2024-04-23 09:39 ص

ترامب والانبطاح العربي الإسلامي في قمة الرياض

2017-05-31
بقلم: عمير أيسر*
دونالد ترامب الرئيس الصهيوني الماسوني الذي خلف باراك اوباما في إدارة دفة السِّياسة الأمريكية والذي يعتبر أكثر رئيس في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية كرها لعرب والمسلمين ومنذ الآباء المؤسسين الأوائل ومنهم توماس جيفرسون الذي وضع أسس ومبادئ الدستور الأمريكي والكاتب الرئيسي لإعلان الاستقلال الأمريكي سنة1776وهو ثالث رئيس لأمريكا.هذا الرئيس الأمريكي الذي يعتبر أحد رموز الديمقراطية في أمريكا طوال تاريخها ومؤسس الحزب الجمهوري الديمقراطي رفقة رفيقه السيِّد جيمس مادسون والذي رمزه هو الفيل وهو الحزب الذي ترشح ترامب تحت لواءه لرئاسة الولايات المتحدة الأمريكية التي هي أقوى دولة تحكم النظام العالمي المعولم في الوقت الراهن وأكبر حليف استراتيجي لكيان الصهيوني الغاصب والذي يؤكد الرئيس ترامب في كل خرجاته الإعلامية ولقاءاته مع زعماء الدول العربية والإسلامية أن أمن إسرائيل وبقائها هو ضمن الأولويات القصوى لإدارته وكل الإدارات الأمريكية بالمجمل،الرئيس الجمهوري الأمريكي الذي انتخب بالتوافق بين المركب العسكري الرأسمالي والذي دعم الرئيس الديمقراطي السَّابق باراك أوباما لكي يصل لسدَّة الحكم فيها وبين الجناح العولمي الأولغارشي والذي يتزعمه السيِّد لونيد بلانفين الذي يعتبر أحد أكثر الأشخاص تأثيراً في صناعة السِّياسة الأمريكية في علبها المغلقة والذي كان وراء إقناع الرئيس الأمريكي أوباما بمنع مكتب التحقيقات الفدرالي الأمريكي من اعتقال هيلاري كلينتون بعد فضيحة تسريب أوراق ووثائق بعد قرصنة حاسوبها الشخصي عندما كانت وزيرة الخارجية السَّابقة في عهد أوباما،فترامب الذي لم يمارس عملاً سياسياً ولم يتقلد أي مسؤولية حكومية في حياته والذي التحق بالحزب الجمهوري سنة 1987ثم سرعان ما انسحب منه لينضم إلى الحزب الديمقراطي ثم ليستقيل منه بعد سنوات قليلة والذي صرح سنة2011لوسائل الإعلام الأمريكية بأنه سيغادر الحياة السِّياسية الأمريكية ويتفرغ لقطاع المال والأعمال ولكنه عاد إلى الميدان السِّياسي سنة 2016لينضم مجدداً لحزب الجمهوري بعد أن دخل مرحلة الانتخابات التمهيدية الأولية في شهر يونيو وكان عليه اختيار الحزب الجمهوري لكي يكون الرئيس الأمريكي القادم.لأنَّ اللعبة الديمقراطية الأمريكية تقتضي التداول على الحكم بين أكبر حزبين فيها ومنع أي حزب أخر من البروز على السَّاحة أو منافستها كما يؤكد ذلك السيِّد طوني ميشيل الذي كان منسق الحزب الديمقراطي فالنظام الديمقراطي النخبوي السيِّاسي الأمريكي المغلق والذي تتحكم به مجموعة من المؤسسات التي تديرها مراكز النفوذ والمصالح هي من أوصلت ترامب إلى سدَّة الحكم بعيداً عن إرادة الناخبين،وبالتالي عليه أن ينفذ أجنداتها الخارجية في ملفات وقضايا إقليمية ودولية ومنها الصراع العربي الإسرائيلي والذي حاولت قمة الرياض التي حضرها حوالي56زعيماً عربياً وإسلامياً وشهدت حفل