2024-03-28 03:15 م

ثلاثية الأمن القومي الأمريكي..النفط واسرائيل والكرد!!

2017-05-30
بقلم: المحامي محمد احمد الروسان*
الوجود العسكري الروسي على الشاطىء السوري يمثل حالة التوازن مع الوجود الأطلسي في تركيا، بل لكسر هذا الحاجز التركي الأطلسي الذي أريد له أن يشكل مانعاً من تدفقات الوجود الروسي في جنوب تركيا، وبالتالي واهمون وسذّج من يعتقدون أنّ الوجود الروسي في سورية وعلى الساحل في طرطوس، هو وجود ثانوي نسبة الى حضورها في شبه جزيرة القرم، فروسيّا الخارجة من سورية هي روسيّا الغارقة عندّ عتبتها الأوكرانية، وهي روسيّا المقفل في وجهها بحرها الأسود( رئتها)، باختصار روسيّا الخارجة من سورية كما يريد المحور الصهيوني الأمريكي الغربي البعض العربي الواهم والمخادع، يعني روسيّا الخاسرة لمصالحها الأستراتيجية والفوق الأستراتيجية، كون جوهر معركة موسكو ليس في أوكرانيا بل في سورية، والأخيرة هي جوهر الفكرة وبالتالي هي المعركة الكبرى والأولى( أي المعركة في أوكرانيا)هي ثغرة صغيرة ولكنها مهمة. في جلّ المسألة العربية وعمقها، ليس هناك شيء اسمه سياسة إقليمية نتاج المكونات العربية التي تعيش في المنطقة الشرق الأوسطية، في ظلّ حالة سرطانية تتموضع في انتشار مدروس للقواعد الأمريكية، على طول وعرض جغرافيا الوطن العربي ومجالاتها الحيوية، بل هناك مخططات ومنفذون لها، أي وكلاء وهم بمثابة بروكسي على تطوير وتعميق العلاقات بين مكونات الأمة الواحدة، لا بل جزء سرطاني من ذات الحالة الأنفة. وبعبارة أكثر عمقاُ، ليس هناك سياسة عربية مستقلة، بل سياسة أمريكية برامجية، وما يجري في المنطقة تطبيق للسياسات الأمريكية ليس أكثر ولا أقل من ذلك، وذاكرة البعض منّا كعرب مثقوبة، ويعتقد هذا البعض بأنّ ذاكرته المثقوبة ليست إلاّ إبداعات خارقة يصعب على من حولهم فهمها وحلّ ألغازها، لضيق مداركهم العقلية من وجهة نظرهم. فبعد تحرير حلب وما تلاها من بلدات وقرى وبؤر وساحات في الداخل السوري ومعارك الحدود الشرقية والشمال الشرقي الجارية الأن، وبالرغم من اتفاق تخادم المصالح، اتفاق مناطق خفض التصعيد والتوتر ومحاولات لوقف الأعمال القتالية في جلّ الجغرافيا سورية بقرار روسي سوري تركي ايراني(ما زال صامداً بالرغم من خروقات الجماعات الأرهابية له)، حيث استثنى قرار مناطق خفض التصعيد كل من عصابة داعش والقاعدة(جبهة النصرة في سورية)وغيرهما من زبالات الأرهاب المصنّع، وقرار الرباعي الأقليمي(روسي سوري ايراني تركي)من اطلاق مسلسل أستنة بحلقاته الأربع، فانّ موسكو في طريقها إلى هيكلة وهندرة آليات نزع قفّازاتها العسكرية والتي ما زالت في غاية النعومة رغم نتائج فعلها في الميدان السوري في موضوعة المؤامرة والحرب على سورية، بسبب الصفاقة(أي الوقاحة)السياسية الأمريكية، حيث الحرب هي استمرار للدبلوماسية بطريقة أخرى، والمصفوفة الإمبريالية المعاصرة الحالية، والناشئة على الليبرالية المتوحشة، تقوم بمجملها على أساس اقتصاد الحروب كي تحيى وتستمر وتبقى، فهذا يؤمّن لها حدّاً أدنى من الصمود والاستمرار، فهي تحاكي في عملها إستراتيجية تحويل الأزمات الاقتصادية الكبرى، إلى طفرات نوعية، حيث لا يمكن تحقيق ذلك إلاّ عبر شن الحروب المدمرة والانتصار فيها. حيث ترى واشنطن(ان كانت بنكهة جمهورية أو نكهة ديمقراطية المسألة سيّان، كون الحاكم والمحرك كارتلات نواة البلدربيرغ الأمريكي)أنّ الحل السياسي في سورية