2024-04-20 01:53 ص

قرار جديد لفائدة الفلسطينيين

2017-07-08
بقلم: د. زهير الخويلدي
في ظل واقع التردي الذي يعاني منه المواطن العربي وبالرغم من حال الانقسام الذي تتخبط فيه الدول العربية والذي وصل بها إلى حد التحارب والتباغض والدخول في نزاعات طويلة قد لا تشفى من جراحها الذاكرة المشتركة لأجيال طويلة في المستقبل يتحفنا مجلس الأمن في جمعية الأمم المتحدة بقرار جديد مهم لفائدة القضية الفلسطينية وذلك بإقراره بأن القدس في وضعية احتلال وبنفيه سيادة إسرائيل عليها وبذلك ينهي بشكل حاسم مسلسل التنازع الدولي على المدينة ويفشل بصورة لا تراجع عنها حملة التشكيك في فلسطينيتها وعروبتها ولقد ساهمت عدة دول عند التصويت لفائدة للحقوق العادلة في إصدار هذا القرار. والحق أن هذه المساندة الدولية تمثل خطوة حاسمة في سبيل الاعتراف بالحق الفلسطيني في بيت المقدس وتعطي جرعة من الأمل للقوى الوطنية والفصائل المقاومة من أجل التمسك بالأرض وبذل المزيد من الجهد في النضال الميداني ضد الاحتلال وتمثل صرخة مدوية في وجه المصادرة والاستيطان والتطبيع. لكن ما ينتظره الجميع من المنتظم الأممي هو تفعيل هذه القرارات والنزول بها من المداولات والنقاشات في المجالس إلى الواقع الملموس وتحويل النصوص والبيانات إلى أفعال حقيقية وحركات تطبيقية قصد تمكين السكان- المواطنين في الدخول والخروج بحرية ومنح السلطة المزيد من السيادة على الأرض. من هذا المنظور تحتاج القضية الفلسطينية هذه الأيام إلى إحداث رجة في الساحة السياسية العربية من أجل اخراجها من التوظيف والاستغلال والركوب والمتاجرة والمقاولة والمساومة والتحرك العاجل نحو ابطال مفعول الاستقالة والاغتراب والغيبوبة والانتظار والتعطيل وإشعال نيران الوعي بأهمية المنعرج الحاسم وقيمة اللحظة التاريخية المفصلية في مستوى معركة الوجود والاستثبات في الذود على استقلالية الوطن. كما أن المأمول على الساحة العربية هو ايقاف التوجه الطائفي وإخماد نيران الفتنة المذهبية والاعتصام بالعروى الوثقى والتركيز على مدار الهوية ومصلحة الأمة على الصعيد الاستراتيجي والمصير المشترك. لهذا يبدو من المطلوب عربيا افتكاك زمام المبادرة من القوى الإقليمية وتفويت الفرصة على عناصر الشر وإيقاف نزيف التنازع الداخلي ومهزلة التدمير الذاتي والخروج بأقل الخسائر وأخف الأضرار من زلزال الحراك الاجتماعي وتوظيف الهبة من أجل الديمقراطية والدولة العصرية في اتجاه هدم قلاع الاستعمار. لكن ما قيمة تنشيط فعاليات تضامنية مع القضية على المستوى الحقوقي ومراكمة نصوص وقرارات تأييد دولية على المستوى السياسي في ظل تتالي مبادرات تطبيع على الصعيد الثقافي والرياضي والاقتصادي؟ كاتب فلسفي