2024-03-19 01:53 م

ترامب يشعل نيران الفتنة

2017-05-24
بقلم: محمود الشاعر
في قمم التآمر الثلاث التي عقدت في الرياض تنجز الصفقات الدنيئة وتضيع الحقائق عندما يتحول الجلاد الوهابي إلى مجرد ضحية تستدر العطف الأمريكي المزعوم ليهرول ساكن البيت الأبيض إلى مضارب آل سعود معلناً أن ايران وحزب الله منظمتان ارهابيتان وكأن السعودية لا تنتج فكراً تكفيرياً وهي بريئة من الارهاب براءة الذئب من دم يوسف!. ومقابل هذا الإعلان المبتذل ستدفع السعودية مبالغ باهظة الثمن تصل إلى مليارات الدولارات تشتري بها الأسلحة التي ستحميها من الخطر الإيراني المزعوم بعد أن تثقل جيوب ترامب بالأموال التي سال لها لعابه وهو يرى خزائن بيت المال تفتح أمامه دفعة واحدة لتتجدد آماله بدعم اقتصاد بلاده المنهار في الولايات المتحدة والذي يشكو من مصاعب وعجز مالي ، وهكذا فإن السعودية اليوم والتي وصفها ترامب مسبقاً " بالبقرة الحلوب التي لابد من ذبحها بعد أن يجف ضرعها " تؤكد بأنها قادرة على تقديم فروض الطاعة العمياء وبذل الغالي والرخيص مقابل الاحتماء في ظل الحظيرة الأميركية وكسب الرضا الأمريكي حتى لو اقتضى الأمر إراقة ما تبقى لها من ماء الوجه والوقوف جنباً إلى جنب مع المحتل الإسرائيلي بعد جعله عضواً رئيسياً في حلف الناتو الخليجي لمواجهة ايران ومحور المقاومة بعد إطلاق الرصاصة الأخيرة على ملف القضية الفلسطينية وصرف النظر عن أحقية الشعب الفلسطيني في استرجاع أرضه وتحريرها من السرطان الإسرائيلي . إن زيارة ترامب الأخيرة إلى السعودية إنما يراد بها اشعال فتيل الفتنة في المنطقة وإظهار العدو الإسرائيلي بهيئة الحمل الوديع بهدف التطبيع معه والتعتيم على ممارساته العدوانية في المنطقة بعد إلقاء الضوء على خطر ايراني وهمي يتهدد دول الخليج وخلق الذرائع والحجج الواهية لمحاربته ويحتم على تلك الدول دفع المال مقابل الحماية الأمريكية لها ، كما أن رفد السعودية ومحميات الخليج بمنظومات دفاعية متطورة إنما هدفه الأول تغذية الجماعات الإرهابية وإشعال المزيد من الحروب في المنطقة وبث نار الحقد بين ايران وبعض الدول العربية وكل ذلك يصب أخيراً في مصلحة اسرائيل التي تراقب خراب المنطقة بعد استغلال ضعاف النفوس من الأعراب ونعاج الخليج ممن باعوا قضايا أمتهم بأبخس الأثمان . وهكذا فإن أميركا التي تدعي حرصها على حرية الشعوب والديمقراطية تثبت اليوم أنها من أكثر دول العالم قدرة على استعباد الشعوب وفرض أنظمتها الإستبدادية لتحقيق أطماعها والهيمنة على ثروات العرب ونفطهم واحتضان ارهابييهم ممن يعادون العروبة والإسلام لكن محور المقاومة قادر على إفشال أي مخطط أمريكي صهيوني لأنه متمسك بالروح القومية العربية وماضٍ لتحقيق أهدافه ومواجهة العدو الحقيقي وإعادة الحق لمستحقيه .