2024-04-24 02:01 ص

اللعبة إنتهت....أنباء سارة للسوريين

2017-06-28
بقلم:الدكتور خيام الزعبي 
خلال الأيام الماضية تحققت العديد من البطولات والإنجازات بفضل الجيش السوري بدايةً من سحق الإرهاب وصولاً الى ما يحققه الجيش من نصر واضح على تنظيم داعش والقوى المتطرفة الأخرى، وتشير كافة المعطيات الراهنة إلى أن الجيش السوري حقق إنجازاً نوعياً كبيراً في السيطرة على مساحات جغرافية شاسعة في هذه الفترة، وأن الدلالات الميدانية والتقارير الإستخباراتية تشير بوضوح الى تصاعد المؤشر البياني لهذه الإنتصارات على أرض الواقع وأن الإنتصار الحتمي قادم والمسألة برمتها نحو الحسم خلال الأسابيع القادمة. الإنهيار السريع لتنظيم داعش وأخواته تحت ضربات الجيش السوري وحلفاؤه لم يمنح أمريكا الوقت الكافي لتجهيز أو إيجاد بدائل للتنظيم على الأرض، وفي الوقت نفسه يعاني التحالف الأمريكي تصدعات كثيرة، خاصة بين تركيا وقطر وجماعة الإخوان من ناحية والسعودية والإمارات وعدد من الدول الحليفة من الناحية الأخرى، في الوقت الذي تبتعد فيه أوروبا عن الإدارة الأمريكية بعد الانقسام داخل البيت الأبيض حول حدود التورط في سورية، الذى يستلزم خوض معارك مباشرة بين التحالف الدولى بقيادة أمريكا والتحالف الروسي الإيراني السوري وهو ما زاد المخاوف الأمريكية من أن تخسر كل شيء، بعد سيطرة الجيش السوري وحلفاؤه على معبر التنف، الذي أفقد الفصائل المسلحة القدرة على التحرك باتجاه الحدود العراقية، وأعطى الجيشين السوري العراقي على القدرة من تثبيت نقاطهم على الحدود ومن ثم التوجه إلى باقي المحاور الإستراتيجية. وفي سياق موازٍ، إن التحرك الاستراتيجي الذي قام به الجيش السوري وحلفاؤه، لم يكن فقط لقطع الطريق على التحالف الأمريكي للتوجه إلى دير الزور، بل لمنعه من تنفيذ كامل مشروعه التقسيمي الذي يهدف لإقامة إقليم كردي شمالي وإقليم عشائري جنوبي، إلا هذا المشروع المدعوم غربياً تلقّى صفعة قوية بعد إنجاز الجيش السوري في الوصول إلى الحدود العراقية، ومن خلال التقدّم في أرياف حمص الشرقية باتجاه البادية السورية، وأيضاً من خلال عمليات الجيش وسيطرته على تلة سيرتيل على طريق الرصافة -أثريا في ريف حلب الجنوبي الشرقي والتي تحبط وتفرمل مشاريع تمدد الفصائل الإرهابية من جهة الشمال السوري. اليوم تعيش القوى المتطرفة والمجموعات الأخرى أوضاعاً مزرية وصعبة، بعد أن إشتد عليها الجيش وحلفاؤه، فالمحاولات الخائبة التي قام بها الأعداء لم تنجح في ثني الجيش السوري عن أداء واجباته لغاية تحرير آخر شبر من أرض سورية، فالمشهد الذي تشهده دول المنطقة تؤكد بما لا يدع مجال للشك بأن المشروع الغربي يواجه سقوطاً وفشلاً ذريعاً في سورية، وأدلة الفشل على ذلك كثيرة، بدءاً بسقوط وفشل جميع العمليات الإرهابية داخل في تحقيق أي أهداف أو مكاسب سياسية أو عسكرية، وأن مشروع تقسيم وتفتيت سورية قد إنهار بعد أن إنكشفت كل خيوط اللعبة ورأى العالم ما يجري في العراق وليبيا واليمن من مجازر ودمار.