يكمن في التوصل إلى تفاهمات بشأن سلاح حزب الله في لبنان، تفاهمات حول الحشد الشعبي في العراق والمراد استبداله أمريكيّاً بالحرس الوطني كمقدمة لتقسيم العراق، وهيكلة الدور الإيراني في المنطقة، والتفاهم على حدود ونفوذ ومصالح روسيّا. وهذا ما تدركه روسيّا، كما تدرك أيضاً أنّ أمريكا تريد الانتصار في سورية لمحاصرتها ومحاصرة صعود الصين، ونفوذ إيران المهدد بصورة وأخرى لوجود المسخ الكياني "إسرائيل". ومن يقول أنّ الأمريكان يقلقون لتمدد الإرهاب هو ساذج، كون واشنطن ومعها جوقة ثقافة الماكدونالدز(بريطانيا وفرنسا وجلّ الساحات الأوروبية)هي من توظف الإرهاب وإنتاجه، لتحقيق استراتيجياتها المتوحشة، وخاصة استراتيجيه الاستدارة نحو أسيا( إيران وروسيّا والصين)ومشروع الحروب الناعمة بالوكالة لن ينتهي حالياً، وأمام الجماعات الإرهابية مستقبل مشرق وواعد في غير ساحة، خاصةً وأنّ القضاء على الأرهاب في الداخل السوري بات وشيكاً، وستعمد لاحقاً واشنطن وبلدربيرغها الى استتخدام سلاح الطقس كما استخدمته في السابق في أيلول عام 2015 م، لتعطيل الفعل العسكري السوري والمسنود من الروسي لدعم المصفوفات الإرهابية في الداخل السوري. ولأنّه في الحروب وعقابيلها، تتحرك الجغرافيا على وقع إيقاعات ومديّات المعارك، وأزيز الرصاص وهمس ووشوشات التراب وعتاب البنادق، ولأنّ الضمير العربي في نزهة خارج الوطن، وأنّ الأعلام المظلّل والمظلّل ليس غبياً، بل هو واثق بغباء متابعيه، ولأنّ البندقية التي لا ثقافة خلفها تقتل ولا تحرر، ولأنّ الديكتاتورية من منظور البعض العربي المتهالك المتصعلك تعني: أن تجعل المثقفين والمفكرين يصمتون، علينا أن لا نلتفت إلى تصريحات هنا وهناك، لبعض غلمان بعض الحكومات العربية ونؤكد على التالي: ليس هناك سياسة في العالم العربي وإنما هي مثل: is like frying eggs with fart، ومن يحسب غير ذلك ويعتقده فهو واهم ويبني قصوراً زمرديّة في الهواء، الشيء الفاعل في عالمنا العربي هو ما قلته أنفاً، هناك تطبيق للسياسات، وأي تصريح من أي مسؤول عربي مهما علا موقعه أو قلّ، ان كان عسكرياً، وان كان سياسيّاً، وان كان دبلوماسيّاً، وان كان مخابراتيّاً، فيما يخص سورية قلب الشرق وسيّدة الجغرافيا وأجمل النساء العفيفات، ليس سياسة وأنه لا يخرج عن إطار تطبيق للسياسة الأمريكية، والتي تقود معركة الناتو في سورية ليس لإسقاط النسق هناك، بل والوجود الروسي في المتوسط(في المعلومات، أنّ البلدربيرغ الأمريكي يوجّه ويسعى وعبر دواعش البنتاغون الأمريكي ذات التفقيس الجديد، وعبر انتاجات لصعاليك ارهابية جديدة ان في ادلب وان في شرق سورية وشمال شرق سورية، وادلب المراد لها أن تكون موصلاً سوريا،ً وإلى فتح عمليات عسكرية مركبة عبر نموذج الحروب غير المتماثلة باتجاه الساحل السوري، وهي أعقد أنواع الحروب تدمج بين حروب العصابات وتكتيكات الحرب النظامية، باتجاه إيجاد منفذ بحري لمجتمعات الدواعش على المتوسط لضرب الوجود الروسي هناك، وعبر فتح جديد لمعارك في كسب، والأخيرة بمثابة قرم سورية(هل صار التركي محط ثقة المحور الخصم له وهكذا؟ أم ثمة أمر آخر). وفعلاً كما الضباع المسعورة، لا تستطيع العيش بمكان لا يحوي جيفاً تجتمع عليها، هي كذلك وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، خاصة بعد اعادة هندرتها، بمثابة مخابرات تبرير وفبركة لسباق تسلّح محموم، والولايات المتحدة الأمريكية تعمل على(استغبائنا واستغفالنا)كعرب ومسلمين، فهي سوف تعمل طيلة حكم ترامب الر ئيس، على إعادة إنتاج مفهوم الخطر الإيراني من جديد وقولبته توليفاً وتوظيفاً، وبصورة غير مباشرة وتحت عنوان تطوير الأتفاق النووي مع طهران، بوصفه حدث سياسي وليس تطور استراتيجي والفرق بينهما كبير، وعلى شيطنة حزب الله اللبناني وبالتعاون والتنسيق مع الدولة العبرية(الطارئة على الجغرافيا والتاريخ في المنطقة)ومع الأدوات القذرة في الداخل اللبناني وبعض الدواخل العربية من جماعات تكفيريّة وغيرها، مترافقاً مع شحن طائفي ومذهبي واثني عرقي، وذلك عبر اسطوانات إعلامية "بروبوغنديّة"مشروخة، وتحت يافطة المحافظة على السلم والأمن الدوليين على المستوى الإقليمي والأممي، بشكل يتزامن في تصعيدات لمستويات الأرهاب المدخل الى الداخل السوري من دول جواره العربي وغير العربي، في استهداف الدولة الوطنية السورية وموردها البشري. إنّ مسألة البدء في نشر القدرات العسكرية الأميركية الإضافية المتطورة في بعض دول الخليج ومياهه، تأتي متزامنة مع برنامج نوعي وحقيقي لحكومة الرئيس حسن روحاني القديمة والجديدة، وبعد التجديد له في الأنتخابات الرئاسية الأخيرة، لم يرشح منه الاّ القليل والمسرّب بذكاء من قبل مجتمع المخابرات الأيراني، هذا النشر لقدرات الأمريكي العسكرية لمنعها من الأعلان إلى ما توصل إليه العقل الإيراني الحر من إبداعات، اختراعات، ابتكارات، وانجازات في مختلف قطاعات الدولة الإيرانية(المناورات العسكرية الأيرانية الآخيرة والمستمرة كانت بمثابة رسائل لأدارة ترامب وأتباعه من عرب روتانا وغيرهم). وبخلفية عدائية مستحكمة رافضة، واشنطن لا تريد وبشكل قاطع للرئيس روحاني، أن يعلن مثلاً قدرة إيرانية ذاتية، ذات تقنيات جديدة على تخصيب اليورانيوم عالي الجودة والنقاء بنسبة 20 %، وقدرة ايران على العودة الى ذلك وأكثر اذا ما أرادت لاحقاً، في حال تم تطوير الأتفاق النووي أو تجميده لاحقاً كما وعد ترامب أثناء حملته الأنتخابية، كما لا تريد لطهران أن تعلن أي انجازات جديدة لها في مجال ترسانتها وقوّتها العسكرية الصاروخية البالستيّة(ايران فعلت ذلك مؤخراً بانجاز عسكري، مصنع للصواريخ البالستية وتحت الأرض يا عرب، وين؟ تحت الأرض مش عقود وشراء بخمسمائة مليار $ ههههه)، وواشنطن لا تريد لروحاني والذي تعتبره أخطر من الرئيس السابق نجاد، أن يعلن مثلاً: إبداع علماء الفضاء الإيرانيون المسلمون بإطلاق مزيد من الأقمار الأيرانية لغايات الاستخبار، أقمار نوعية وجديدة من سلسلة أقمار" تولوو" بمساعدة قواعد المشتركات مع كل من روسيّا والصين. والولايات المتحدة الأمريكية عسكريّاً ومخابراتيّاً واقتصاديّاً لم تغادر العراق الذي احتلته لكي تعود اليه من جديد أصلاً، فهي تملك أكبر سفارة في الشرق الأوسط والعالم فيه، ولها قواعد عسكرية ذات حواضن في الجغرافيا والديمغرافيا العراقية، وهي عملت على هندرة وجودها الشامل فيه عبر الأتفاقية الأمنية الموقعة في العام 2008 م. أمريكا صنعت الأرهاب وأحياناً تحاربه تكتيكيّاً وأحياناً كثيرة تتحالف معه وتوظفه وتولفه خدمةً لمصالحها ورؤيتها، صنعت القاعدة بالتعاون مع السعودية في أفغانستان وفيما بعد حاربتها ثم تحالفت معها وما زالت في الحدث السوري، وصنعت داعش وأحسنت وتحسن توظيفه في الداخل العراقي وبالتنسيق والتعاون مع الأستخبارات السعودية والقطرية والتركية، انطلاقاً من استغلال الساحة العراقية