2024-04-19 03:10 م

رب ضارة لهذه الأمة من واعية

2017-07-05
بقلم: أنور العفرباوي
لا شك أنه ليس من اليسر استقراء استنتاجات وتداعيات الوضع العربي، خاصة على ضوء غياب المعلومة الصادقة وإنعدام الشفافية، وإن كان ذلك لا يمنع كل من تمرس على أساليب أنظمة الحكم العربية، عن التكهن بالنتائج مقدما اللتي لا تخدم كما علمتنا التجارب في النهاية، سوى الشعارات الرنانة إلا من مصلحة الوطن والرعية! وإذا كان قدر أرض العرب و أمتها، مهبط الديانات السماوية ومصنع وممر الحضارات المدنية، والغنية بالخيرات الطبيعية، أن تكون محطة لصراعات إقليمية ودولية تستهدف ذاتها وثرواتها، فإن اللذي لا يمكن للعاقل أن يستوعبه أو يتقبله، هو كيف لها أن لا تقدر على تدارك أمورها، أو أن لا تكون في المقدمة أسوة تقتدي بها سائر الأمم والشعوب، إلا أن تكون أو من بين صفوفها من ساهم في صنع وتعميق ذلك الخلل، حتى أصبحت فريسة سهلة، لا تقدر على النهوض من جديد أو تضميد جراحها بنفسها! بالأمس القريب وفي صبيحة يوم عيد الفطر "السعيد"، استوقفتنا جولة مسؤول عربي، يقوم خلالها بتفقد مواطنيه اللذين أعيتهم الحرب سنين، أبهجت قلوبنا لما تركته من أثر عميق في نفس أم شهيد ورسمت بسمة على وجه بطل جريح، واللتي لم يضاهيها من الإعتزاز الممزوج بالأسى العميق، إلا عزيمة أولئك العصاميات من "اللاجئين" في الغربة من الشاميات والماجدات، وتصميمهن رغم العمل الشاق اللذي لا يتناسب وتحصيلهم العلمي والثقافي وما عرف عنهن من عزة وعفة النفس، إلا في الإصرار على رسم ضحكة ولو مصطنعة على وجوههن تغزو قلوب فلذات أكبادهن كي تبعث الأمل بدل الألم، اللذين لا ذنب لأطفالهن إلا أن كانوا ضحايا ضغائن عودتنا عليها أنظمة الخسة المستعربة، حين لم تتوانى عن تدمير وتقتيل وتشريد الملايين، حتى لا يقض مضاجع عروشها أي تهديد ! وإذا كان قدر هذه الأمة أن ابتليت بأشباه من الرجال في التحكم في مصيرها، فإن اللذي نخشاه عليها يوما هو عندما لا يقدرن حرائر قلب العروبة، من سد رمق عطش أطفالهن حين يجف النيل عند مصبه وعندما تشق القناة البديلة طريقها حتى المتوسط، أو أن لا يدداركن النشميات اليعربيات في توفير البلسم الشافي لفحولة بعولهن، قبل أن يكون الجيب الصهيوني قد اكتمل على الشمال من حدود بلادهن، إلا أن تستيقظ الرجال لتأخذ على عاتقها تحمل مسؤوليتها في الدفاع عن وطنها، قبل أن يأتي آل سعود ومن سار على دربهم على ما تبقى لهذه الأمة من كرامة، أو أن ترضى بشعارات أشباه الرجال الرنانة البراقة كي تبرر عجزها وتخاذلها!