2024-04-25 02:18 ص

"اللعبة" المكشوفة بين حماس والسلطة.. الأهداف التي تحققت

2017-05-13
القدس/المنـار/ من يعتقد بأن حركة حماس ستتخلى عن الحكم في قطاع غزة، فهو مخطىء، وجاهل في السياسة والربط وحقيقة المصالح والأهداف التي تتوخاها الحركة من الابقاء على حكمها في هذه البقعة، وغير مدرك لارتباطات وولاء الحركة والجهة الآمرة.
وفي المقابل السلطة في رام الله، ولأسباب عديدة، لا داعي للخوض فيها الان، صمتت عشر سنوات على سيطرة حماس على قطاع غزة، خلالها مولت الكثير، ورصدت الميزانيات ودفعت رواتب، ودارت حوارات طويلة في عواصم عديدة، ولم تتحقق المصالح، والجانبان استخدما النفاق والتغييب والاستغفال تبريرا وادعاءات، ولم يصارحا الشعب بالحقائق، التي باتت تعرفها غالبية هذا الشعب المكتوي بنيرات وويلات ومصائب الانقسام، وابتسامات طواقم هذا الملف على شاشات التلفزة، أخفت الكثير، لكنها لم تكن قادرة على تغطية حقيقة كونها "كاذبة" تحذيرية.
الآن.. المرحلة مفصلية، والتطورات في الساحات القريبة والبعيدة رهيبة وخطيرة، والجهات ذات التأثير في صياغة السياسات والمواقف بدأت همجة مرعبة على الشعب الفلسطيني.. في توقيت مدروس لفرض معادلة جديدة وارساء قواعد لحل جديد للصراع الفلسطيني الاسرائيلي، واللاعبون كثيرون، والقيادة الفلسطينية، عاجزة عن استخدام الأوراق التي بحوزتها، أو انها غير راغبة في ذلك، هجمات وتطورات فتحت الأبواب على الكثير من الحقائق، فاضطر المتصارعون على خوض معارك مكشوفة، والشعب يرقب ذلك.
السلطة الفلسطينية، بعد عشر سنوات راحت تحاصر الحركة في غزة، والمتضرر أهل القطاع، وخصم 30% من الرواتب، ومن مسهم ذلك، هم من "رجال السلطة".. لكن، من بين الأهداف التمهيد بهؤلاء لقطع كل ارتباط مع قطاع غزة، واشتراط وقف هذه الاجراءات بتخلي حماس عن الحكم.
مطلوب من السلطة، عمل هذا، وهناك جهات تقف خلف ذلك، تنسيقا وتشاورا، ومطلبا.. وبدهي، أن حماي سترفض مطلب مغادرة الحكم، هنا، سيطرح الخيار الثاني المدروس والمعد ابطاله والجاهزة أدواته، والمتمثل في الاعلان عن قطاع غزة اقليما متمردا، ويعني ذلك، شن الحرب على حماس، وغزو القطاع ومشاركة أدوات محلية في قلب الحكم.. أو اصدار اعلان الاقليم المتمرد، ولتذهب حماس في أي اتجاه تريد للانفاق على القطاع الذي تتولى حكمه، تتفاوض مع اسرائيل، أو تؤمن لها تركيا والمشيخة القطرية المال الكافي، شريطة اعلان اتفاق الهدنة طويلة الأمد.. وسيكون هذا خيارا مقبولا لدى الحركة، وتتحول غزة حينئذ الى "امارة مستقلة" يحكمها فرع من فروع جماعة الأخوان المسلمين، وبذلك، تكون السلطة الفلسطينية قد أدت ما اعليها وطلب منها، مع أن تصعيد التهديدات ضد غزة من جانب السلطة، كان توقيته مدروسا، بأن يكون قبل الزيارة التي قام بها الرئيس محمود عباس للولايات المتحدة، فباجراءاتها تكون قد أجابت على أحد المطالب التي طرحتها الادارة الامريكية على قيادة السلطة.
وبالعودة الى حكم حماس في غزة، فان الحركة هي جزء من جماعة الاخوان، وهذه الجماعة التي فقدت الحكم في مصر، معنية بشدة أن تسيطر على "بقعة" ما، تعلن عليها "الامارة"، وبالتالي لن تقبل الحركة بشروط السلطة الفلسطينية، والجانبان حققا أهدافهما.. والقادم شديد الخطورة، فغزة كيان، والضفة الغربية كيان.. والسلطة قدمت ما عليها، وحماس، تكون قد نفذت وصايا وتعليمات التنظيم الدولي للاخوان المسلمين.