2024-04-19 11:50 م

هل وصلت رسالة الأسد؟!

2017-06-06
بقلم: الدكتور خيام الزعبي
سورية الغارقة في الحرب، التي يلعب الإرهاب التكفيري دوراً مهماً مع تحالف متآمرين حاقدين إقليميين ومحليين، لم تستسلم لإرادة الأعداء في الداخل والخارج، هذه الدول تريد تسيير أمور سورية حسب رؤيتها الخاصة والتحكم بمقدراتها، وهذا ما لن يتحقق، فهؤلاء جميعاً لم يعرفوا قدرة سورية ولم يدركوا متانة وكرامة السوريين، التي تحرق كل من يريد الإقتراب منها. والرئيس الأسد يوجه أكثر من رسالة للسوريين والعالم، جاءت الرسائل لتؤكد بأن إجتثاث الإرهاب وطرد الجماعات المتطرفة من سورية لم يعد مستحيلاً، بعد أن قدم الجيش السوري بسالة منقطعة النظير أمام القوى المتطرفة والمجموعات المسلحة الأخرى، وإتهم الرئيس الأسد تعامل الغرب مع الإرهاب بأنه مازال يتسم بالنفاق من خلال مواصلة الغرب إزدواجيته في المعايير، وأن إنتصار سورية على الإرهاب وآفاته سيعيد الاستقرار للمنطقة بأكملها. في هذا السياق نقلت وكالة أنباء "سبوتنيك" الروسية عن الأسد قوله فى مقابلة مع قناة "ويون تى في" الهندية إلى أن تنظيم "داعش" الإرهابى ضعيفاً وأن القضاء على مقاتليه وإخراجهم من كافة الأراضى السورية لن يتطلب سوى بضعة أشهر، أما فيما يتعلق بدعم أمريكا لداعش، قال إن "الدليل على دعم واشنطن لداعش هو أنه فى كل مرة هاجمت الولايات المتحدة قواتنا فى منطقة ما، كان مقاتلو داعش يهاجمون قواتنا فى الوقت نفسه ويستولون على تلك المنطقة"، ورداً على سؤال حول الكيفية التى كان الرئيس الراحل حافظ الأسد سيعالج فيها الوضع الحالى لسوريا فى حالة ما إذا كان موجودا، وفيما لو كان الرئيس بشار الأسد افتقد مشورته، أكد الأسد أن هذه ليست المرة الأولى التى تواجه فيها سورية الإرهاب، فنحن نواجهه منذ فترة ما قبل الرئيس حافظ الأسد، وأضاف: واجهناه فى الخمسينيات عندما أتى الإخوان المسلمون إلى سورية، ومنذ ذلك الحين، بدأت الصراعات فى سورية. ميدانياً، حرّر الجيش السوري مدينة مسكنة آخر أكبر مدينة تقع في الريف الشرقي لمحافظة حلب حيث كان يسيطر تنظيم داعش، وتحرير مسكنة الذي استوجب تحرير الكثير من البلدات الواقعة في محيطها قاد إلى تحرير محافظة حلب بالكامل، من أيّ وجود أو سيطرة عسكرية لتنظيم داعش، وفي الاتجاه الآخر يواصل الجيش السوري تقدمه في البادية للسيطرة عليها وتأمين الحدود مع الاردن والعراق وذلك رغم التهديد الأميركي للابتعاد عن التنف جنوب البادية، بالإضافة الى إرسال تعزيزات ضخمة للجيش وحلفاؤه نحو جنوب درعا والحدود مع الأردن تمهيداً لمعركة استراتيجية لضبط الحدود. وفي خضمّ هذه التطورات المتسارعة للأحداث في سورية، والتي تشهد معارك عابرة للحدود أصبحت داعش عاجزة عن السيطرة على أية منطقة لفترة طويلة، لتثبت المعارك أن الدواعش فقدوا المبادرة وتآكلت قواتهم على معظم المستويات الميدانية والعملياتية والإستراتيجية، وأصبحوا في وضع مفتوح أمام إحتمالات غير محددة، وفقدان الدواعش لمنطقة عمليات البادية أو الرقة يضعها في حالة من الإرباك والتمزق الإستراتيجي، وفقدانهم للتعاون بين قواطع العمليات يجعلهم عرضة للضربات المفاجئة على أكثر من اتجاه وفي آن واحد، لذلك فإن الجيش السوري يحقق إنتصارات قوية على أرض الواقع، والتي تعتبر بارقة أمل لإقتلاع جذور الإرهاب التى تجتاح وطننا الكبير سورية. اليوم هناك قلق أمريكي غربي مما حققه الجيش السوري وحلفاؤه في الشمال، إذ يعلن صراحة رعبه غير المسبوق من وصول الجيش السوري الى الحدود العراقية، لذلك يعلو صراخ هنا ونباح هناك وتدخل بري تارة ومناطق عازلة تارة أخرى، فيما يواصل الجيش السوري وحلفاؤه سحق رؤوس الإرهاب ودك أوكارهم محرزاً تقدماً كبيراً على كافة الجبهات، ما جعل من المعادلة أن تنقلب على الأرض وتعيد الكثير من الجهات الداخلية والخارجية حساباتها من جديد خصوصاً بعض الدول التي راهنت على إسقاط النظام السوري وتغيير وجه المنطقة. بعدما إستنفذت الإدارة الأمريكية كل ما لديها من أساليب لإسقاط سورية، وباءت جميع محاولاتها بالفشل، يبقى أمامها فرصة أخيرة قد تلجأ إليها لتحقيق مكسب إيجابي يتمثل في إمكانية تغيير سياستها في المنطقة العربية من خلال إيجاد قنوات إتصال مع الدولة السورية السورية والتعاون للقضاء على الجماعات الإرهابية ومساعدة دمشق في إعادة ترميم ما دمرته الحرب. مجملاً.... إن الجيش السوري تمكن وعلى الرغم من شراسة الهجمة من تمريغ أنف الأعداء والقوى الحليفة في عدوانها على سورية، ورغم التكاليف الباهظة التي أنفقتها هذه الدول لتركيع الشعب السوري، إلاّ أنها باءت بالفشل الذريع أمام صمود وصلابة هذا الشعب، ليس هذا فحسب، بل زاد تماسك وتلاحم هذا الشعب بعد شعوره بأن العدوان الذي إستهدفه إنما إستهدف في الحقيقة وحدته وعزته وكرامته وتاريخه المجيد . بإختصار شديد يمكنني القول، إن عمليّة كسر الإرهاب الّتي بدأت أولى فصولها قبل عدة أيام، ستكون الأصعب على داعش وأخواتها على كلّ المستويات، ومكانهم لن يكون في سورية ولا في أي مكان آخر، فالأسابيع والأيام القادمة من شأنها أن تحمل المزيد من التطورات، وأن الشعب السوري هو الذي سينتصر وهو الذي سيهزم أعداءه مهما حاولوا ومهما فعلوا.
khaym1979@yahoo.com