2024-04-19 04:30 م

لاءات الجيش العربي السوري .. تخلط اوراق شركاء الحرب على سورية !؟

2017-06-06
بقلم :هشام الهبيشان
بهذه المرحلة تحديداً من عمر الحرب المفروضة على الدولة السورية نستطيع أن نرسم خطوطاً عامة لكل الأحداث التي عشنا تفاصيلها بالساعات وبالأسابيع والأشهر القليلة الماضية، ولنبدأ برسم هذه الخطوط العامة بحديث لإحدى الدول التي ترعى الحرب على الدولة السورية وهي أمريكا، فقد أعلن مسؤولوها وبشكل صريح أن بلادهم قدمت وستقدم أسلحة وبشكل مستعجل للمجاميع المسلحة بالشمال الشرقي لسورية "ميلشيا قوات سورية الديمقراطية " بحجة الاستعداد لمعركة الرقة ،والواضح ان هذا التسليح المفاجئ يأتي رداً على عمليات الجيش العربي السوري والحلفاء في منطقة واسعة تمتد من شرق سورية إلى اقصى جنوبها الشرقي إلى عمق البادية السورية ومنه إلى المثلث الحدودي السوري – العراقي – الأردني . ولا يخفى هنا أيضاً أن الأميركيين ،كانوا وما زالوا يقدمون السلاح ويدربون أعداداً كبيرة من هذه المجاميع المسلحة "اسود الشرقية – احرار العشائر – مغاوير الثورة- احمد العبدو " ، داخل وخارج الجبهة الجنوبية الشرقية السورية، وقدموا إضافة إلى السلاح أيضاً الإمداد اللوجستي والطبي لهذه المجاميع المسلحة بالجنوب الشرقي والشمال الشرقي السوري، وبدورها فالحكومات البريطانية والفرنسية وغيرها لا تخفي أيضاً أنها قدمت كما قدم غيرها لهذه المجاميع المسلحة وخصوصاً على الجبهة الشمالية الشرقية السورية. السؤال المهم هنا لماذا نرى في هذه الفترة إعلاناً صريحاً من قبل حكومات هذه الدول، أنها تدعم المجاميع المسلحة في سورية؟ بعد أن كانت قد جمدت قبل أكثر من عام «بحسب ما تدعي هذه الحكومات» تقديم السلاح لهذه المجاميع المسلحة بسورية، بعد أن سيطرت التنظيمات الإرهابية على الكثير من مخازن السلاح التابعة لهذه المجاميع المسلحة . والإجابة على هذا السؤال نجدها ببساطة بهذه التقارير الاستخباراتية الغربية الإقليمية: فقد سربت تقارير عسكرية استخباراتية «بريطانية -أميركية » بمطلع شهر ايار من العام الحالي، وتقول هذه التقارير إن تحرير الجيش العربي السوري لمناطق «الريف الشرقي لحمص – التقاطع الواصل بين القلمون الشرقي وصولاً إلى عمق البادية السورية – أجزاء واسعة من ريف حلب الشرقي – ريفا حماه الشمالي والجنوبي الشرقي »، تعدّ نكسة كبيرة لمشروعهم الرامي لإعادة رسم موازين القوة في سورية، فبعد تحرير هذه المناطق تحت ضربات الجيش العربي السوري، فهذا التحرير كما يقولون سيحدث تغييراً جذرياً في الخريطة العسكرية لأطراف الصراع وتقول هذه التقارير أيضاً إن ريف حمص الشرقي «تحديداً» «وريفي حماه الشمالي والجنوبي الشرقي » يعتبران من أواخر معاقل المجاميع المسلحة في محافظتي حمص وحماه باستثناء بعض المناطق الضيقة ببعض أريافهما، وهنا ينبع الخوف الأميركي والسعودي تحديداً من خسارة هذه المجاميع المسلحة للمزيد من حصونها وانهيارها واحداً تلو الآخر، وهذا ما لا تريده أميركا وحلفاؤها على أقل تقدير في الوقت الراهن. ومن هذا التقرير نستطيع أن نعرف أن قادة وصناع القرار «الأميركي –البريطاني -السعودي» بدأوا يدركون أكثر من أي وقت مضى أن مشروعهم بدأ بالانهيار وأن الدولة السورية بدأت بالاستدارة نحو تحقيق نصرها على هذه المؤامرة، فهذا التقرير سبقته وتبعته تقارير عدة ودراسات أخرى صدرت من مراكز فرنسية وبريطانية وألمانية وغيرها، وجميع هذه التقارير والدراسات تتحدث بما تحدث به التقرير الأول، هذه التقارير بمجملها دفعت هذه الدول الشريكة بالحرب على سورية، باتخاذ قرار التصعيد الميداني والعسكري للحدّ من تمدد الجيش العربي السوري بمناطق جديدة، هذا التصعيد كما خطط له شمل مناطق وجبهات عديدة "تحريك تنظيم داعش من الرقة باتجاه جنوب وغرب دير الزور وتدمر" تحريك الجبهة الجنوبية الشرقية عبر اسود الشرقية – احرار العشائر – مغاوير الثورة- احمد العبدو ،لقطع الطريق على عمليات الجيش بعمق البادية وبدير