدماتية والمعيشية.
يبقى القول، ان ما قاله السيد نصر الله يعبّر بما لا يقبل الشك عن طموح وآمال اكثرية اللبنانين بغض النظر عن الاختلاف مع هذا الفريق او ذاك حول بعض القضايا، ويؤكد مرة جديد على ما كان اعلنه "السيد" اكثر من مرة "ان زمن الهزائم ولىّ وبدأ زمن الانتصارات".
عن صحيفة "الاخبار" اللبنانية