للضغط ومزيد من الضغط على ايران لتقديم تنازلات في موضوعة اعادة تطوير الأتفاق النووي الذي وقعته ادارة أوباما، ثم لأستخدامه لاحقاً لأستنزاف ايران نفسها عسكريّاً، وكذلك لأضعاف تركيا لاحقاً. والأتراك شعروا الآن أنهم تورطوا بالتحالف مع جبهة النصرة وداعش وفتحوا لهم معسكرات تدريب في الداخل التركي في استهدافاتهم لسورية، وكيف استطاعت القاعدة وداعش من اختراق جهاز الأستخبارت التركي والمخابرات التركية عبر الضبّاط الذين أفردوا للتعامل والتنسيق مع جبهة النصرة وداعش في الحدث السوري، حيث انتقل الوباء العقائدي والأيدولوجي لهم(تفجير الملهى الليلي في اسطنبول عشية رأس السنة الميلادية الحالي لن يكون الأخير)، وتقارير المخابرات الأيرانية الى مجتمع المخابرات التركي لم تنقطع حيث مفادها: أنّ جبهة النصرة وداعش صارتا تشكلان خلايا نائمة في الداخل التركي وتخترقان الأجهزة الأمنية التركية نتيجة التنسيق الأمني المشرّع معهما عبر حكومة أرودوغان لأستهداف الدولة الوطنية السورية، ومنذ بل قبل بداية الحدث السوري بعام، وأن ايران وواشنطن ونتيجة للقاء غير معلن وضعت الدولة الوطنية الأيرانية ما في جعبتها من معلومات استخبارية على طاولة اللقاء مع واشنطن، وعلى أثر ذلك قامت الولايات المتحدة الأمريكية بارسال وفد أمني عالي المستوى معه مسؤولين من الأف بي أي لأول مرة خارج الجغرافيا الأمريكية الى تركيا، وطلبت واشنطن من أنقرة وقف التنسيق مع جبهة النصرة وداعش، فقامت تركيا في حينه بوضعهما على قوائم الأرهاب الأممي والأقليمي وقبيل الطلب من داعش في تحركاتها السريالية في المنطقة. وما زالت تعاني المؤسسات الأمنية والمدنية في العراق ومؤسسة الجيش العراقي وجهاز مكافحة الأرهاب من الأختراقات، حيث الفساد في المؤسسات الأمنية وعن المال القطري والسعودي ودفع الرشى لتسهيلات مهمات داعش وفاحش وعائلة القاعدة كلّها، وكيف فعل فعله المال في تقدم داعش كما فعل فعله المال السعودي في تقدم حركة طالبان أفغانستان وطالبان الباكستان في حينه، وعن تساوقات السياسة الخارجية السعودية مع واشنطن ازاء المنطقة(مهما قال وفعل دونالد ترامب ازاء الرياض، يبقى مناورات لمزيد من الأبتزاز للسعودي وتوريطه خارج حدوده، ليصار الى تقسيمه)، حيث خلاصة السياسة السعودية هي: سورية فلنخرّبها، وبغداد فلنفجّرها، لبنان فلنسخّنها من جديد، واليمن فلنجعل عاليها سافلها، وايران فلنضعفها ونعزلها، ومصر فلنهيكل دورها على أن لا تستعيده(زيارة مستشار الملك السعودي السيد احمد الخطيب لأثيوبيا الأخيرة، وزيارته لسد النهضة المموّل سعوديّاً وخليجياً مؤشرات صحة على ما نرمي اليه). لذلك ما يجري في العراق هو عمليات كر وفر استخباراتية دولية واقليمية بأدوات عراقية محلية نتيجةّ لفعل استخباراتي قذر وقذر على الأرض، سرّعت من خلاله واشنطن من تفعيل وجودها في الداخل العراقي وتهيئته لفعل قادم ازاء ايران وازاء سورية ولاحقاً ازاء الدور التركي والسعودية نفسها، فأعلن في طهران وفوراً في حينه، أنّ ايران ستحارب الأرهاب في الداخل العراقي والمنطقة والعالم، وهذا الأعلان الأيراني هو نتيجة لمعرفة مجتمع المخابرات الأيرانية بخطط ونوايا الولايات المتحدة الأمريكية نحوها ونحو سورية ولاحقاً تركيا والسعودية نفسها أيضاً، انّ ما يجري في العراق لعبة أمم بأدوات عراقية محلية وبعض عربية وبعض غربية فالى أين المفر؟. اعتقد قادة المشيخات في منظومة عرب