استقبال أسطوري له لم يحضى به أي زعيم أمريكي على الإطلاق الالتفاف عليه وتغييبه والتركيز على محاربة التطرف والإرهاب وعنوانه الأبرز هو محاربة إيران وكل حركات المقاومة الحرة الشريفة وعلى رأسها حزب الله وحركة المقاومة الإسلامية حماس والتي قلت في مقال سابق وعند إعلان حزب الله من طرف وزراء الداخلية العرب أو معظمهم كحركة إرهابية بأنَّ الدور قادم لا محالة على حركة حماس وكل فصائل العمل المقاوم والتي تعتبر شوكة في الحلق الأمريكي الإسرائيلي يجب كسرها والتخلص منها بأي ثمن،الرئيس الأمريكي الذي رافقته في هذه الزيارة التي تعتبر أول زيارة رسمية لدولة خارجية بعد تنصيبه رئيساً لأمريكا زوجته الجميلة ميلانيا وابنته الحسناء إيفانكا ومستشارة أبيها الشخصية وزوجها الصهيوني جيرالد كوشنار وحضت ابنته بحفاوة استقبال لم تحظى بها حتى بعض أميرات بلدان دول الخليج الأعضاء في الحلف الخليجي الأمريكي الصهيوني على إيران وحركات المقاومة العربية،والشيء الذي استوقفني وأنا أتابع تفاصيل الزيارة هو صمت هيئة كبار العلماء فيها والتي تحرم الاحتفال بالمولد النبوي الشَّريف بدعوى أنه بدعوة ولكن نسيت أن تستنكر كل مظاهر المجون وكسر التقاليد العربية والإسلامية وعدم ارتداء زوجته وابنته لحجاب الشرعي أو مصافحة الملك سلمان لزوجة ترامب وهذا شيء محرم شرعاً وكبيرة من الكبائر في المذهب الوهابي السعودي. - فسيِّد البيت الأبيض الجديد والذي يتعامل بعقلية رجل الأعمال يعلم يقيناً بأنَّ النظام السعودي على شفا جرف هاوية سحيقة بعد أن بات معروفاً لعالم أجمع بأنه من يقف خلف كل الجماعات الإرهابية التكفيرية بداية من القاعدة وليس انتهاء بداعش والذي يحاول تلميع صورته وذلك باستجداء السيِّد الأمريكي بتنفيذ الإستراتيجية الأمريكية في المنطقة وضخ حوالي480مليار دولار في الاقتصاد الأمريكي المتهالك وتقديم100مليار دولار فوراً كعقود شراء أسلحة من الجيل الثالث والتي لا تحتاج إليها الرياض حالياً مع استثمارات آجلة في10سنوات المقبلة تقدر بأكثر من300مليار دولار تستعمل في تطوير البنى التحتية الأمريكية مما سيخلق مئات الآلاف من وظائف العمل لشعب الأمريكي فيما يعاني الشعب السعودي من نسبة فقر تعدت معدلاته المرتفعة نسبه في دولٍ عربية،كالأردن وفلسطين ولبنان وهذا حسب أرقام البنك الدولي سنة2013رغم أنها أكبر بلد مصدر لنفط في العالم،فالانبطاح السعودي والذي تبعه انبطاح عربي إسلامي لسيِّد الأمريكي والذي وجه إساءات بالجملة لإسلام كدين ولعرب كقومية وهو صاحب مقولة بأنَّ السعودية بقرة حلوب إذ جفَّ ضرعها يجب ذبحها،وهو الرئيس الذي أمضى قراراً يقضي بمنع مواطني7دول عربية إسلامية من دخول الأراضي الأمريكية ومع ذلك يعامل كإمبراطور أو كفاتح إسلامي عظيم سيتمُّ تحرير المقدسات المستباحة من قبل الصهاينة على يديه. - فهذا الرئيس المتصهين والذي نفذ أثناء زيارته لرياض وصاياَ هنري كسنجير ومن قبله الهالك برجنسكي والتي من أهم بنودها الضغط على دول الخليج وتخويفها من إيران لابتزازها لأقصى حدِّ ومحاولته فرض التطبيع العربي الإسلامي مع الكيان الصهيوني وقبل بداية جولة مفاوضات جديدة في العاصمة الأمريكية واشنطن في الأشهر القليلة القادمة مع وقف جزئي للاستيطان الصهيوني خارج المستوطنات.