2024-03-19 08:48 ص

خطورة تردي العلاقات بين القاهرة ورام الله

2017-07-06
القدس/المنـار/ لمصر في المنطقة دور لا يمكن تجاوزه، وسعت قوى عديدة لضرب هذا الدور غير أن هذه المحاولات قد فشلت، لكنها لم تتوقف.
والعلاقة الفلسطينية المصرية تاريخية، علاقة تلاحم، وليس لمصر أطماع في الساحة الفلسطينية، هذه الحقيقة تجاهلتها القيادة الفلسطينية، وأخضعتها لمؤثرات ومتغيرات دفعت بها أنظمة في المنطقة، أنيطت بها مهمة ضرب الدور المصري، والوقيعة بين مصر والشعب الفلسطيني، ولأسباب غير ذات قيمة وأهمية انزلقت القيادة الفلسطينية الى اصطفافات ومحاور معادية لمصر وشعبها، مع أن هذه التحالفات من بين أهدافها تصفية القضية الفلسطينية، هذا الوضع تسبب في احداث فتور وصل حد القطيعة بين رام الله والقاهرة، لم يتبدد بعد.
هذا البعد والجفاء بين الجانبين وضع تحديات جديدة أمام القيادة الفلسطينية برزت بوضوح بعد الازمة في الساحة الخليجية، وعندما حوصر التحالف الذي ارتبطت به القيادة الفلسطينية نكاية بمصر وقيادتها، وهو المحور القطري التركي، المتناغم مع جماعة الاخوان المسلمين، حوصر هذا التحالف وتعاظم دور مصر الداعم التاريخي لشعب فلسطيني وقضيته وقيادته.
ابتعاد القيادة الفلسطينية عن مصر، كان خطأ كبيرا، اتبعته بخطوات "نكاية وعكننة" ضررها وانعكاساتها السلبية ارتدت على رام الله، ولم تع القيادة الفلسطينية خطورتها الا بعد التطورات الاخيرة المتعلقة بقطاع غزة، فأدركت خطأ السياسة المنتهجة اتجاه مصر، وعدم أهمية الاسباب التي دفعتها لنقل الملف الفلسطيني من مصر الى عواصم مرتدة.
الجانبان، وخاصة في هذه المرحلة بحاجة الى تدارك تداعيات التوتر والقطيعة، والالتفات الى خطورة الانبطاح الخليجي على عتبات البوابة الاسرائيلية.
لقد لعبت الاستشارات الخبيثة، والاعلام البائس والارتباطات المشبوهة لمنافقين، ليسوا بعيدا عن دوائر صنع القرار، وبعضهم في محاورها دورا في توتير العلاقات مع مصر، هؤلاء نجحوا في تضخيم "الحدة" في التعاطي مع القاهرة، حدة استندت الى اسباب تافهة، كان يفترض عدم الالتفات اليها، فدولة مستفيدة أمنيا من شخص ما، لا يجوز التدخل في هذا الامر، فهو شأن داخلي مصري، ولا يعكس ارتدادات سلبية على القيادة الفلسطينية.
في هذه المرحلة، وأكثر من أي وقت مضى، يفترض في القيادة الفلسطينية، أن تنتهج سياسة جديدة في بناء العلاقات مع الدول، واستثمار هذه العلاقات لصالح قضية شعب باتت حقوقه في دائرة الخطر، ولانجاز ذلك لا بد من تفادي الاخطاء، ولجم من دفعوا بالعلاقات مع مصر الى أجواء من التوتر والقطيعة.