2024-04-19 02:22 م

قطر في عين العاصفة !

2017-05-30
بقلم: حاتم استانبولي
انفجار الخلاف القطري -السعودي الأماراتي لم يكن جديدا او مفاجئا , فقد شهدت السنوات السابقة خلافات متعددة الاوجه منذ ان قررت قطر ان تكون حصان طروادة في مجلس التعاون الخليجي , حين اخذت قرارا باستضافة قاعدة العديد الأمريكية على اراضيها مما اثار حفيظة المملكة السعودية في حينه . واشتد الخلاف عندما قررت قطر ان تجعل من حركة الأخوان المسلمين اداتها ومرجعيتها في مواجهة الوهابية . اما على صعيد الخلافات الأماراتية القطرية فانها تدخل في اطار التنافس التجاري والمالي حيث ان الامارات المتحدة لا تملك احتياطات نفطية او غازية وعوضت عن ذلك يتحويل اراضيها لمركز ترانزيت عالمي للتجارة وسوق مالي رديف للاسواق العالمية هذا الدور نظر اليه قطريا على انه دور يجب وضع حد له . ولمواجهة ذلك لجأت الى الأستثمار في البنية التحتية وضخت المليارات لتسلب الأمارات ومدنها دورها . ومع قدوم اوباما الى البيت البيض تعزز الدور القطري وتراجع الدور الاماراتي . وبدات قطر تتلاعب في مجلس التعاون الخليجي وتستغله لتمرير سياساتها في كل من سورية وليبيا ومصر والعراق . واعتمدتها امريكيا من اجل تمرير سياساتها في المنطقة لكونها تمتلك الماكنة الاعلامية وثانيا تحكمها بحركة الاخوان المسلمين واستخدامها كاداة من اجل التلاعب في المكونات الداخلية للمجتمعات العربية هذا التلاعب الذي طال دولة الامارات الذي كان سببا مباشرا لأندلاع الخلافات بينهما . وفي هذا السياق سعت كل من الامارات وقطر لمحاولة كسب ود السعودية . في حين ان السعودية كانت وما زالت تحاول ان تضبط ايقاع الخلاف الاماراتي القطري في اطار مجلس التعاون الخليجي . ولكن العامل المصري المدعوم اماراتيا الذي دخل على خط الخلافات الخليجية اشترط ان عودة العلاقة المصرية السعودية مرهونة بتحجيم دور قطر ووقف تدخلها في الشان المصري! هذا الموقف الأماراتي المصري المدعوم سعوديا وجد له اذانا صاغية في الأدارة الترامبية الجديدة التي تسعى لقطع كل ما له علاقة بموروث اوباما . هذا الموقف الامريكي استثمر اماراتيا ومصريا لتحريض الأدارة الترامبية على اخذ خطوات عملية بشان مركزين قوة تملكهما مشيخة قطر الاول وجود قاعدة العديد والثاني ذراعها الاعلامي , اما بشان اداتها الاخوانية فقد اخذ ترامب على عاتقه هذه عندما شمل حماس بالمنظمات الأرهابية وما يعنيه ذلك من تبعات قانونية على مستضيفتهم مشيخة قطر! وهنا نفهم ان وثيقة حماس كانت محاولة يائسة منها لتخفيف تبعات الموقف الاماراتي المصري الأمريكي والذي حظي يمباركة سعودية ! هذا المشهد ستحاول مشيخة قطر استيعابه من خلال عدة خطوات : 1- الأستناد للحليف التركي والتلويح بورقة اعطاءه تسهيلات لأنشاء قاعدة عسكرية تركية على الأراضي القطرية وهذا في حال اخذت امريكيا قرارا باغلاق قاعدتها في مشيخة قطر. 2- التعاطي مع المبادرات الروسية في الملف السوري وهذا انعكس بالموقف من محادثات اسيتانا واتفاق البلدات الاربعة , والحروب التي خيضت من اجل تصفية المجموعات المرتبطة بالسعودية في كل من ادلب وريف دمشق . 3- اما بالملف اليمني فان مشيخة قطر ومن خلال حزب الأصلاح الأخواني تستطيع الضغط على الموقف السعودي وفتح مواجهة مع التيار الأماراتي مما سيضعف جبهة التحالف (العربي ). 4- اما على الصعيد المصري فان الرد القطري سيستمر في التصعيد الأعلامي والميداني وستاجج الخلاف المصري السوداني . 5- وفلسطينيا فانها ستعود لتستخدم حركة حماس كورقة من خلالها تعيد رسم علاقاتها مع ايران وحزب الله . وهذا يتطلب شرط تراجعها واعادة تموضعها سياسيا وميدانيا وهذا يتطلب تنسيقا قطريا تركيا لأستخدام الميدان السوري كورقة ضاغطة على الموقف الأمريكي حتى لو وصل الأمر للتنسيق مع روسيا . ان نجاح اتفاق البلدات الأربعة يؤكد ان قطر وتركيا هي التي تملك قرار اغلبية الفصائل المسلحة . 6- اما على الصعيد الدولي فستستمر قطر بمحاولاتها الأستناد على الموقف الأوروبي المتعارض مع الموقف الامريكي , وكذلك ستعمق تحالفها مع تركيا وتفتح آفاق تعاون مع روسيا وحلفائها وهذا يتطلب منها تنازلات عميقة في الملف السوري والليبي . من الملاحظ ان مؤتمر الرياض كان من حيث الشكل موجه ضد ايران ولكنه في الجوهر موجه ضد قطر وحليفتها تركيا وحركة الأخوان المسلمين وان مركز مكافحة الأرهاب والذي افتتح بثلاث ايادي امريكية وسعودية ومصرية سيشكل عامل ضغط على كل من ثلاثية قطر وتركيا وحركة الأخوان . وهذا ما سيقوض قراراته والملاحظ ان الكثير من الدول ستعيد حسابتها وموقفها من الحفلة الترامبية في الرياض. وسنشهد انعكاسات ملموسة لهذا الخلاف في كل من سوريا وليبيا واليمن وحتى العراق . وسيلعب العامل الكردي دورا اضافيا في خلط الاوراق على الساحة السورية . ولكن الخطر الأكبر اذا ذهبت ادارة ترامب بعيدا في اخذ قرارات ضد مشيخة قطر كراعية للأرهاب هذا الموقف سيؤدي الى تجميد ومصادرة الأرصدة القطرية او على الاق ستسخدم كورقة لنهب خزائنها. ومن المتوقع ان تقوم مشيخة قطر باعدة ترتيب بيتها الداحلي لمواجهة كل الأحتمالات ومن الممكن الأستفادة من ديناصوراتها لتخفبف حدة الهجمة عليها حتى لو وصل الأمر باجراء عمليات جراحية تخص منظومتها الداخلية والخارجية .