الزور" ، ولم يفرق هذه المرة بين «معارضة مسلحة معتدلة ومعارضة مسلحة إرهابية» بحسب التصنيف الأميركي، المهم هو إنجاز هذه المعارضات الراديكالية لواقع جديد على الأرض السورية، يحد من تمدد الجيش العربي السوري، ويكون بمثابة الإشغال للجيش العربي السوري عن معاركه الرئيسية. ومن هنا فقد بات من الواضح أن أميركا ومعها باقي القوى الكبرى المشاركة بهذه الحرب على الدولة السورية، مصممة وأكثر من أي وقت مضى على التدخل بشكل شبه مباشر بالمعركة لتأخير إعلان نصر الدولة السورية، ومعهم بالطبع السعوديون و«الإسرائيليون» فهؤلاء بمجموعهم حاولوا وما زالوا يحاولون المس بوحدة الجغرافيا والديمغرافيا للدولة السورية وأمنها القومي لخدمة مصالح هذا المعسكر الصهيو- أميركي. ومن هنا نقرأ وبوضوح أن الدولة السورية تعيش الآن فترة صراع مفتوح مع قوى كبرى بهذا العالم، فاليوم أصبحت الدولة السورية بحالة حرب شبه مباشرة واشتباك شبه مباشر مع مشغلي المجاميع المسلحة الراديكالية على الأرض السورية، فهي اليوم تحارب هذه القوى الكبرى، وجهاً لوجه فاليوم انتهت حرب الوكلاء، وجاء الأصلاء لأرض المعركة بعد أن استشعروا فشل مجامعيهم المسلحة على أرض المعركة في كل ساحات المعارك على امتداد الجغرافيا السورية، وخصوصاً بالجبهتين الشمالية والشرقية. فاليوم هذه القوى، تسعى لفتح مسار جديد للمعركة، اليوم هدفهم هو دير الزور وعمق البادية السورية… كما يستميتون اليوم بمعركتهم «بمحيط معبر التنف » في محاولة يائسة لتحقيق إنجاز ما على الأرض يعيد خلط الأوراق من جديد بما يخص الوضع الميداني للمعارك على الأرض بعمق الشرق السوري تحديداً، ومن هنا بدؤوا يناورون مؤخرا بفزاعة المناطق الآمنة ومناطق الحظر الجوي بعمق مناطق الشرق السوري وعلى المثلث الحدودي السوري – العراقي - الأردني . اليوم هناك حقيقة لا يمكن إنكارها ومفادها، أن هذه القوى الشريكة في الحرب على سورية قد فشلت هي ومجاميعها المسلحة باستراتيجية مسك الأرض والتقدم فنرى أن كل محاولاتهم لإحداث خرق ميداني ما على امتداد الجغرافيا السورية قد باءت بالفشل، كما نقرأ أن محاولاتهم لاستثمار تحشيدهم في مناطق المثلث الحدودي السوري – العراقي - الأردني ،للتقدم نحو مناطق أخرى أيضا قد باءت بالفشل، وهذا الأمر بالطبع ينسحب على مناطق حلب والحسكة ودير الزور وحماه وحمص واللاذقية ودرعا، فقد افشلت وأسقطت تقريبا جميع المخططات التي كانت تستهدف عموم هذه المناطق، فالجيش العربي السوري والحلفاء أدار المعركة بحرفية ونجح بالمحصلة بإسقاط وإفشال هذه المخططات من خلال استيعاب هذه المخططات "الرامية إلى تفكيك سوررية ديمغرافيا وجغرافياً والعمل على إعادة تركيبها بما يخدم مصالح المشروع الأمريكي – الصهيوني في المنطقة " ونجح بتفكيك خيوطها التي كانت تستهدف سورية كل سورية من دون استثناء. ختاماً، وبهذه المرحلة بالذات هناك مجموعة من اللاءات السورية ومفادها أن مصير هذه الخطط والمخططات أن تزول وان تعلن فشلها قبل حصولها فاليوم الجيش العربي السوري يدك أوكار المجاميع المسلحة الراديكالية أينما وجدت بالإضافة إلى أن الشعب العربي السوري استشعر خطورة المرحلة «الحالية»، وقرر أن يكون بمعظمه بخندق الدولة، لأن المرحلة المقبلة هي مرحلة وجودية بالنسبة لسورية كل سورية، ولا بديل من النصر لإنقاذ سورية من ما يتهددها من خطر داهم، هكذا يجمع معظم السوريين اليوم ويلتفون حول دولتهم الوطنية، فاليوم تيقن معظم السوريين من أن هناك مؤامرة قذره تستهدف سورية كل سورية جغرافيا وديمغرافيا وأيقن هؤلاء بأن لا حل بسورية إلا بدحر الإرهاب ورجسه عن أرض سورية الطاهرة ولذلك نرى أن إرادة معظم السوريين تتوحد اليوم من أجل الحفاظ على هوية سورية الوطن والإنسان والتاريخ والحضارة والهوية، وهذا بدوره سيسرع من إنجاز الاستحقاق التاريخي السوري، والمتمثل بالنصر القريب على هذه الحرب والمؤامرة الكبرى التي تستهدف سورية كل سورية. 
 *كاتب وناشط سياسي – الأردن
hesham.habeshan@yahoo.com