2024-03-28 10:07 م

بالسيف... المملكة الثانية

2017-06-23
بقلم: نبيه البرجي
بين ليلة وضحاها... صاحب الجلالة الملك محمد بن سلمان بن عبد العزيز!
لا مفاجأة هنا. انه منطق الاشياء منذ ان تم استنباط منصب ولي ولي العهد، ودون ان يكون لهيئة البيعة اي تأثير، سوى التأثير الفولكلوري. الملك هو كل شيء. ظل الله على الارض...
السعودية بحاجة الى ملك شاب. الاجيال الجديدة كانت تشكو، وان همساً، من ان «حكامنا يعودون الى قرون غابرة»
«رؤية 2030» كانت بمثابة اختزال لطريقة تفكير الرجل الذي حوله مجموعة هائلة من المستشارين، المتعددي الجنسية والمتعددي الاختصاص، دون ان يبقى خفياً ان الملك سلمان فاتح الرئيس الاميركي دونالد ترامب بالترتيبات التي ستتخذ تباعاً وكنا قد اشرنا، في مقالة سابقة، الى ان الضيف قال لمضيفه «اطمئن ابنك ابني».
الضوء الاخضر الاميركي كان مدوياً، ووصل الى عيون (وآذان) من كانوا يراهنون على لحظة الصراع بين ولي العهد وولي ولي العهد. الآن، انتظمت الامور في المملكة،رجل وحيد على رأس المملكة...
المنظر الذي شاهدناه حين جثا محمد بن سلمان امام ابن عمه سنشاهده قريباً حين يجثو امام ابيه وهو يتخلى له عن العرش...
في السعودية يوصف بأنه الأكثر ذكاء، والأكثر دهاء، والأكثر فعالية، بين ابناء الملك الذين هو اصغرهم. منذ نحو شهرين وصفه احد رجال الدين بـ«يوسف بن يعقوب».
انقلاب مخملي؟ لا احد يتصور ان محمد بن نايف الذي وصفه الرئىس سعد الحريري بـ«السفاح» لم يكن يعرف ان تعيينه ولياً للعهد كان شكلياً، على مدى السنتين الماضيتين قيل الكثير عن شكواه من «وضعه في الزاوية». آثر الانتظار الى ان صدر قرار الاعفاء من كل مناصبه...
صيغة القرار تظهر ان ولي العهد عزل، كان بالامكان تركيب اي سيناريو آخر. النص واضح ولا يقبل التأويل، باستطاعة الرئىس الحريري ان ينام، ويستيقظ، قرير العين بعدما سقط الشبح وسقطت أسنان الشبح..
القرارات الاخرى تشي بأن العزل لم يحدث الا بعد ترتيب كل الاوضاع (المعقدة) في العائلة، أزيح من أزيح، وبقي من بقي، وجيء بمن جيء. على غرار الجمهوريات، هل هي المملكة الثانية حقاً؟
ولكن ألا يقول معارضون من داخل العائلة ان محمد بن سلمان سيكون آخر الملوك في شبه الجزيرة العربية لأن السعودية التي قامت فوق اوقيانوس من الذهب تواجه اليوم مشكلات بنيوية عاصفة، هل يمكن ان تخلع العباءة الدينية إياها، ولطالما انتجت الايديولوجيات المقفلة او المجنونة لتدخل، ولو من الباب الخلفي الى القرن؟
سعوديون، مفكرون ورجال اعمال، يقولون ان ولي العهد الجديد هو من دفع بالمملكة الى المحرقة اليمنية. مليارات تذهب ادراج الرياح، في حين تتهاوى اسعار النفط، وتلامس «الارصدة المقدسة» الخط الاحمر بسبب صفقات السلاح.
هل يكفي ان يسند الامير محمد بن سلمان (وقريباً الملك محمد بن سلمان) رأسه الى دونالد ترامب بالشخصية العشوائية، والمكيافيلية، والتي لا علاقة لها لا بالقيم، ولا بالعلاقات الانسانية (والتاريخية)، ولا بالرؤية الاستراتيجية.
الانقلاب لم يكن مخملياً، محمد بن نايف وكل من يمت اليه بصلة ازيل بالسيف اياه الذي اقام المملكة...
تغيير وسط الأزمات، والعواصف، والاحتمالات، خطأ في التوقيت أم خطأ في الرؤية (والرؤيا)؟!