2024-04-20 07:27 ص

عندما يدين الإرهاب نفسه

2017-06-13
بقلم: أنور العقرباوي
ليس أبلغ من عاهرة تتهم غيرها بالزنى ظنا منها أنها تواري بذلك الشبهة عن عفتها، إلا عندما تتبادل أدوات الإرهاب التهم فيما بينها، توهما منها أنها تمنح بذلك صك براءة لنفسها! وليس أسوء في السياسة من جاهل لا يتقن سوى لغة التهديد والإبتزاز فيها، إلا من على هديه استدار وسار! لا زالت مشاهد مسلسل كشف العورات، الحافلة بخفايا الأمور والتقريع المتبادل بالترهات، على حالها بالمد يوما إستعراضا بالعضلات، أو جزر على أمل الدفع باللتي هي أحسن، تمشيا مع العقيدة المستجدة "في المال ولا في العروش"! بالأمس نشرت السعودية قائمة تصنف أفرادا وكيانات على قوائم الإرهاب، وإذا كانت بعض تلك الأسماء غنية عن التعريف بها، حين استنجدت بالناتو لتدمير ليبيا، ودعوة أمريكا للتدخل في سورية والحض على الجهاد فيها، إلا أن اللذي أكثر ما لفت الإنتباه فيها، هو في تعرضها لبعض الأسماء اللتي لا يختلف الكثيرين على نكثها لعهودها و نكران الجميل حين لم تجد من يأويها، دون أن تكلف نفسها عناء التنويه إلى أنها بتضمينها إياها، لا تعني المس في جوهر القضية الفلسطينية، إن لم يكن الأمر عن سابق قصد يفضح نواياهم الخبيثة! وإذا كانت التوترات اللتي ظهرت في منطقة الخليج قد جاءت بعد الهجوم الإعلامي على قطر نتيجة إتهامها بتهديد الإستقرار والأمن في الخليج، فإنه حري التذكير بما صرح به الرئيس الأمريكي السابق اوباما لمجلة أتلانتيك، واللتي وصف فيها السعودية بالراعية الأولى للتطرف والإرهاب في العالم وقمعها لنصف سكانها، وإذا أضيف إلى ما سبق رسائل هيلاري كلينتون اللتي سربها الويكيليكس واللتي جاء فيها أن واشنطن كانت على علم بتمويل ودعم السعودية وقطر للإرهاب منذ عام 2014، وتقترح في رسالتها الضغط على الرياض والدوحة من أجل الكف عن ذلك، فإنه يكفي للمراقب والمتتبع للأحداث أن يستوعب الدوافع والأسباب وراء هذه التوترات، واللتي لا تخرج عن كونها صراع على الأدوار، في زمن هذه الحقبة اللتي يلعب فيها "عامل ترامب" الدور الرئيسي في اللعب على كل الحبال وإبتزاز ما أمكنه من أموال! ألا ضربت عليكم المذلة والمسكنة، حين تتراقصون على جثة وطن، لا ذنب له إلا أن شاء القدر أن تكونوا ولاته، وفي الردح لا تقدر أن تجاريكم عليه عاهرة!