2024-04-24 05:56 ص

سورية تصفع أمريكا وتتصدى لمؤامراتها الجنونية

2017-06-11
بقلم: الدكتور خيام الزعبي
اجتمع جنون أمريكا مع حماقة تنظيم داعش وأخواته، فيما العالم كله بات على قناعة أن أمريكا وليس سواها، هي مصدر الفكر المتطرف وأم الجماعات والتنظيمات الإرهابية، التي تزعم أنها بصدد محاربتها والقضاء عليها وإجتثاثها من الجذور !. هنا لابدّ من القول بأن استهداف سلاح الجو الأمريكي للجيش السوري في صحراء البادية وبالقرب من معبر التنف يبرهن على أن هناك ما هو أبعد من مخطط التدخل في الشأن الداخلي السوري، ويتنافى مع المعلن عن محاربة الإرهاب الأسود الذي يحاول أن ينال من شعب سورية واستقرارها بإستهداف المدنيين عن طريق عمليات إرهابية مخطط لها، وهو ما يؤكد بأن استراتيجية أمريكا تنطلق في أساسها على ركيزة أساسية دعم الإرهاب والاستثمار فيه، وليس محاربته أو القضاء عليه، وتهدف لإسقاط الدولة السورية كبوابة دخول للهيمنة على المنطقة بأكملها، لكن الجيش السوري أخرسهم وسجل إنتصاراً باهراً وملموساً على الإرهابيين ودك حصونهم ودحر فلولهم وسيطر على المدن والقرى التي كانت تحت سيطرتهم، حيث تشير كافة المعطيات الراهنة والدلالات الميدانية الى تصاعد المؤشر البياني لهذه الإنتصارات على أرض الواقع، وأن الإنتصار الحتمي قادم والمسألة بأكملها نحو الحسم خلال الفترة القادمة. بعد حوالي سبع سنوات من التآمر على سورية، عجزت أمريكا وحلفاؤها العلنيون والسريون عن حسم حرب سورية، ولم تنجز في سورية أي انتصار ملموس سوى تدمير البنى التحتية وقتل المدنيين، وقبل أيام شنت الطائرات الأمريكية غارة على القوات السورية في معبر التنف الواقع في المثلث الحدودي "السوري - العراقي - الأردني" بالمنطقة الصحراوية المعروفة بالبادية مما أدى إلى استشهاد عدد من العسكريين السوريين والحاق خسائر مادية، وهذا الهجوم جاء بعد تمكن محور المقاومة وحلفاؤه خلال الفترة الأخيرة من السيطرة على مناطق واسعة في منطقة البادية وتحديداً معبر التنف قرب الحدود السورية - العراقية، ومن الجدير بالذكر هنا القول أن أي انتصارات يحققها الجيش السوري وحلفاؤه من شأنها أن ترجح الكفّة لصالح دمشق في أي مفاوضات سياسية قادمة لتسوية الأزمة السورية. وعلى خط مواز، وجه الجيش السوري لطمة قوية لمغامرات تنظيم داعش الجنونية، حيث دخل الجيش السوري للمرة الأولى منذ عام إلى الرقة، واستعاد قرى من قبضة داعش الإرهابية على الحدود الإدارية للرقة، من خلال التغطية الجوية الروسية عبر الضربات الصاروخية للقضاء على الجماعات المتطرفة بالتزامن مع العملية التي تنفذها قوات "سوريا الديمقراطية" لتحرير الرقة، كما تمكن الجيش من تحقيق تقدم استراتيجي ونوعي بالسيطرة على "تل الدكوة" شرق المحطة الحرارية في ريف دمشق الشرقي، كما أحكم سيطرته على عدد من التلال والنقاط الحاكمة في المنطقة ، أهمها : تل أم صفية – تل العنطوط – تل محفور دكوة – تل مسرجة – رجم الإبل – تل دخان – تل أبو النياص – تل الحلاق – تل المطلة ، وفي الاتجاه الآخر أعاد الجيش السوري الأمن والاستقرار إلى 37 بلدة