2024-03-29 04:42 م

المأساة الليبية ... ماذا عن الصحوة العربية المتأخرة !؟

2017-05-13
بقلم :هشام الهبيشان
تزامناً مع الوقت الذي عقد فيه لقاء هام في أبو ظبي بين فايز السراج، والجنرال خليفة حفتر،في يومي 2 و3 أيار/ مايو الجاري،فقد التقى "السراج" و"حفتر""الفرقاء إلى حد ما " بدولة الإمارات، استجابة لدعوة وجهها لهما ولي عهد أبو ظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة بالإمارات، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ،وفي ذات الوقت مازال راشد الغنوشي زعيم حركة النهضة التونسية يستمر بالقيام بوساطات خاصة بين القوى الليبية "رغم الفيتو الموضوع من قبل بعض من القوى الليبية على تدخل راشد الغنوشي " مع العلم ان الغنوشي قد دخل على خط المفاوضات في الملف الليبي بعد حصوله على الضوء الأخضر للعب دور الوسيط من طرف كل من الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة والرئيس التونسي الباجي قائد السبسي لإستثمار علاقاته بعدة مجموعات اسلامية وقبلية في ليبيا على امل تحقيق تقارب ومصالحة فيما بينها ،هذه التطورات بمجموعها على ما يبدو تسبق تحضيرات واسعة النطاق تجري في بعض العواصم العربية لاطلاق حملة عسكرية كبيرة للحسم في بعض المدن الليبية وخصوصا في بنغازي ،لدعم قوات الجنرال حفتر في حربها على التنظيمات المتطرفة المسلحة في ليبيا. اليوم وتزامناً مع كل هذه التطورات ، بات واضحاً أن المشهد الليبي يلقي اليوم بكل ظلاله المؤلمة بواقع جديد على الواقع العربي المضطرب، فيظهر الى هذا المشهد العربي المضطرب واقع المشهد الليبي بكل تجلياته المؤلمه والمأساوية، والتي ما زالت حاضرة منذ ستة أعوام تقريباً وفي آخر تطورات هذا المشهد لهذا العام هو استمرار فصول الصراع العسكري علىالارض تاركاً خلفه عشرات الآلاف من القتلى ودماراً واضحاً وبطريقة ممنهجة لكافة البنى التحتية بالدولة الليبية. اليوم ونحن نسمع عن هذه التحركات وتلك الوساطات وبعض المؤتمرات الدولية « التي لا تغني ولا تسمن من جوع الليبين التواقين للاستقرار»، وهذه التحركات بمجموعها تعقد في مناطق جغرافية خارج الوطن الليبي، تسعى كما يقال إلى وضع حد لحالة الفوضى التي تعيشها الدولة الليبية. ومن هنا يمكن القول إنه بات من الواضح أن مسار الحلول السياسية وتحديداً منذ مطلع العام الحالي 2017، قد نعتها مسار الحلول العسكرية على الارض للقوى المتصارعة على الساحة الليبية، فقد عشنا منذ مطلع العام الحالي تحديداً على تطورات دراماتيكية «دموية»، عاشتها الدولة الليبية من شمالها الى جنوبها، ومن غربها الى شرقها، والواضح أنها ستمتد على امتداد أيام هذا العام، فقد اشتعلت جبهات عدة على امتداد الجغرافيا الليبية، وفي شكل سريعومفاجئ جداً، في ظل دخول متغيرات وعوامل جديدة وفرض واقع وايقاع جديد للخريطة العسكرية الليبية، وخصوصاً بعد معارك وقف تمدد القوى المتطرفة التي انتشرت في شكل واسع بمناطق شرق وجنوب شرقي ليبيا. اليوم ،من المؤكد أن تعدد المنظمات المسلحة على الاراضي الليبية وتعدد الجهات الخارجية الداعمة لها وتناقض مشاريعها ، سيفرز بالمحصلة حالة صراع دائم فيما بينها ،فقد أرتبط هذا الصراع المحلي بصراع أقليمي - دولي ،مما ينذر بالمزيد من الفوضى داخل الدولة الليبية مستقبلاً ،وفي ظل غياب أي سلطة فعلية للدولة الليبية على الارض ، وهذا ما سيزيد التعقيد المستقبلي للحالة الليبية المضطربة أصلاً . ختاماً ،يمكن القول ان المشهد الليبي يزداد تعقيداً مع مرور الأيام ،وهذا ما يستلزم وضع خطوط عمل فاعلة على الارض الليبية من قبل بعض القوى الاقليمية «العربية «،لوضع حد للفوضى وتنسيق حلول مقبولة ،لأيقاف حالة النزيف التي يتعرض لها الوطن الليبي ،والا سنبقى ندور بفلك فوضوي طويل عنوانه العريض هو الفوضى والصراع الدائم على الارض الليبية.
*كاتب وناشط سياسي – الأردن
hesham.habeshan@yahoo.com