2024-04-24 07:06 م

المكتب السياسي الجديد لحماس .. هل ينزع سلاح القسام؟!

2017-05-13
القدس/المنـار/ التغييرات الأخيرة في حركة حماس، تؤسس لمرحلة جديدة في تاريخ الحركة، اذا لم تصطدم بعقبات داخلية ، من قبل أجنحة "غير راضية" عما أفرزته هذه التغييراتن وبصورة أوضح، عدم الرضى عن أهداف متوخاة من وراء ذلك.
استنادا الى مقربين من حركة حماس، فان انتخاب اسماعيل هنية رئيسا للمكتب السياسي، يشكل امتدادا لحقبة خالد مشعل التي استمرت سنوات طويلة، فعلاقات الرجلين طيبة ومريحة وجيدة، وساهم مشعل كثيرا في وصول هنية الى رئاسة المكتب السياسي، ولعل ترشح محمد نزال كان كافيا للدلالة على عمق العلاقة بين هنية ومشعل، ويرى المقربون من الحركة أن خوض نزال للانتخابات كان بتنسيق مع مشعل، لمنع فوز موسى أبو مرزوق، وهذا ما حدث.
الآن، بعد أن أنجز مشعل المرحلة الاولى، المتمثلة في الخطاب السياسي الجديد، أو ما يسمى بوثيقة حماس، واقتراب الحركة كثيرا من طروحات ومواقف منظمة التحرير الفلسطينية، تأتي المرحلة الثانية، التي ستنفذ وتبدأ في عهد اسماعيل هنية، وهي خوض المفاوضات بالشراكة مع المنظمة، أو منفردة، في حال تمكنت من الامساك بمقود المنظمة في حال انضوت تحت لوائها.
ووصولا الى هذه المرحلة، التي دفعت باتجاهها قطر وتركيا وجماعة الاخوان، لا بد من تذليل بعض العقبات وهي ليست سهلة، فأمام اسماعيل هنية جدول أعمال مرهق ومكلق والتعاطي معه يتطلب حنكة وحذرا، فمرحلة المفاوضات، وتبني الحل السياسي يتطلب نزع سلاح الجناح العسكري.
المقربون من قيادة الحركة، يشككون بقدرة المكتب السياسي الجديد على تحقيق ذلك، الا في حال جاءت المبادرة من قيادة الجناح العسكري نفسه، وهنية قريب من هذه القيادة، وتربطه علاقات وثيقة مميزة مع يحيىء السنوار الرجل القوي في كتائب عزالدين القسام، ولهذه الكتائب مطالب واشتراطات لعل أبرزها تأمين مواقع معيشية لعناصرها أي الانتقال من "سلك" الى آخر، عندما تكون الطريق ممهدة أمام المكتب السياسي في حرب سياسية، على أكثر من ساحة، ومع اكثر من طرف، والميدان الاكثر احتداما هو التنافس مع منظمة التحرير، والانخراط في مؤسساتها، والسير قدما نحو انتخابات تشريعية ورئاسية، ولعل تحقيق المصالحة، هو الذي يضمن نزاهة العملية الانتخابية.
ويضيف المقربون من قيادة حماس، أن مشيخة قطر، قادرة على دفع الجانبين الى حوار يفضي الى انهاء الانقسام، وفق ما طرحته الدوحة من برامج وخطط، المهم أن لا يصل ملف انهاء الانقسام ثانية الى اليد المصرية، فالسلطة وحماس مربطهما في المشيخة القطرية، والتغييرات الاخيرة في الحركة، وما ينوي المكتب السياسي الجديد القيام به في هذه الفترة يذيب كل الفوارق بين الجانبين، ويمنح حكام مشيخة قطر فرصة النجاح، لتضع بذلك نقطة في الملعب المصري، خاصة ، وأن رام الله وغزة لا تعارضان ذلك، فوجهة الجانبين اللذين لم يحققا المصالحة متعمدين طوال عشر سنوات، ها هما يهديان انجاز ذلك لجواسيس العصر في الدوحة.