روتانا لوهلة ما ومحددة أنهم يستطيعون مواصلة دعم الأسلام الراديكالي والحركات الأسلامية في الخارج بدون ان تصل آثارها للداخل السعودي الملتهب وجواره أيضا، والذي ينتج التنظيمات والحركات المتطرفة الساكنة حتّى اللحظة، حيث لم تعد الأخيرة على تخوم السعودية بل في الداخل وفي غرف النوم. انّ الصراع في الشرق الأوسط الآن صراع ديني سياسي جغرافي في آن واحد ونتائجه: أرخبيلات الدول الفاشلة، حيث أمريكا تقتضي مصالحها الأبقاء على أنظمة متناقضة لتسهل السيطرة عليها، فهي لا تريد فعلاً عودة سنيّة قويّة الى مراكز الحكم في المنطقة. الجميع عاد ويعود كرهاً أو حبّاً الى الثابتة السورية والمسنودة من الروسي والصيني، في أولوية محاربة الأرهاب المصنوع في أقبية الغرف السوداء لمجتمع المخابرات الأمريكي، والمصنّع بعضه في بعض الدواخل العربية المجاورة بسبب ظروفها الأقتصادية الخاصة، وغياب العدالة وحقوق الأنسان والبطالة والفقر والجوع، هذا الأرهاب المدخل الى الداخل السوري من رياح الأرض الأربع، حيث الجميع عاد الى الثابتة السورية او ان شئت الثلاثية السابق ذكرها. سورية وحزب الله وايران حاجة اقليمية ودولية، لمحاربة فيروسات الأرهاب التي أنتجتها واشنطن في مختبراتها البيولوجية الأستخباراتية، من دواعش وفواحش وقوارض وزواحف(الأعراب الصعاليك)وأي جبهة اقليمية ودولية لضرب تلك الفيروسات تحتاج الى تسويات سياسية تسبقها في بؤر الخلافات وملفاتها. في حين تعمل واشنطن ومجتمعات مخابراتها ومن تحالف معها، على دعمها للأتجاهات الأسلامية الأنفصالية في روسيّا، مناطق الشيشان داغستان وقوميات أخرى(القوزاق) في كازاخستان، فهي ترى أنّ في دعمها لأي طرف اثني يتجه داخل روسيّا للأنفصال، سيؤدي الى اشغال موسكو بنزاعات داخلية، فتضعف قدراتها على التحرك على الساحة الدولية، ونفس هذا السيناريو تريد فرضه على الصين وفي دعم اثنية الأيغور المسلمين وغيرها في الشمال الصيني. وحتّى لا نغرق في التفاصيل ونتوه بالمعنى التكتيكي والأستراتيجي، لا بدّ أن نطرح ما تعرف باسم نظرية المنطق في السياسة جانباً، مع تناسي علم الرياضيات السياسية وقواعد التفكير السليم في تفكيك المركب وتركيب المفكك، مع تناسي الغوص في التحليل بشكل عامودي وأفقي، لأنّ الأشياء والأمور والمعطيات لم تعد كما يبدو عليها أن تكون، وجلّ الأزمات ان لجهة المحلي، وان لجهة الأقليمي، وان لجهة الدولي، صارت أكثر تعقيداً وترابطاً، والتفاعلات والمفاعيل لمعظم الممارسات الدولية لم تعد تخضع لقانون أو قيم أو أخلاق. بعبارة أخرى أكثر وضوحاً، اذا أردنا أن نفهم ونعي بشراسه فكرية أبعاد ومعطيات ودلائل المؤامرة علينا في المنطقة والعالم، ووضع قاعدة بيانات وداتا معلومات لها، علينا أن نفكر جميعاً بعقلية المؤامرة نفسها، ومن يعتقد أنّ الولايات المتحدة الأمريكية جاءت الى المنطقة لمحاربة الأرهاب، فهو لا يكون الاّ متآمر أو جاهل أو متخلف عقلي وذو جنون مطبق لا متقطع. هناك استراتيجية أمريكية جديدة في تشكيل حلف دولي(الناتو) واقليمي(سني) من دول ما تسمى الأعتدال العربي، لابل دول الأعتلال العربي لمحاربة الأرهاب في سورية والعراق، وهذه الأستراتيجية أصلاً تتعارض مع مفهوم ومقتضيات محاربة الأرهاب من جهة، وتنقض نظرياً رؤية كيسنجر للحروب الدينية السنيّة الشيعية والتي اعتمدتها الأدارة الأمريكية كخيار بعيد المدى، لضرب العمق الأستراتيجي العربي لأيران في أفق عزلتها