وهذا قمة الذلِّ والهوان والضعف العربي والإسلامي أمام رئيس أمريكي لم يقل كلمة واحدة دعماً لحقوق الفلسطينية أو العربية وكان تجاهل الزعماء العرب والمسلمين كالملك الأردني عبد الله الثاني أو الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أو رئيس الوزراء الماليزي محمد نجيب عبد الرزاق أو حاكم الكويت الشيخ جابر الأحمد الصباح لهذه الحقوق في خطاباتهم التي ألقوها أكبر دليل على أنَّ التأثير الأمريكي عليهم أقوى من روابط الإسلام والعروبة التاريخ التي تربطهم بالقدس مسرى رسولهم الأعظم محمد عليه أفضل الصلاة والتسليم،فالوفود العربية التي تقاطرت تباعاً لسَّلام على دونالد ترامب ومعاملته وكأنه المهدي المنتظر تعكس تشرذماً عربياً وإسلامياً وخوفاً من العقاب الأمريكي والحنق السعودي على كل من يخالف الاتفاق السعودي الأمريكي والقاضي بتجريم المقاومة ضدَّ الاحتلال الصهيوني والاستمرار في رعاية المشروع الرأسمالي الاستعماري في المنطقة العربية،والملاحظ لتصرفات وكلام ترامب في هذه القمة يخرج بانطباع بأنَّ الدول المشاركة في هذه القمة قد قبلت بالإملاءات والشروط الأمريكية.أما من خرج عن الإجماع وشق عصاَ الطاعة كأمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني فطاوله الغضب الإماراتي السعودي البحريني المصري قبل الأمريكي وحصر في الزاوية لمجرد أنه دعا إلى الحوار مع إيران وشجب تصنيف حزب الله وحماس كحركات إرهابية،فالرئيس الأمريكي الذي استغل فرصة تواجده في السعودية لكي يكيل المديح لإسرائيل وإن بطريقة غير مباشرة أعلنها بعد ذلك صراحة في تل أبيب وبيت لحم بأنَّ إسرائيل هي الدولة الأولى التي تحظى بالرعاية والاهتمام الأمريكي وبأنها شريك استراتيجي في محاربة الإرهاب وبالتالي على الجميع القبول بهذا الواقع والتسليم به علناً قبل إجراء أي خطوة باتجاه عملية السَّلام العربية الصهيونية،فالرؤية الضبابية لكيفية حل الصراع العربي الفلسطيني وتذبذب ترامب بين حلِّ الدولتين ودولة واحدة تضم الفلسطيننين أصحاب الأرض الأصليين والمحتلين الصهاينة يطرح عدَّة علامات استفهام كبرى عن التوجهات السِّياسية الأمريكية في المنطقة مستقبلاً؟ونظرتها لفلسطينيين كشعب تحت الاحتلال وعن مدى جدّية ترامب في إنهاء معاناتهم التي استمرت لمدة80سنة وإعلان دولتهم المستقلة كما تقتضي قوانين ومواثيق الأمم المتحدة،فالعرب والمسلمين باتوا تحت رحمة رئيس أمريكي مجنون وأرعن وعلينا أن نستعد لأسوء الاحتمالات ما دام أنَّ قادة بلاد الحرمين الشريفين أصبحوا في حلف مع من يغتصبون الأرض ويقتلون النساء والأطفال ويدينون من يقاتلهم صوناً لعرض والأرض والشرف والكرامة والمقدسات،فالمحافظة على بقاء عروشهم وعروش حلفائهم أولى من استعادة المقدسات المغتصبة بكل تأكيد. 
*كاتب جزائري