2024-04-20 01:24 م

المذكرة الروسية والآمال المرجوة

2017-05-10
بقلم: محمود الشاعر
مع إعلان روسيا عن مبادرتها لإقامة مناطق خفض التصعيد في سورية تلوح في الأفق بوادر ايجابية لضمان وحدة سورية وحقن الدماء ولإعادة الأمن لبعض المناطق وتشكيل ركيزة جديدة للانطلاق نحو الحل السياسي الذي ينشده السوريون منذ بداية الحرب الإرهابية على سورية لكن النيات المبيتة من قبل الأطراف الأخرى وعدم الوثوق بقدرتها على الالتزام ببنود المذكرة الروسية تبقى عثرة في طريق تحقيق هذه المبادرة حيث التركي الضامن للمجموعات المسلحة لا يؤتمن جانبه ويخشى من انقلابه على بنود المذكرة عندما تتضخم أوهامه مجدداً وتدغدغه الأحلام بالسيطرة على بعض المناطق في الشمال السوري وما التقارير الأخيرة عن تورط نظام أردوغان بتصدير أسلحة فتاكة إلى الإرهابيين مؤخراً وبتمويل قطري إلا دليل على سعيه إلى إكمال دوره في عمليات التدمير والتخريب في سورية كما أن أعراب الخليج الذين يمدون أذرعهم الإرهابية في مناطق مختلفة من سورية لا يمكن الوثوق بهم لأن الغدر من طباعهم ولديهم قدرة هائلة على التلون والأيام القادمة سترينا عدم قدرتهم على ضبط عدوانهم والتقيد بشروط المبادرة لأنهم مرتبطون مباشرة مع إسرائيل التي تحاول اليوم تصعيد التوتر بالتعاون مع الجانب الأردني حيث تم حشد آلاف الإرهابيين الذين تلقوا تدريبات قتالية في الأردن عند الحدود السورية تمهيداً لدخولهم للجنوب السوري بإدارة مستشارين أمريكيين وبريطانيين فهل يمكن القول أن الجانب الأمريكي الذي وعد بدراسة المذكرة الروسية والعمل بها إنما يريد إقامة مناطق تخفيض التوتر بما يتناسب مع مصالحه الضيقة التي تصب أخيراً في مصلحة إسرائيل . لقد حاول وفد معارضة الرياض عرقلة المبادرة الروسية وبدأ الضخ الإعلامي المسموم ونشر الأضاليل ورسم آفاق لأوهامهم وأمانيهم وأحلامهم الزائفة حول المناطق الأربعة التي تضمنتها الوثيقة متناسين أن مالم يحصلوا عليه خلال سنوات عدوانهم وبطشهم بالشعب السوري لن يحصلوا عليه الآن وقد أكد وزير الخارجية السوري على أن أي خرق من قبل الأطراف الأخرى سيقابل برد حازم من الطرف السوري الذي أيد ما جاء في المذكرة حرصاً على أمان السوريين وسعياً لتحسين مستوى معيشتهم . إن أي محاولة اليوم لخرق بنود المذكرة الروسية التي تم التوقيع عليها ولاقت ترحيباً واسعاً من جانب الوفد السوري ستكشف زيف الأطراف المعادية لسورية وستفضح نوايا داعمي الإرهاب ومشغليهم ممن يغوصون في مستنقع الإرهاب الوهابي والداعشي والأيام القليلة القادمة ستكشف عن النوايا المبيتة وكلنا أمل أن تخرج اجتماعات جنيف القادمة بحلة جديدة تفتح آفاقاً مبشرة أمام السوريين لتحقيق الأمان والاستقرار والعيش في وطن واحد . 
*أمين تحرير صحيفة العروبة بحمص