ومحاصرتها ثم تفجيرها من الداخل عبر مفاوضات خمسة زائد واحد، ونقل مجتمعات الدواعش والفواحش والقوارض إلى مناطق السنّة في الداخل الأيراني. أمريكا تستولد استراتيجية جديدة أيضاً اسمها(ادارة التوحش وأزمتها)في البلقان وآسيا الوسطى، فرع جديد للقاعدة في شبه القارة الهندية(بنغلادش، كشمير، الهند، باكستان) وعلى الحدود مع ايران، وهذا آثار ثائرة روسيّا والهند والصين(أعضاء دول البريكس)، لأدراكهم أنّ أمريكا قرّرت نقل ادارة التوحش من الشرق الأوسط الى منطقة آسيا حيث تهديدات داعش لروسيّا. واشنطن تدرك أنّه يستحيل في هذه المرحلة المبكرة من عمر الصراع في المنطقة من تفجير حرب سنيّة شيعية شاملة، على ضوء نتائج المحاولات الجنينية الفاشلة التي اختبرتها في لبنان وسورية والعراق، والآن تحاول في الأردن عبر الفتنة بين الشرق الأردني(الكح)والشرق الأردني ذو الأصول المختلفة، حيث جلّ السفلة من صنّاع القرار الأمريكي يريدون ادخال داعش وتصنيع مثيلاتها في الداخل الأردني، وتحريك الخلايا السريّة النائمة والتي لا تنام ولا تنكفىء أصلاً(كل الخلايا صاحية في الداخل الأردني وليست نائمة)، كل ذلك عبر اشراك عمّان سرّاً أو علناً في محاربة مجتمعات الدواعش في شرق سورية وشمال شرق سورية، وتحت عنوان جيش العشائر ومحاولات الزج بالجيش العربي الأردني العقائدي في حرب خارج حدوده ليصار الى محاولات تفكيكه كونه الحصن الأخير والقلعة(قراءة الممحي بين سطور المعلن دولياً يشي بذلك)، كي يصار الى نشر الفوضى في الداخل الأردني لجعل الملف الأردني كملف مخرجات للملف الفلسطيني، ضمن رؤية محور واشنطن تل أبيب ومن ارتبط به من عرب ومسلمين صهاينة. انّ داعش وجبهة النصرة وغيرهما، هي احدى مخرجات السياسة الأمريكية في المنطقة، تم انتاجها وحواضنها في الدواخل العربية بتوظيفات واستثمارات الفقر والظلم والجوع والقهر والبطالة والفساد وغياب العدالة وحقوق الأنسان. وعندما قالت: "اسرائيل" أنّ ايران صارت جارة لنا والسعودية قالت: انّ طهران تسعى لمحاصرتها وتحجيمها الدور وتقليص نفوذها في العالم العربي والأسلامي، فهم البلدربيرغ الأمريكي أنّ الخطر هذه المره تجاوز الأدوات، ليتحول الى تهديد استراتيجي داهم على أمن بلاده القومي والمتمثل في ثلاثية النفط واسرائيل والكرد. المقاومة حق شرّعته السماء وسار عليه العرف البشري ونظّمه القانون الدولي، لذا تعتبر واشنطن دي سي أنّ حركات المقاومة في المنطقة خطر استراتيجي على مصالحها واسرائيل، في حين أنّ مجتمعات الدواعش والزواحف والقوارض الأرهابية خطر تكتيكي يمكن التعامل معه وادارته، في حين أنّ أمريكا تعد بنفس الوقت لمخططات تتفرغ من خلالها للنظام المصري ولمصر(ما يحدث في الداخل المصري من ارهاب ممنهج وأخره ما جرى بحق أطفال وشيوخ ونساء مصريين أقباط مؤشر قوي ولن يكون الأخير)، ومؤشرات الطريق التي ستؤول إليها وما يحظّر لها عبر ليبيا وعبر معبر درنة، وعبر المجتمع السيناوي في الداخل المصري، بالتحالف من جديد(ممكن جدّاً)مع الأسلام السياسي وعبر الجمهوري وتحالفاته القادمة مع الديمقراطي في الداخل الأمريكي، هكذا تقول الملعلومات لدينا. وتتحدث المعلومات، أنّ المشروع الذي يعمل عليه البعض العربي بعد حلب، ازاء سورية يتمثل عبر ضرب الدواعش من خلال التحالف الدولي، ثم اجبار النظام السوري بقبول حكومة ائتلاف من السلطة وحلول جلّ الخونة لتدير مرحلة انتقالية، تنتهي بتحويل سورية