2024-04-19 12:54 م

ماذا عن حلف شياطين باسم أهل السنة؟

2017-05-19
بقلم: رياض الرهيف*
من المنتظر أن يزور الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الثاني والعشرين من ماي الجاري المملكة العربية السعودية أين سيعلن عن “ناتو عربي إسلامي سني” أو “جيش سني” بحضور 17 زعيم دولة عربية وإسلامية وفي مقدمتهم -طبعا- زعماء دول مجلس التعاون الخليجي . الجيش العربي – الإسلامي المزعوم يراد له أن يعمل إلى جانب القوات الامريكية وحلف الناتو، والهدف المعلن من تأسيس هذا الجيش – حسب تقارير- هو محاربة تنظيم “داعش” الإرهابي واحتلال المناطق التي تقع تحت سيطرته في دول المنطقة وبالخصوص في سوريا والعراق. في سياق متصل، تقول مصادر إسرائيلية إن إسرائيل ستكون موجودة في “المنظمة الدفاعية” التي قد تتشكل، بل إن خطة الرئيس ترامب تنص على ان الكيان الصهيوني هو الذي سيزود “الجيش العربي الإسلامي” بالاستخبارات المتدفقة التي يحتاجها اعتمادا على الإمكانيات التكنولوجية التي يمتلكها. وليس خافيا على المتابعين أن هذا “الحلف السني” الذي يتحدث عنه ترامب والملك السعودي سلمان وابنه، والذي تحدث عنه من قبل رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، هذا الحلف لا يمكن ان يكون الهدف الرئيسي منه محاربة الإرهاب لأسباب واضحة لا ينكرها الا مكابر، أولها ان الإرهاب هو بالأساس صنيعة أمريكية إسرائيلية سعودية تخدم مصالح اسرائيل كما اثبتت الأدلة والوقائع حتى بات الخوض في مسألة رعاية هذا الثلاثي للإرهاب امرا مملا باعتباره يدخل في باب مناقشة البديهيات. ثانيا، إن تسمية الحلف بحد ذاتها “حلف سني” تبطن نزعة مذهبية اصر عليها أصحاب هذا المشروع الهدام وخاصة منهم نتنياهو الذي ما فتئ يكرر في خطاباته الأخيرة عبارتي “الحلف السني” و”الدول السنية المعتدلة”. ثالثا، إن المشروع الأمريكي الصهيوني الوهابي في المنطقة لا يقابله إلا مشروع المقاومة الذي افشل مخططاته في لبنان وسوريا والعراق واليمن وفلسطين، اذ حال محور المقاومة دون السماح للاستكبار العالمي بالسيطرة التامة على هذه الدول ومقدراتها خدمة لمشروع اكبر وهو إسرائيل الكبرى. “الجيش السني” اذن هو مؤامرة عظمى تهدف الى ضرب عصفورين بحجر واحد، فمن جهة يتم تعميق الفتنة المذهبية التي تنخر جسد الامة الإسلامية من خلال تصوير الامر على انه حرب ضروس بين جيش سني وآخر شيعي بما تحمله هذه الصورة من معان خطيرة ومدمرة للأمة، ومن جهة أخرى تقوم الولايات المتحدة الامريكية وإسرائيل من خلاله باستغلال المقدرات البشرية والمادية للبلدان التي يحكمها عربان الخيانة والذل، وعلى رأسها السعودية، لإضعاف محور المقاومة لا سيما ايران وحزب الله الذي ما فتئ يطور قدراته التنظيمية والعسكرية في حين ترقبه إسرائيل بعين العاجز الخائف الذي لا يقدر الا على رفع السواتر الترابية. نعم، حزب الله هو المستهدف الرئيسي مما يسمى الحلف السني، حزب الله الذي قض مضجع إسرائيل وامريكا وعربان النفط، في لبنان وفلسطين وسوريا والعراق ومناطق أخرى، وفعل ما لا تقدر الدول الكبرى على فعله بفضل حكمة قادته وبسالة رجاله إضافة الى الدور الإيراني. ومن الأدلة على أنه المستهدف الرئيسي، الانباء التي تسربت عن عقد اجتماع سري في واشنطن بمشاركة عدة دول عربية وخليجية لبحث وضع استراتيجية حول كيفية مواجهة حزب الله في المرحلة المقبلة . “الجيش السني” -الذي يجب أن يتبرأ منه شرفاء اهل السنة في اقرب فرصة- هو دليل على عجز إسرائيلي امريكي امام قوة حزب يدعى حزب الله. عجز دفع الصهاينة الى جمع الظالمين والخونة على قلة قليلة ارعبتهم باستماتتها في سبيل الحق وثباتها عليه، وهم لا يعلمون ان هذا الجمع لا يجدي لان قوم حزب الله قوم اثبتوا ايمانهم الراسخ بافعالهم قبل اقوالهم، ولا ريب ان ينطبق عليهم قول الله تعالى “الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم ايمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء واتبعوا رضوان الله والله ذو فضل عظيم”.
*كاتب تونسي