2024-04-19 01:48 م

تفاهمات حماس ودحلان.. مصير القطاع .. ومن يتحمل المسؤولية؟!

2017-07-04
القدس/المنـار/ التطورات الاخيرة في قطاع غزة، وما تناولته وسائل الاعلام من تفاهمات بين حركة حماس وجناح القيادي المفصول من حركة فتح وتبعات ذلك التي لم تظهر بعد، وآثارها على المشروع الوطني الفلسطيني، وجهود الحل السياسي للصراع مع اسرائيل، وما يمكن أن تؤدي الى فصل نهائي بين قطاع غزة والضفة الغربية، حيث التغيرات والاصطفافات والاحداث في الساحة العربية، جميعها تصب في غير صالح الفلسطينيين، شعبا وقيادة وممثلا وقضية، هذه التطورات المقلقة، وتقف وراءها أنظمة وتيارات، ما كانت لتحصل لولا "المماطلة" و "سوء النوايا" و "المصالح الضيقة" وعدم الجدية التي سيطرت على جولات الحوار بين طرفي الانقسام حركة فتح وحركة حماس.
الطرفان المتصارعان لم يكونا جادين في حواراتهما لانهاء الانقسام وتحقيق المصالحة وسد كل الثغرات التي تسلل اليها جهات عديدة للابقاء على الانقسام الذي مضى عليه عشر سنوات، وتنقل ملف المصالحة بين العواصم دون جدوى، وقلنا مرارا أن طرفي الصراع لا يريدان مصالحة، واستمر موقف الحركتين الى أن نضجت ظروف معينة لتبدأ مرحلة جديدة، مرحلة تكريس الانقسام، ومسؤولية ذلك تقع على حركة حماس والقيادة الفلسطينية، ولا نريد هنا، الخوض في الادعاءات وخطوات الحصار وبرامج الفصل النهائي.
التفاهمات الأخيرة، فرضتها تطورات في الساحة العربية، والخاسر حماس وفتح، بعد أن فقد الجانب الفلسطيني، ورقضة قضيته، وباتت هذه الورقة في أيدي قوى، تقوم هذه الايام باستغلالها لمزيد من التقارب مع اسرائيل، ولا تعير انتباها لعدالة قضية فلسطين وحقوق شعبها، ونجاحهذه التفاهمات بوضوح وصراحة هو بداية أفول نجم المشهد السياسي الفلسطيني وحركة حماس معا.
حركة حماس من جانبها كانت بحاجة الى خشبة انقاذ من أوضاع متردية في قطاع غزة، وملاحقة وحصار لها، وللجماعة الام "الاخوان المسلمين"، في حين أن جناح دحلان، هو وكيل ومقاول لمجموعة أنظمة في مقدمتها دولة الامارات التي تواصل العمل منذ سنوات لاسقاط المشهد السياسي الفلسطيني بقيادة محمود عباس، واحتمالات النجاح فب هذا التوجه واردة وليست مستحيلة، فالامارات عضو في تحالف يضم من بين أعضائه المملكة الوهابية السعودية وامريكا واسرائيل داعمتان رئيسيتان لهذا التحالف، وفصل غزة عن الضفة، هو خطوة في اطار خطوات سنشهدها قريبا من بينها التهديد والاغراء والحصار، لاضعاف الموقف الفلسطيني، وولوج باب التطبيع، دون اكتراث لهذا الموقف الذي لم يعد مؤثرا او رادعا لتحركات مشبوهة تستهدف القضية الفلسطينية.
لعبت مشيخة قطر دورا خيانيا في التباعد بين القيادة الفلسطينية وحركة حماس، والجانبان ربطتهما علاقات قوية مع حكام المشيخة ولو أن هؤلاء معنيون بتحقيق مصالحة وانهاء الانقسام لنجحوا في ذلك، لكن، الدور القطري هو في خدمة اسرائيل، وبالتالي، لم تدفع باتجاه المصالحة، وصولا الى الفصل النهائي بين غزة ورام الله، هذا الدور أنيط مؤخرا بحكام الامارات بمباركة سعودية وشكل انحسار الدور والنفوذ القطريين ضربة مؤلمة وموجعة لغزة ورام الله، التي نقلت ملف المصالحة من القاهرة الى الدوحة، وراحت تتخذ من خطوات النكاية الكثير ضد مصر، من بينها، التزاور الملحوظ والملفت لقادة المشهد السياسي الفلسطيني لكل من القاهرة وانقرة، وهذا سببه الخلط بين المصالح والاهواء الشخصية والخطط السليمة في بناء العلاقات بين الدول، وهذا الخلل ما يزال موجودا لدى الدبلوماسية الفلسطينية، ودوائر صنع القرار والضيقة منها.
ودخول جناح محمد دحلان على خط غزة وحماس، هو بداية لسلخ القطاع عن الضفة، وهو توجه انظماتي عربي تباركه واشنطن، التي باتت المقرر والموجه لسياسات ومواقف العديد من الدول العربية، توجه لاضعاف التأثير الفلسطيني، بعد أن سرقت الورقة الفلسطينية، لتكون غطاء لتطبيع عربي شامل تقوده السعودية مع اسرائيل، بعد زواح سري استمر سنوات.
ويبقى القول: أن القيادة الفلسطينية، فقدت ورقة قطاغ غزة، وأوراق اخرى كثيرة على الطريق، وما نخشاه أن يصبح المشهد السياسي لقمة سائغة لتوجهات وخطط التحالف الجديد المدعوم امريكيا والسعودية أحد البلدان المتنفذة فيه، الذي سيواصل المساعي والجهود التآمرية، وصولا الى حل تصفوي للقضية الفلسطينية.