العلمانية المنفتحة والمتجانسة الى نظام معاق قائم على المحاصصة الطائفية، كما في العراق المراد احتلاله من جديد عبر محاربة الدواعش، ولبنان المصادر الى حين، مع محافظة سورية على الدولة والمؤسسات بما فيها الجيش، على أن يقبل الرئيس الأسد الرحيل الى منفاه الذهبي الأختياري. وبفعل الدبلوماسية الروسية الجادة، والعقيدة العسكرية الجديدة للجيش الروسي، والفعل العسكري الروسي المتفاقم في سورية والمنطقة، صار الأمريكي تكتيكيّاً يمتطي ظهر الديك الرومي بدلاً من ظهر الحصان، ازاء سورية وازاء بؤر التسخين الأمريكي البلدربيرغي الأخرى بفعل الحدث السوري ومفاعيله وتفاعلاته، وبفعل الأرهاب الذي صنعه الأنجلوسكسوني في الداخل العراقي والداخل السوري، والداخل الليبي والداخل المصري، بالتعاون مع جوقة حلفائه أدواته(الكومبارس الخاص به)في المنطقة من بعض عرب مخادع والعالم، وفي ظل انشغالات العالم بالمسألة السورية وتداعياتها وعقابيلها، وخاصة بعد الفعل الروسي المتصاعد في المسألة السورية والأوكرانية، والتي خلطت كل أوراق الطرف الثالث ومن ارتبط به من العرب بالحدث السوري والحدث الأوكراني. ثمة مخطط أميركي يسعى بشكل حثيث وخافت، من أجل استغلال واستثمار الظروف غير المستقرة السائدة في منطقة الشرق الأوسط بشكل عام ومنطقة القوقاز الجنوبي بشكل خاص، لجهة نشر القوات الأميركية في المنطقة بهدف عسكرة الحدائق الخلفية للفدرالية الروسية، لجهة مناطق القوقاز الجنوبي وغيره من باقي المناطق ذات المجال الحيوي الروسي، ولأستهداف ايران عبر حروب الوكالة من جديد. وعليه فأنّ جدول أعمال التحركات الأمريكية المعلنة وغير المعلنة، والتي تستهدف ايران(رغم الأتفاق النووي)كحلقة استراتيجية متصاعدة ومتفاقمة ضمن متتاليات هندسية، في الرؤية العميقة للمجمّع الصناعي الحربي الأمريكي وحكومته العميقة الخفية BUILDER BURG، يتكون من بنود تنطوي على نوايا ومساعي أميركية لجهة الحصول على موافقة أذربيجان وأرمينيا، على مشروع نشر القوات الأميركية في المناطق الأذربيجانية السبعة الواقعة تحت السيطرة العسكرية الأرمنية، هذا وما هو أكثر خطورة يتمثل في أن المناطق الأذربيجانية السبعة المسيطر عليها أرمنيّاً، تقع على طول خط الحدود الأذربيجانية – الإيرانية. وهذا يعني بوضوح، أن نشر القوات الأميركية في هذا المناطق السبعة، أن القوات الأميركية أصبحت تتمركز على طول الحدود الإيرانية – الأذربيجانية، بشكل ينطوي على قدر كبير من الخطر بالنسبة للأمن القومي الأيراني، وسوف يتيح للقوات الأميركية التمركز على طول خط الحدود الأذربيجانية – الإيرانية، حيث الأخيرة تقع على مقربة من مناطق شمال ووسط إيران، وتوجد كل المنشآت الحيوية الإيرانية في المناطق الوسطى والشمالية، كما تتميز رقعة الأراضي الإيرانية الممتدة من خط الحدود الإيرانية - الأذربيجانية بالسكان ذوي الأصول الأذربيجانية، الذين ينخرطون(كما تقول المعلومات)في عداء عميق لنظام الثورة الإسلامية، إضافة إلى تميزهم بالنزعة القومية الاجتماعية الأذربيجانية، فهم يتحدثون باللغة الأذربيجانية ويدعمون الحركات الانفصالية التي تطالب بالانفصال عن إيران والانضمام إلى أذربيجان. وتشير التوقعات إلى أن تمكّن واشنطن من نشر قواتها، في هذه المناطق الأذربيجانية الفائقة الحساسية بالنسبة لأمن إيران القومي، هو مسألة وقت ليس الاّ، خاصة بعد أن تم اضعاف النسق السياسي السوري عبر