2024-03-29 01:06 ص

دراسة لمعهد واشنطن تحدد أولويات ترامب

2017-05-14
دعت دراسة بحثية لمعهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى، إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، قبيل زيارته إلى الشرق الأوسط خلال الأسبوعين المقبلين، إلى تبني استراتيجية أكثر فاعلية لمواجهة التهديدات الإيرانية في الشرق الأوسط، مشيرة إلى أنه بالرغم أن الرئيس ترامب اختار طريق المواجهة مع إيران كما سبق وصرح في أكثر من مناسبة بدلا من سياسة الاحتواء التي كان يتبعها الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، إلا أنه مازال البيت الأبيض يرى أن الأولوية لإعادة التوازن في الشرق الأوسط تقتضي مواجهة تنظيم "داعش" أولا وهو ما ليس صحيح، بحسب الدراسة . 

وأوضحت الدراسة التي أصدرها المعهد ، لـ جيمس جيفري، زميل "فيليب سولوندز" في معهد واشنطن وسفير الولايات المتحدة السابق لدى تركيا والعراق، أن تنظيم «داعش» يعجز عن قلب النظام السائد في الشرق الأوسط، في حين تستطيع إيران وأصدقاؤها القيام بذلك، ولذلك يجب أن يكون التركيز بشكل أكبر على إيران خلال استراتيجية الولايات المتحدة لحصر الفوضى الإقليمية. 

وتابعت الدراسة، أن إدارة ترامب تقرّ مبدئياً - على النقيض من إدارة الرئيس السابق باراك أوباما - بتهديد طهران للنظام الإقليمي في الشرق الأوسط، إلّا أنّه من الواضح أنها لم تضع استراتيجية لاحتوائه حتى الآن، وأنه من المتوقع أن يبحث الرئيس الأمريكي الأُسس الأولى لتلك الاستراتيجية في السعودية وتركيا وإسرائيل خلال زيارته للشرق الأوسط خلال الأسبوعين المقبلين.

احتواء الأزمة مع تركيا

وأشارت الدراسة، إلى أن تركيا دولة ذات ثقل كبير في المنطقة والاستعانة بها لمواجهة التهديدات الإيرانية أمر ضروري، لاسيما أن هناك العديد من المخاوف التي تنتاب أنقرة بسبب محور "روسيا- إيران- سوريا" حيث من شأن مثل هذا المحور بالتعاون مع «حزب الاتحاد الديمقراطي» الكردستاني السوري وجناحه العسكري المتمثّل بـ «وحدات حماية الشعب» في تطويق تركيا وعزلها عن المحيط السُني. 

 ونبهت الدراسة، إلى أن تركيا تشعر بخطورة بالغة على أمنها القومي بسبب تسليح واشنطن لأكراد سوريا ولذلك قامت بتوجيه غارة جوية استهدفت قواعد «وحدات حماية الشعب» على طول الحدود "العراقية-السورية" في 23 أبريل/ نيسان الماضي، كما شدّد أردوغان، في اجتماع لقمة "المجلس الأطلسي" في 28 أبريل/نيسان، بشكل علني وسري، على أنه مستعد لعمل المزيد للتصدي لـ «حزب الاتحاد الديمقراطي»، بينما تفضل واشنطن الاعتماد على «وحدات حماية الشعب» للتصدي لداعش، وهو ما يمكن أن يسبب أزمة بين واشنطن وأنقرة تؤثر على استراتيجية أمريكية فاعلة لمواجهة إيران.

  وأضافت الدراسة، إلى أنه من المؤكد أن ترامب سيعرض على أردوغان خلال الزيارة المقبلة لتركيا تفاهم لنزع فتيل الأزمة الوشيكة حول «وحدات حماية الشعب»، ومن المتوقع أن يتم التطرق إلى استراتيجية احتواء إقليمية مناهضة لما أطلق عليه أردوغان مؤخراً "النزعة التوسعية الفارسية".

 ودعت الدراسة، الرئيس الأمريكي إلى ضرورة إقناع أردوغان أن تعاون إدارته مع «حزب الاتحاد الديمقراطي» محدود من حيث الوقت والمهمة والنوعية؛ وأن تركيا ستضطلع بدور في تحرير الرقة، كما ترغب القبائل المحلية، وعندئذ يمكن تجنب قيام أزمة مع أنقرة والشروع في بذل جهود مشتركة للتصدي للتهديد الإقليمي الأكبر المتمثل في إيران.

وحذرت الدراسة، من تركيز واشنطن على الانتصارات التكتيكية التي تغمرها بالغبطة، بينما تتجاهل السياسات التي تخلّف فوضى عارمة مما يهدد بتعرّضها لخسائر على المدى الطويل، مشددة على أن مواجهة "داعش" تحظى بأولوية في سياسات البيت الأبيض وهذا مفهوم ولأسباب وجيهة كذلك، لكن الوقوف أمام مواجهة محتملة مع تركيا الحليفة في "شمال الأطلسي" بسبب دعم أمريكا لقوات «وحدات حماية الشعب» أمر لا يمكن القبول به، لاسيما أنه لا يمكن الاستغناء عن تركيا في أي استراتيجية لاحتواء إيران.

وأشارت الدراسة، إلى أن صُناع القرار في البيت الأبيض يدركون أنه لا يوجد بديلاً عسكرياً فورياً لكنهم يدركون أيضا أن الاعتماد فقط على «حزب الاتحاد الديمقراطي» ليس صحيحا من الناحية الاستراتيجية، لأن الولايات المتحدة ليست على يقين من علاقة «حزب الاتحاد الديمقراطي» مع إيران و«حزب الله» والسوريين فور هزيمة تنظيم «داعش».

الحرب الحقيقية بعد هزيمة داعش

ونبهت الدراسة، إلى أن الحرب الحقيقية في سوريا ليست ضد تنظيم "داعش"، إنما الحرب ستبدأ بمجرد هزيمة "داعش" في معاقله الأخيرة في الموصل في العراق، والرقة في سوريا، حيث ستبدأ العملية الأكبر لتقسيم سوريا بعد النهاية المحتّمة لـ تنظيم «داعش»، لافته إلى أن الغارة الجوية التركية والهجوم الإسرائيلي الأخير على مستودعات «حزب الله» في مطار دمشق، هما خطوتان مدروستان تشكلان جزءً من اللعبة الأكبر لرسم خريطة سوريا المُقسمة الجديدة، والتي ينتاب فيها الجميع رغبات متناقضة وأجندات مختلفة، حيث لـ الأتراك، والإسرائيليون، والأكراد العراقيون، والأغلبية العربية السنية في المنطقة، وكذلك الولايات المتحدة رغبات شتى للتصدي للاضطراب في النظام الإقليمي الذي يقوده الإيرانيون والروس، وهذا تماماً ما سيبحثه ترامب من الزعماء الإقليميين في المملكة العربية السعودية وإسرائيل وتركيا في غضون أسبوعين.