2024-03-19 05:37 ص

النتائج الأولية لقمة الرياض

2017-05-24
بقلم: عمار العامري
اهتمت مواقع التواصل العربية كثيراً بالقمة الأمريكية الإسلامية, الأغلب تابع ما جناه الرئيس الأمريكي مادياً خلال حضوره القمة, فيما تكهن البعض بحرب إقليمية نتيجة الاصطفاف الطائفي ألاثني, فيما تناول آخرون مرافقة بنت الرئيس الأمريكي لوالدها, كأنما حضورها كان عربون لزيادة ألاستثماراته في المملكة, بينما تجاهل الكثير الكوارث التي ستسببها القمة. سبق قمة الرياض اجتماعان مهمان للدول الإسلامية, تم فيهما تهميش دور السعودية, كان التركيز على اختيار زعامة جديدة لأهل السنة والجماعة بدل الرياض, إلا إن تلك الاجتماعات لم تعط أهمية لتأثير المال السعودي في تنصيب الزعيم, ما جعل محمد بن سلمان يعاجل بكسب ود الإدارة الأمريكية الجديدة, وتقديم ما لم يستطيع غيره تقديمه, لإرجاع بوصلة أهل السنة نحو العاصمة الرياض. محاربة الإرهاب؛ هو الشعار الذي رفع في قمة الرياض, لكن لم يحدد المجتمعون هوية الإرهاب الحقيقية, إنما أوردت المتابعات عن ذكر إيران 3750 مرة بقرينة الإرهاب, بينما لم يذكر تنظيم داعش سوى 134 مرة, ما جعل التفسيرات تشير إلى إن القمة تريد توجيه الاتهام لطهران, كأنما ما حصل في سوريا والعراق واليمن والبحرين, هو نتاج إيراني بينما الكل يعرف الحقيقة. الحقيقة إن السعودية فتحت أبوابها للاستثمارات الأمريكية, خاصة في مجال التسليح أولاً, لخلق ترسانة عسكرية أمريكية في مواجهة الدول, التي ترغب في التمدد أكثر في منطقة الشرق الأوسط, ثانياً توجيه رسالة إلى طهران مفادها نحن إي "السعودية" قادرين على صناعة ما توصلت إيران لصناعته, هذا الأمر من الأسباب التي ستعجل في إشعال المنطقة بحروب متعددة الإطراف, ربما ستكون حرب بالنيابة. القمة الأمريكية الإسلامية ستعطي للعربية السعودية دوراً جديداً في المنطقة, لاسيما عندما تكون زمام الأمور بيد محمد بن سلمان, الذي اخذ يحرك ورقة الطائفية من جديد, أول بوادرها ما جرى في البحرين, بهدف دفع إطراف أخرى لدخول في المواجهة, لكن لابد من تذكير إن هناك معارضة لهذه التوجهات من داخل المملكة, ربما سيكون للعائلة المالكة دور في ردع هذه التطلعات. المواجهة بدأت مع شيعة البحرين, ضمن المخطط العام في المنطقة, الذي يدعو لتوسيع الصراع لجعله صراع إسلامي-إسلامي, هذا هو الهدف الأساس من انعقاد قمة الرياض, ربط الإرهاب بإيران, وإبعاده عن جماعات داعش, التي عاثت فساداً في العراق وسوريا, حيث قتلت وسبيت وهجرت ودمرت, ولم نجد له إي إدانة أو استنكار عربي خاص السعودية, ما يعني إن قضية الاتهام مبيت مسبقاً. لذا فأن النتائج الأولية لقمة الرياض؛ بدأت تقطف ثمارها, حرب الإبادة كما يراد لها أن تكون, لاسيما وإن الصراع له جذور سابقة, فيما ستكون لكلا من العراق وسوريا حصتها, فالعراق مقبل على تحالفات انتخابية, ستكون أجندة القمة حاضرة فيها, بينما ستتقاسم الدول الكبرى الأدوار في رسم مستقبل؛ سوريا واليمن ولبنان.