ومزرعة في ريف حلب الجنوبي الشرقي وريف الرقة الغربي والسيطرة على منطقة العباسية ومنطقة حمامات زنوبيا الأثرية جنوب شرق تدمر ودمر آليات ومواقع لتنظيم داعش في ريف الرقة الغربي وريف سلمية وكبد التنظيم خسائر كبيرة بالأفراد والعتاد في دير الزور. بذلك فرض بوتين ومحور المقاومة موازين قوى جديدة ومعادلات غير مسبوقة تبشر بعالم متعدد الأقطاب ترتسم معالمه من سورية، في هذا السياق اتهم الروس، امريكا بعرقلة عمليات الجيش السوري ضد العصابات الاجرامية المدعومة من الغرب وقال نائب مدير معهد التنبؤات وتسوية النزاعات السياسية الكسندر كوزنتسوف إن "الأعمال العدوانية الأمريكية ضد مواقع الجيش السوري مرفوضة بالمطلق وهي تدل على أن هدف الأمريكيين لا يكمن في مكافحة الإرهاب بل إضعاف مواقع الجيش السوري الذي يتصدى لداعش وغيرها من المجاميع الاجرامية التي تواصل ارتكاب جرائمها على الأرض السورية"، ولفت كوزنتسوف إلى أن "واشنطن تقوم بهذه الأعمال المدانة في الوقت الذي تواصل فيه روسيا جهودها الحثيثة لبلورة تسوية سياسية للأزمة في سورية تلبي آمال وتطلعات الشعب السوري"، من جهته أكد الرئيس المشارك للجنة الروسية للتضامن مع الشعب السوري أوليغ فومين أن "العدوان الذي يقوم به ما يسمى بالتحالف الدولي على مواقع الجيش السوري يكشف القناع عن اهداف الولايات المتحدة في حماية الإرهاب والدفاع عن المجرمين في سورية". اليوم تعيش القوى المتطرفة والمجموعات الأخرى أوضاعاً صعبة، بعد أن إشتد عليها الجيش السوري وحلفاؤه، فالمحاولات الخائبة التي قام بها الأعداء لم تنجح في ثني الجيش السوري عن أداء واجباته تجاه تحرير أرض سورية، فالمشهد الذي تشهده دول المنطقة تؤكد بما لا يدع مجال للشك بأن المشروع الأمريكي يواجه سقوطاً وفشلاً ذريعاً على أبواب دمشق، وأدلة الفشل على ذلك كثيرة، منها سقوط جميع العمليات الإرهابية داخل سورية في تحقيق أي أهداف أو مكاسب سياسية، بالإضافة الى فشل مشروع تقسيم سورية. مجملاً.... على الرغم من أن أمريكا وبعض حلفاؤها يضعون الإستراتيجيات والمخططات، للوصول الى أهدافهم، ولكن ما أكثر هذه المخططات التي اصطدمت بإرادة الشعب السوري وتكسرت على صخرة مقاومته،وأثبت الجيش السوري أن سورية تعبر المستحيل ومهما اشتدت المصائب عليها لا تتأثر بل تخرج منها أقوى وأكثر إصراراً وعزيمة في مواجهة الإرهاب، وبإختصار شديد إن واشنطن تلعب بالنار، ولكنها نار مختلفة هذه المرة وتزداد قوة وقد تحرق أصابع أخرى، وأمريكا كعادتها دائماً تهرب من المنطقة إذا وجدت إن الخسارة كبيرة، هكذا فعلت في الصومال والعراق، وهكذا ستفعل في سورية، والمأمول آن تدرك القيادة الأمريكية حجم مغامرتها اليائسة في سورية، وتبادر الى مراجعة حساباتها، وتجنب التورط بقدر الإمكان بالمستنقع السوري. وأخيراً أختم بالقول، إننا من واقع الانتصارات المتوالية ومن قوة الصمود والثبات نسجل تقديرنا العالي لجيشنا السوري .. ونقّبل هاماته العالية التي رفعت بكل ثقة هامات السوريين الذين يدافعون عن وطنهم بروح فدائية وبشجاعة منقطعة النظير..
 Khaym1979@yahoo.com