2024-03-29 02:16 م

ماذا وراء التصعيد الأمريكي تجاه سورية؟؟

2017-07-13
بقلم: عبد الحكيم مرزوق
هل يبدو التصعيد الأمريكي تجاه سورية طبيعياً ،ويأتي ضمن سياق الأحداث الجارية في المنطقة ،أم أنه يبدو شاذاً ولا يعبر إلا عن احتمال وحيد هو أن الإدارة الأمريكية قد فقدت معظم الأوراق التي تلعب بها في المنطقة ،ولهذا فقد لجأت إلى هذا التصعيد واتهام سورية بشن هجمات مستقبلية بالسلاح الكيماوي .... هذا الأمر كما يبدو للعيان غير منطقي ولا يحمل أية مصداقية على أرض الواقع و ليس بحاجة لبراهين وأدلة إذ أن سورية قد تخلصت من سلاحها الكيمياوي منذ سنوات والعالم كله يعرف ذلك . فقد بات واضحاً أن الإدارة الأمريكية تلجأ دائماً لاستخدام الأكاذيب من أجل الضغط والحصول على أثمان مقابل ذلك ،والعالم كله يعرف مدى الكذب والافتراء الذي تمارسه الإدارة الأمريكية من سنوات عديدة ،وليست تلك الأكاذيب جديدة على الإدارة الأمريكية ،والكل يذكر الكذبة التي تلطت خلفها باتهام العراق بامتلاك ترسانة أسلحة الدمار الشامل الأمر الذي جعل من اخترع الكذبة يصدقها كي يحتل العراق تحت هذه الذريعة الواهية ،وعلى الرغم من كل ذلك فقد أثبتت الأحداث التالية أن ليس في العراق أسلحة نووية ولا ترسانة أسلحة الدمار الشامل ولكنها كانت ذريعة لاحتلال العراق وتدمير بناة التحتية والآن تعاود الإدارة الأمريكية اختلاق كذبة استخدام السلاح النووي وذلك للضغط على سورية في ظل ظروف أنتجها الجيش العربي السوري وحلفاؤه بتحقيق انتصارات عديدة في أكثر من منطقة وربما كان أهمها الوصول إلى الحدود العراقية السورية وطرد داعش منها وكذلك الانتصارات في ريف حلب الجنوبي و في جنوب دمشق مما سحب البساط من تحت الإدارة الأمريكية التي كانت لها حساباتها في قطع الطريق بين إيران والعراق وسورية كي تبقى مهيمنة على هذا الخط الحيوي والهام . إضافة إلى أن معظم حلفاء الإدارة الأمريكية في المنطقة أصيبوا بهزيمة نكراء في سورية وذهبت أحلامهم أدراج الرياح فداعش والنصرة والعصابات الإرهابية هزمت من أكثر المناطق التي كانت فيها عبر السنوات الماضية ،وتلك الهزائم أسقطت من يد الإدارة الأمريكية الكثير من أوراق الضغط التي يمكن أن تؤثر بها على القيادة السورية وعلى مجريات الأحداث في المنطقة ولذلك فإن تلك الهزائم كانت بمثابة الصفعة القوية التي لم تكن تتوقع حصولها عبر السنوات الماضية وذلك بفضل الانجازات العسكرية التي حققها الجيش السوري والقوات الرديفة في معظم المناطق الساخنة بالإضافة إلى نجاح القيادة السورية بتحقيق التسويات في أكثر من منطقة وإعادة جزء كبير من الأراضي وتطهيرها من المسلحين والعصابات الإرهابية . في ظل تلك الأجواء كانت الاتهامات الأمريكية لسورية باستخدام السلاح الكيميائي لتعبر عن هزيمتها الضمنية في سورية وكي تحصل على بعض التنازلات من سورية التي رفضت تلك الاتهامات جملة وتفصيلاً إضافة إلى أن الجانب الروسي قد رفض تلك الاتهامات الباطلة . وبعد ماذا يمكن أن تستخدم الإدارة الأمريكية من وسائل وأساليب في حربها البشعة ضد سورية . باختصار لقد جربت كل الأساليب والوسائل والسيناريوهات للضغط على القيادة السورية وحرف بوصلتها المقاومة ولكنها لم تفلح أبداً خلال السنوات الست الماضية ولن تفلح وهي في ظل هذه الأوضاع ربما تبحث عن مخرج يليق بهيبة دولة عظمى خسرت حرباً سيذكرها التاريخ ، حرباً دنيئة ووسخة ضد الشعب السوري بعد أن جلبت إلى سورية كل مرتزقة العالم وشذاذ الآفاق كي يقاتلوا فيها الجيش العربي السوري ولكنهم هزموا شر هزيمة هم ومشغلوهم وإداراتهم التي خططت لكل تلك المؤامرة الدنيئة . سورية التي حاربت الإرهاب ولفظته خارجاً ستبقى دائماً وأبداً الرقم الصعب الذي لا يمكن كسره مهما تكالبت عليها شياطين الأرض وما يجري في الميدان أبلغ من كل المخططات والمؤامرات التي تحاك ضد سورية وشعبها المقاوم إذ أن الجيش العربي السوري والقوات الرديفة يقولون الكلمة الفصل التي ليس بعدها أي كلام يقال .
كاتب وصحافي سوري
marzok.ab@gmail.com