2024-04-19 08:00 م

القيادة الفلسطينية.. تغييرات مرتقبة لدعم "تموضعها" العلني الجديد

2017-06-01
القدس/المنـار/ لم تعد قوى ودول التأثير في القضايا والملفات الاقليمية منها خاصة، مضطرة لاغلاق أبواب ونوافذ "المطابخ" التي تدار فيها النقاشات وترسم الصياغات والمبادرات، وحتى احاكة المؤامرات، في هذه المطابخ يتلاقى الطهاة فيها، على هدف رئيس وهو حل القضية الفلسطينية من خلال حل تصفوي "تمهره" أختام وتواقيع حلف يرى في تصفية قضية شعب فلسطين حماية لاعضائه، ومدخلا لاستجلاب سبل الحماية المختلفة ومتعددة الجنسيات ومدفوعة الأجر.
اذا، الساحة الفلسطينية مقبلة على تطورات هامة، وبالتالي لا بد من تغييرات تتناسب والتطورات القادمة، التي لن تقتصر على الساحة الفلسطينية، وانما اسرائيل وغيرها من الساحات التي ربطت نفسها مباشرة مع الجهود المبذولة لتمرير الحل التصفوي.
في اسرائيل تحركات واسعة لتوسيع الائتلاف الحاكم ليشمل حزب العمل من المعارضة، الان، او في مرحلة قادمة بعد الانتخابات الداحلية، لعل نتائجها تتلاقى ورغبة نتنياهو في الترحيب باسحق هرتسوغ.
وفي السعودية الملك المريض يواصل بناء جدران مرحلة سلمان وأبنائهِ، والتخلي عن قاعدة التوريث المستخدمة، فالملك الوهابي يسعى لحصر الملك والنظام والعرش في أيدي أبنائه، ولتحقيق هذا الهدف يواصل ابعاد الأمراء من أبناء أشقائه خاصة من لهم طموحات في ذلك.
وحسب دوائر سياسية مطلعة، هناك تغييرات واسعة تنتظرها ساحات ودول الجوار، لها علاقة بتطورات سوف تشهدها الساحة الفلسطينية، وأيا كانت هذه التطورات سلبية أم ايجابية ستكون لها تداعيات كبيرة.
القيادة الفلسطينية ومهما ادعت المستويات الرفيعة فيها بأن لا معرفة لديها، بما يجري الاعداد له في مطابخ دوائر صنع القرار في الاقليم والساحة الدولية، فهي لا تقول الحقيقة، وتخفي الكثير، فقواعد الحل القادم، تحت يافطة "هذا ما يريده العرب" معروفة للرئيس الفلسطيني، والدائرة الضيقة حوله على الاقل، وهناك من المواقف والممارسات التي تأخذ أحيانا شكل تهديدات، خاصة اتجاه قطاع غزة، ما يؤكد معرفة القيادة الفلسطينية بعناصر وبنود الحل القادم للقضية الفلسطينية، وهي استنادا الى دوائر سياسية مطلعة، فيها الكثير من التنازلات.
ما هو قادم، يفرض على الرئيس محمود عباس تغييرات في الدوائر والهيئات المحيطة وهياكل الحكم المختلفة، ولا تعتقد الدوائر ذاتها، انه ليس بحاجة الى اجراء مثل هذه التغييرات، فهو معني هذه الايام بـ "اكباش فداء" ومنظرين جدد ومهره في رفع الجدران، وكفاءات في اغلاق الابواب والشبابيك ايضا، ومبدعين في التشويه والتشويش وكتابة التقارير الباطلة.
الدوائر تؤكد أن الرئيس عباس ماض في سياسة المساندة للحلف الجديد، ويتفق معه في ايجاد حل سياسي، ولو انحرفت "قليلا" عن "الثوابت" التي يبدو وحسب وصف الدوائر لم تعد قائمة.
لكن، الدوائر لا تستبعد حدوث ووقوع "ارباكات" في الساحة الفلسطينية، تعطيلا، وربما اعتراضا وعلى جديتها وحدتها وحجمها وسعة انتشارها تتوقف أمور كثيرة، فمثل هذه الاحداث في حال وقوعها قد تعيد الورقة الفلسطينية الى ايدي اصحابها، وعندها حلف التراخي والتنازل والتطبيع سيفقد أهم اوراقه التي لجأ اليها بعد فشل وهزيمة سياسات اعضائه الارهابيين.