2024-03-19 04:01 م

سورية: هل الحسم قريب فعلاً ؟!

2017-05-24
بقلم: الدكتور خيام الزعبي
مع تراجع القدرة الهجومية لداعش وأخواتها، واقتراب حسم المعركة لصالح الدولة السورية، فإن التنظيم باتجاه التفكك، وتشتت مقاتليه وهي تعكس فهم وإدراك داعش بأن أيامه أصبحت معدودة، مما يعني بالتالي عودة آلاف المقاتلين المتطرفين إلى بلادهم، بعد تمكن الجيش السوري من تضييق الخناق عليهم ، وإحراز مكاسب ميدانية على أكثر من جبهة، وهذا يعكس حالة النجاح التى حققها الجيش السوري وحلفائه، وكذلك اليقين فى دحر هذا الإرهاب الأسود الذي تفجر فى معظم مناطق ومدن سورية خلال السنوات السابقة والقضاء عليه. في هذا السياق بلغ التصعيد على جبهات القتال في سورية ذروته خلال الأسابيع الماضية، فبدا أن الحسم العسكري هو الخيار الأوفر حظاً، مع تضاؤل جهود مبعوث الأمم المتحدة إلى سورية ستيفان دي ميستورا، لا سيما عقب اجتماعات ومحادثات جنيف الأخيرة، وأمام إصرار الجيش السوري وحلفاؤه في فتك القوى المتطرفة في ريف دمشق وحلب وحماه وحمص ودير الزور وباقي المناطق المضطربة، أصبحت عصابات داعش والقوى المتطرفة الأخرى تعجز عن مسك الأرض، وبذلك تحوّلت سورية من دولة تستقبل الإرهابيين إلى طاردة لهم، بعدما نجح الجيش السوري وحلفاؤه في حسم المعركة في الكثير من القرى والمدن السورية، ولا زال مستمراً، فقد حرر نقاطاً ومواقعاً جديدة، وكان إقتحام القابون وتطهيره من تلك العناصر أمراَ مفاجئاً وحاسماَ فى كسر شوكة الإرهاب الذى حاول الهروب من المواجهة إلى تنفيذ عمليات فى مختلف المحافظات، وهو يعكس حالة اليأس والإحباط التى يعانيها هذا التنظيم فى التساقط تباعا في مختلف مناطق سورية بسبب نجاح الجيش فى محاصرته، وتحريره قرى المزرن و الكناوية و رسم الحمام الغربي و محسنة و الجميلية شرق سبخة الجبول بريف حلب الشرقي. في ذات السياق أعلنت الدولة السورية استعادة سيطرتها بالكامل على مدينة حمص، ثالث أكبر مدن البلاد، وذلك بعد خمس سنوات من هيمنة الجماعات المسلحة عليها، ذلك بعد إنتهاء عملية إجلاء الآلاف من سكان حى الوعر، والذي كان يعتبر آخر أحياء حمص الخاضعة للمسلحي ، في هذا الإطار حرر الجيش منطقة "المشتل" و"تلة السيريتل" جنوب شرق "قصر الحير الغربي" في ريف حمص الجنوبي الشرقي بعد اشتباكات مع تنظيم داعش، وبذلك يعد سقوط حمص ثانى أكبر الخسائر الإستراتيجية أمام قوى التنظيمات المسلحة بعد مدينة حلب. اليوم يدرك الجميع أن شجاعة الجيش وتحقيقه المكاسب السريعة أذهلت العالم بأسره، مع أن الطريق لم يكن ممهداً أو سهلاً أمام المقاتل السوري، فهناك ثلاث شروط مهمة جداً لحسم الحرب في سورية، تتمثل في قطع تدفق الأسلحة والإمدادات لداعش والتنظيمات المتطرفة الأخرى من خلال إحكام الحصارالحدودي بالكامل، بالإضافة إلى وجود إرادة قوية من قبل الشعب السوري لتحرير أراضيه، وأيضاً وجود ضغوط دولية وإقليمية على أعداء سورية من أجل وقف مساندتها ودعمها لهذه التنظيمات المتطرفة. مجملاً.......نقول، بكل ثقة اننا مقبلون على النصر، بعد أن تمكن الجيش من هدم امبراطورية تنظيم داعش التي سعى لبنائها في سورية والعراق، ومع كل يوم يتقدم الجيش السوري ويحقق إنتصارات متلاحقه وخاطفة مما يعجّل على اقتراب الحسم العسكري، وإنطلاقاً من ذلك يمكنني القول إن النصر السوري لم يكن ليتحقق لولا تكاتف الجهود وتوحيد الصفوف بين الجيش السوري وأبنائه وإنخراط الجميع في خندق واحد بك ضد الطائفية والإرهاب والفوضى الخلاقة، فنقطة القوة التي يتميز بها السوريون اليوم تكمن في توحدهم ونبذ الخلافات والفرقة وضرورة العمل تحت مظلة الهوية السورية العليا من أجل إجتثاث الإرهاب ودحره وتحقيق الأمن والإستقرار في وطننا الكبير سورية. وبإختصار شديد، إن من يحدد مصير سورية وهوية من يحكمها هو الشعب السوري الذي يخوض في ميدانها الى جانب الجيش السوري مع المقاتلين من محور المقاومة اشرس المعارك الدفاعية، فالميدان الذي يرسم وقائعه الجيش السوري وحلفائه هو الذي سيحدد اتجاه ومسار الحرب ويحدد المشهد النهائي للأزمة والصراع في سورية.
Khaym1979@yahoo.com