2024-04-24 11:33 م

احتراق الأوراق الداعشية

2017-05-31
بقلم: محمود الشاعر*
ما إن بدأت جحافل الجيش العربي السوري البطل بالتوجه نحو البادية شرقاً وبتحقيق الانجازات المشرفة والبطولات العظيمة حتى جن جنون قوى العدوان التي أصيبت بحالة من الهستيريا فترجمت حقدها بضربات أميركية متلاحقة استهدفت نقاطاً عسكرية للجيش العربي السوري لمنعه من التقدم باتجاه المنطقة الحدودية مع العراق وقطع الطريق أمام أي تعاون عسكري سوري عراقي من شأنه أن يشكل سداً منيعاً في وجه السيل الإرهابي الداعشي ويقطع دابر الإرهاب على الحدود مع العراق بدءا من معبر التنف حتى معبر البوكمال الأمر الذي تعتبره أمريكا وحليفتها إسرائيل بمثابة زلزال يقوض أمانيها في تقسيم المنطقة ويهدد أمن الكيان الإسرائيلي حين تمتد الجسور بين قوى محور المقاومة ويتعزز التواصل والدعم العسكري بين مكوناته كما أن قطع اليد الداعشية التي عاثت دماراً وخراباً في سورية والعراق يعني فيما يعنيه وقوع الهزيمة الكبرى بالمشروع الصهيوني الوهابي الممهور بختم أمريكي والذي يرمي إلى خراب المنطقة وإيجاد موطىء قدم للمحتل الأمريكي الذي يأخذه الحنين إلى إعادة تموضعه العسكري في العراق وإنشاء قواعد عسكرية دائمة على الأرض السورية والذي لم يدخر فرصة لدعم الوحش الداعشي ولم يتخذ بحقه أي إجراء حازم وجذري عبر ثلاث سنوات من إقامة التحالف المزعوم بل كان يسعى دائماً إلى فتح الطريق أمام تمدده وتقديم التسهيلات النارية له لاقتحام مواقع للجيش السوري والسيطرة على مناطق بعينها ، والعدوان الجوي الأخير على قوى الجيش السوري المتجهة نحو التنف خير دليل على ذلك . إن التحذيرات الأمريكية التي وجهت لقوات الجيش السوري لمنعه من التقدم نحو الحدود العراقية لم تجد نفعاً ولم تثن من عزيمة الجيش البطل الذي يواصل تقدمه وانتصاراته . وهكذا فإن الأوراق الداعشية التي تحتفظ بها الجعبة الأمريكية للتحكم بالمنطقة قد بدأت بالاحتراق ولم يعد امام هؤلاء سوى خيار وحيد وهو التوجه نحو تفاوضات جدية تنهي الأزمة السورية وتجد حلاً سياسياً شاملاً ينقذ المنطقة من الفوضى المدمرة ويخطو خطوات جدية نحو تحقيق السلام العادل .
*أمين تحرير صحيفة العروبة بحمص