2024-04-24 12:36 م

مشاهد حية لقتال بين الملائكة والشياطين .. من سيحمي الشياطين؟؟.

2017-05-30
بقلم: نارام سرجون
الحديث عن البطولة لايضاهي أن تراها العين .. وينحني الشعر والنثر والخطابة أمام لغة العين والبصر لأن كل الكلام ماهو الا محاولة لرسم الصورة التي لاتراها العين .. فهل تكون لوحة الجرح النازف أو الصورة الشعرية البديعة أكثر صدقا من مشهد اللحم والدم؟؟ ..
نحن للأسف ليست لدينا هوليوود اخبارية تصور معارك في الاستوديوهات كما تفعل القنوات الاميريكية لتقنعنا أن جنود المارينز مغاوير ومقاتلون شجعان وشديدو البأس وقلوبهم من فولاذ .. بالرغم من أنهم لايتقدمون الى أرض الا وتكون الطائرات القاذفة من طراز بي 52 حرثتها حرثا يسمى بالقصف السجادي يتلوه قصف بصواريخ كروز من البحر على بعد مئات الأميال بحيث يموت في تلك البقعة حتى النمل والعناكب من شدة القصف .. ومعظم الحروب الاميريكة الحديثة تخاض من الجو ومن البحر مثل ألعاب الكومبيوتر ليأتي بعد ذلك فريق التصوير والدعاية ليقوم بصنع أفلام في منتهى الدهاء عن استسلام العدو وعن موت قادته وكيف أن الجنود الأميريكيين الأبطال يقومون بمسيرات استعراضية في احد الشوارع ويطلقون النار على كل مايتحرك .. وقد تكون تلك الصور مأخوذة في استوديوهات الجزيرة التي تعتبر استوديو قاعدة العيديد في قطر التي صورت فيها كل بطولات الجيش الامريكي مع لمسة هوليوودية تشبه لمسات ستيفن سبيلبيرغ في الحديقة الجوراسية وقائمة شيندلر .. لأن مارأيناه في الحقيقة من بطولات الجيش الأمريكي كان يتلخص في قتل عائلة عبير الجنابي العراقية واغتصابها قبل اطلاق النار عليها .. ورأينا بطولاتهم وهم يلتقطون الصور مع جثث الضباط العراقيين في السجون بعد اعدامهم وقتلهم ولفهم بالأكياس السوداء .. ورأينا بطولاتهم في سجن ابو غريب حيث المرجلة على الأسرى والمعتقلين العراة ..
الاعلام الغربي والخليجي في الحرب السورية قام بشكل مثير للدهشة بالترويج لارهابيي القاعدة وصورهم على أنهم سوبرمانات خارقون وتعامل معهم كما يتعامل مع جنود المارينز .. فهم لايهزمون أبدا وتأتي طواقم الجزيرة اليهم لتفبرك لهم مشاهد بطولية أو تنصحهم بتصوير مشاهد فيها حيلة وخدع اعلامية وبطولات انسانية .. وهم انتحاريون لايهابون الموت .. وذلك من أجل تدمير ارادة المقاومة لدى الخصم .. ولكن أمام الكاميرا الحقيقية وجدنا أنهم مجرد مرتزقة .. وأنهم كانوا في مواجهة من هم أشد عنادا منهم ولايهاب الموت ..
هذه مشاهد مصورة لعمليات حية لم تخضع لمونتاج ولا تجميل ولا تصنيع ولامبالغة ولو رآها الجنود الأمريكان لخجلوا من أنفسهم وهم يمثلون عنتريات المارينز في الاستوديوهات .. المشاهد هي لجنود سوريين يقاتلون العدو أحيانا وبينهم وبينه جدار فقط .. وأحيانا فوهة البندقية على فوهة البندقية ..وترى كيف يسمع الجنود السوريون أحيانا صوت أنفاس ارهابي القاعدة على بعد خطوة أو خطوتين .. ويرونهم احيانا يفتحون في الجدار ثغرة ليطلقوا النار عليهم ..
هذه المرة عرف ارهابيو القاعدة لماذا يخسرون معاركهم .. فحظهم العاثر رمى بهم في وجه محاربي الجيش السوري والفرقة الرابعة التي لم يكن مجانين القاعدة يعتقدون أنهم سيواجهون جنودا بهذا البأس وهذه الجسارة .. حيث لاتأبه هذه المرة عرف ارهابيو القاعدة لماذا يخسرون معاركهم .. فحظهم العاثر رمى بهم في وجه محاربي الجيش السوري الدبابات للانتحاريين ولصواريخ التاو ولا مضادات الدروع وتقتحم الجدران التي يختبؤون خلفها فيما يتجول الجنود بين الجدران وبينهم وبين الموت مجرد لحظة أو ثانية .. وربما يسمعون أجنحة ملائكة الموت تخفق حولهم ..