2024-03-19 12:20 م

ترامب... الطريق الى (السلام) يمر عبر التطبيع العربي مع اسرائيل

2017-05-26
المصدر: ربيع يحيى – إرم نيوز
تتحدث تقارير إسرائيلية عن رؤية طرحها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس خلال لقائهما الأخير في بيت لحم، من شأنها أن تقلب مبادرة السلام العربية رأسا على عقب.

 وكانت الرؤية قد طرحت إبان قمة بيروت العام 2002 بواسطة المملكة العربية السعودية، وتنص على أن يكون تطبيع العلاقات مرهونا بإحلال السلام وإقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية، وهو عرض رفضته سلطات الاحتلال.
لكن الرؤية التي طرحها ترامب على عباس، ومن شأنها أن تنسف أية محاولة للتقدم على صعيد مسيرة السلام بالمنطقة وتنص على أن يسبق تطبيع العلاقات بين العالم العربي وإسرائيل مسألة السلام، ما يعني أن الرئيس الأمريكي، حال صحة هذه التقارير، خلق فجوة من غير المعروف كيف يمكنها أن ترسم صورة الأحداث في الشهور والسنوات المقبلة فيما يتعلق بملف الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي، وطبيعة تعاطي العالم العربي مع هذا الملف.

ونشرت صحيفة “إسرائيل اليوم” تقريرا، يعتمد أيضا على تصريحات منقولة عن شخصية فلسطينية رسمية، دون ذكر هويتها، لكن الإشارة إلى تلك الشخصية على أنها “مصدر كبير في رام الله” تدل على أن الحديث يجري عن مصدر رسمي فلسطيني.

ويفيد التقرير أن الرئيس الأمريكي أبلغ عباس أنه ينبغي البدء أولا بمسيرة تطبيع العلاقات بين إسرائيل والعالم العربي بقيادة دول الخليج وبتأييد من مصر والأردن، وأن خطوة من هذا النوع فقط يمكنها أن تقود إلى تحقيق السلام المنشود.

وبشأن المصدر الفلسطيني، فقد نقل عنه أن المبادرة التي حملها الرئيس ترامب وعرضها على عباس تقوم على أساس مبادرة السلام السعودية، المشار إليها آنفا.

لكن في حال كان هذا المصدر يعتقد ذلك فإن الأمر يحتاج إلى تصحيح، حيث أن مسألة التطبيع أولا تنسف المبادرة السعودية من الأساس.

وتعني الرؤية التي حملها ترامب عمليا فرض شروط مجحفة للغاية على العالم العربي وعلى السلطة الفلسطينية، لن تكون مقبولة إطلاقا في الشارع العربي أو الفلسطيني، كما أنها في هذه الحالة، وفي حال قبلتها بعض الدول العربية، فإن دولا أخرى لن تكون ملزمة بقبولها، لأنه لا توجد ضمانات أن يؤدي هذا التطبيع إلى إقامة دولة فلسطينية في النهاية، في ظل هيمنة اليمين المتطرف في دولة الاحتلال على مقاليد الأمور.

وطبقا لما نُقل عن المصدر الفلسطيني، فقد أعرب عباس عن معارضته لعرض ترامب، ثم عاد ودقق حديثه ليؤكد أن عباس أبدى قلقا وخوفا منها، وأشار إلى الرئيس الأمريكي بقوله إن “التقارب بين إسرائيل ودول عربية بتشجيع وتأييد الإدارة الأمريكية لن يسهم في حل القضية الفلسطينية”.

ويؤيد ترامب بحسب الصحيفة، الاعتماد على المبادرة السعودية التي تعود لعام 2002، على أن يتم التوقيع على اتفاق إطار بين الدول العربية وإسرائيل، يقود بعدها إلى مناقشة الملف الفلسطيني، هذا بعد أن تكون هذه الدول قد قطعت شوطا كبيرا نحو تطبيع العلاقات مع إسرائيل، ويعني كل ذلك مكاسب هائلة ستحققها إسرائيل، لو وضع بالاعتبار أن الحديث يجري عن خطة معدة مسبقا، ستعرف إسرائيل في مرحلة ما كيفية تحويلها إلى مكاسب سياسية واقتصادية، دون أن تمنح الفلسطينيين هدفهم المنشود.

وينضم هذا التقرير لرؤية عرضها مسؤول إسرائيلي كبير كان على صلة بالزيارة التي أجراها ترامب لإسرائيل والسلطة الفلسطينية، كان أكد أن الترجمة العملية لمصطلح “تقرير المصير” الذي استخدمه ترامب خلال اللقاء الذي جمعه في بيت لحم مع عباس، يحمل تفسيرات عديدة، وأنه لا يعني بالضرورة أنه يقصد إقامة دولة فلسطينية..
وتحدث موقع “إن. آر. جي” الإخباري الإسرائيلي مع المصدر السياسي دون أن يكشف هويته، ونقل عنه  أن الفلسطينيين “عادوا بذلك إلى الوراء 100 عام”.

 وأثنى المصدر السياسي الإسرائيلي على الرؤية الأمريكية التي يتبناها ترامب بشأن الصراع مع الجانب الفلسطيني، ونوه إلى أن امتناعه عن استخدام مصطلح “الدولتين” يعيد الفلسطينيين 100 عام للوراء، لفترة معاهدة فرساي العام 1919، لأن مصطلح “تقرير المصير” الذي استخدمه ترامب “يمكن تفسيره بالكثير من المعاني ولا يعني بالضرورة إقامة دولة”.

وبين أن العالم يضم آلاف الشعوب، وهناك فقط قرابة 200 دولة، كما أن هناك حق تقرير مصير سياسي وآخر اقتصادي، وهناك حكم ذاتي والمزيد من التفسيرات الخاصة بهذا المصطلح.