حدثه، والأحتفاظ به كخصم اقليمي ضعيف، فقد تم البدء بالتحضير للعمل بعمق في الداخل الأيراني(العراق بات أولوية أمن قومي أمريكي، وتنشيء واشنطن قاعدة عسكرية جديدة متطورة، بجانب قواعدها العسكرية الأخرى والحجّة دائماً وأبداً داعش – دواعش ماما ودادا أمريكا)، وبوصف واعتبار ايران خاصرة الفدرالية الروسية الضعيفة بالمعنى الأستراتيجي. وتقول معلومات الخبراء أنّه ومن الممكن أن تحصل أميركا بكل سهولة على هذه المزايا الأنفة وأذربيجان حليفة لواشنطن دي سي، حتّى وإن كانت أرمينيا حليفة موسكو، فإنّها أرمينيا هذه تحتفظ بعلاقات وثيقة مع أركان الإدارة الأميركية، وعلى وجه الخصوص بسبب الاعتبارات المتعلقة بالتحالف الوثيق بين جماعات اللوبي الإسرائيلي، واللوبي الأرمني، إضافة إلى اللوبي الكردي عبر زعيمه قوباد جلال الطالباني زوج شيري كاراهام ذات القد الممشوق. هذا وتسهب المعلومات، بأن تحركات واشنطن الرامية إلى نشر القوات الأميركية في الأقاليم الأذربيجانية السبعة المسيطر عليها أرمينيّاً، تتضمن الكثير والكثير من الحسابات المعقدة، فمع فرض موسكو للهدنة والتجميد النهائي غير المحدود لأزمة إقليم ناغورنو- كرباخ المتنازع عليه بين أرمينيا وأذربيجان، إضافة إلى الأقاليم الأذربيجانية الستة الأخرى، المحيطة بإقليم ناغورنو- كراباخ والتي تسيطر عليها حاليا القوات الأرمنية، الى إضعاف نفوذ الدبلوماسية الوقائية السريّة التركية الساعية إلى عقد صفقة أرمنية - أذربيجانية يتم بموجبها حل أزمة إقليم ناغورنو-كرباخ، أو على الأقل إخراج القوات الأرمنية من الأقاليم الأذربيجانية الأخرى، الى إضعاف العلاقات الأرمنية – الروسية، والعلاقات الأرمنية - التركية الضعيفة أصلا حيث الحدود ما زالت مغلقة بين البلدين، الى ردع إمكانيات حدوث أي تقارب إيراني – أذربيجاني حقيقي وفعلي، والى منع إمكانيات تطوير العلاقات الثنائية التركية الإيرانية والتي ضعفت بعد الحدث السوري، كما أنّه من شأن ذلك أن يقود، الى دفع أرمينيا المجاورة لإيران، وأيضا أذربيجان، لجهة توتير العلاقات الثنائية ليس مع إيران وحسب وإنما مع تركيا أيضا. إنّ وجود القوات الأميركية في الأقاليم الأذربيجانية السبعة المسيطر عليها أرمينياً كمجال حيوي لأقليم كاراباخ، سوف يتيح لواشنطن دي سي تنسيق عمليات الحرب السريّة ضد بلدان منطقة القوقاز الجنوبي، وعلى الأغلب أن يتضمن ذلك المزيد من العمليات العسكرية - المخابراتية السريّة، حيث تتموضع وتتمثل الأخيرة في سلّة الأهداف التالية:- من رعاية ودعم الحركات الانفصالية الإيرانية ذات الطابع القومي الاجتماعي الأذربيجاني، ودفعها لتفعيل أنشطتها ضد إيران على غرار جماعة جند الله الإيرانية الناشطة في منطقة سيستان – بلوشيستان، وجماعة حزب الحياة الحرة(بيجاك)الكردية الإيرانية والناشطة في منطقة كردستان الإيرانية – مناطق شمال غرب ايران، وجماعة حركة مجاهدي خلق الناشطة بالانطلاق من الأراضي العراقية، حيث يصار الى اعادة انتاجها من جديد واستنساخها لتعمل من آراضي عربية أخرى ذات قرب جغرافي من ايران الجارة المسلمة، بوصف هذه الحركة وغيرها من الحركات الأيرانية المعارضة – الأرهابية أدوات بيد وكالة المخابرات المركزية الأميركية، وحكومة المجمّع الصناعي الحربي الأمريكي الخفية BUILDER BURG، ذات الجنين الماسوني لحكومة أممية تعمل بالخفاء . 
*عضو المكتب السياسي للحركة الشعبية الأردنية
Mohd_ahamd2003@yahoo.com