ومن هنا فإن مخطط توسيع ضرب محور المقاومة فشل في مهده بعد الإنتصار الساحق الذي حققته دمشق وحلفاؤها على القوى المتطرفة وأتباعها لذلك باتت هذه القوى مرعوبة أكثر من أي وقت مضى من أي مواجهة مقبلة مع الجيش السوري، لذلك فهي تعيد حساباتها في تجنب أي مواجهة غير محسوبة العواقب مع الجيش السوري بعد أن وجدت نفسها ضعيفة أمام الصواريخ الروسية السورية. قي هذا السياق إن موازين القوى ما بعد داعش تتغير فى غير مصلحة التحالف الأمريكي، وهو ما عبر عنه السفير الأمريكى السابق فى دمشق روبرت فورد فى حديث لإحدى الصحف العربية مخاطباً ترامب بقوله: إن التدخل العسكرى الأمريكى المباشر تأخر كثيراً، ولم يعد بإمكانه منع الإنتصار الوشيك للتحالف الروسي الإيراني السوري، وسيكون أكراد سورية ضحية الزج بهم فى هذه الحرب، وسيدفعون ثمناً غالياً عندما تتخلى عنهم أمريكا،" فاللعبة قد انتهت ". إذاً الكرة بكل وضوح فى ملعب الجيش السوري المتقدم نحو الأمام دون تردد، في إطار ذلك أفرزت معركة شرق دمشق صموداً هائلاً للعاصمة وأصبح السوريين على موعد قريب مع النصر الكبير التي تراكمت مقوماته خلال الأسابيع الماضية، لكنه يطل اليوم من بوابة انتصار دير الزور، وبالتالي فإن العدوان الذي تقوده أمريكا وعملاؤها لهو أقوى دليل على الحقد الذي يملأ صدور هؤلاء العصابة على سورية وشعبها. مجملاً.... يمكنني القول أن اللعبة إنتهت بالنسبة لأدوات أمريكا في سورية بعد أن قرر حلفاء دمشق قلب الطاولة على الجميع في المنطقة، ولم يعد بإستطاعة أحد تحدي روسيا التي جاءت بكل ثقلها لضرب الإرهاب والدفاع عن سورية، وأصبحت المواجهة مع أمريكا وحلفاؤها وجهاً لوجه، وبذلك أسقط قرار روسيا وإيران وحزب الله الإنخراط عسكرياً في الساحة السورية الرهان على إسقاط سورية وغيّر ميزان القوى في منطقة الشرق الأوسط برمتها، في إطار ذلك فشلت أدوات أميركا في تغيير الواقع في سورية، فلم يجد الأميركيون وسط اللحمة الوطنية الكبيرة بين جميع المكونات السورية في محاربة داعش إلا التسليم بالأمر الواقع وإعلان فشل المخطط الطائفي الذي كان معدّاً لهذا البلد، وبذلك سقطت ورقة إسقاط سورية أو تقسيمها. بإختصار شديد...... إنتهت اللعبة.. ولم يتبق لأمريكا وأدواتها إلا الإعتراف بهزيمتهم وتحضير أنفسهم لاستقبال "الجهاديين" الذين استوردوهم من كل بقاع الأرض وعاثوا قتلاً وتدميراً في أرض سورية كي يكملوا مشروعهم الجهادي، اليوم سورية تكتب التاريخ بسواعد أبنائها، ليس تاريخ سورية فحسب، بل تاريخ المنطقة بأكملها، في ميدان القتال في حلب وحمص ودير الزور و....و....و...., ولا تنتهي إلا بتطهير كامل الأرض من القوى المتطرفة والدخيلة على بلدنا، لذلك فإن المنطقة اليوم تدخل في مرحلة جديدة سيكون عنوانها التغيير، وسينتج عنها إستعادة المحور المقاوم لدوره لدحر الإرهاب من وطننا الكبير " سورية".
Khaym1979@yahoo.com