2024-03-29 01:28 م

هل تلتزم تركيا بإتفاق مناطق تخفيف التوتر ؟

2017-05-09
بقلم: جمال محسن العفلق 
تبنت تركيا اردوغان موقف العداء للشعب السوري منذ اندلاع العدوان الدولي على سورية ، وخلال السنوات السبعه الأخيره لم تتصرف تركيا الا وفق سياسة التوسع والعدوان ، وفي افضل الحالات كانت ممر أمن للإرهاب اتجاه سورية ، فالعمق اللوجستي للجماعات الارهابية كان أنقره ، وحلم اردوغان بالصلاة في المسجد الأموي في دمشق كان الشغل الشاغل له وللجماعات الإرهابية التي كانت تتلقى الدعم منه او عبره ، وطالما تحدث اردوغان عن مناطق امنة اراد منها انشاء جيب اخواني في الشمال يكون اداة في يده يحارب فيه الأكراد الذين لم يستطع الأتفاق معهم وبنفس الوقت يحقق له هذا الجيب توسع ولاية حلب الممتده من الشمال السوري حتى طرابلس في لبنان ، فهذا الحلم عند العثمانيين الجدد هو تحضير لعام 2023 وهو تاريخ انتهاء اتفاقية لوزان التي اجبرت الدوله العثمانية على التوقيع عليها بعد هزيمتها في الحرب العالمية الأولى ورسمت حدود تركيا الحالية وهذا الحلم لم يخفية اردوغان في اكثر من مناسبة حيث اعلن اكثر بوجوب مراجعة تلك المعاهدة والتي يعتقد انه سيحصل على الضوء الأخضر من المجتمع الدولي للمطالبة بأرث الدولة العثمانية سيئة الصيت وصاحبة التاريخ الاسود بالجرائم ضد الإنسانية . وتصادف توقيع اتفاق تخفيف التوتر في استانة مع الذكرى المئوية لمذابح الأرمن والذكرى المئوية لاعدام شهداء النهضة العربية في دمشق وبيروت على يد السفاح العثماني . فتركيا التي وقعت على اتفاقية مناطق تخفيف التوتر ليست دوله حليفة او صديقة للشعب السوري ومدى التزامها بهذا الاتفاق هو محل شك ، بل يقين انها لن تلتزم فكيف ستحارب تركيا فصائل طالما دعمتها فالنصره ليست افضل من داعش التي تدعي تركيا انها تريد محاربته وحركة نور الدين زنكي لا تختلف عن التصره او داعش وما تبقى من فصائل تحمل السلاح وتقتل السوريين وتحارب الجيش السوري جميعها تسبح في فلك الارهاب الذي مره ينسب للقاعده ومره لغيرها ولكن الجوهر واحد والاساس هو اخواني مقره انقره التي يخرج علينا حاكمها كل مره مرتدي جلباب الخلافة الضائعة . وقد قال اردوغان مره ان تركيا هي قائد العالم الأسلامي والمدافع عن مصالحه في وقت لم تصوت تركيا لصالح قرار اليونيسكو بسحب سيادة الكيان الصهيوني عن مدينة القدس وهو دليل على ان تركيا اليوم لا يمكن ان تكون قائد للعالم الإسلامي ولا يمكن ان تكون دوله ضامنة لاتفاق يحقن دماء المسلمين ، وفكرة ان تركيا يمكنها ان تقاتل من صتعتهم ودربتهم هي فكره غير قابله للتطبيق وان كانت تركيا شكلا ملتزمة بالأتفاق . ورغم ادراكنا ان للسياسة وجهان وجه معلوم يعلن في الصحافة وشكل مجهول او مخفي يكون ضمن الغرف المغلقه ، فقد يكون لدى الروس اصحاب المبادره ما يطمنهم ان تركيا سوف تلتزم بأتفاق استانة وقد تكون الدول المعنية وخصوصا ايران وسورية قد اطلعوا على هذه التطمينات ولكن على المستوى الشعبي فالسوريون لديهم شكوك كبيره في اخلاق اردوغان وسياسته ، فالاسم المعروف لاردوغان عند عموم السوريين هو لص حلب ، ولا يعتقد الشعب السوري ان الذئب يتغير اذا ما لبس ثوب الحمل ، فتركيا لا تختلف عن الكيان الصهيوني في المراوغه والسعي نحو الهدف حتى لو وقعوا الف وثيقة . وما يحدث في الجنوب اليوم هو ارتداد لاتفاق مناطق تخفيف التوتر الذي لم توقع عليها اكثر الدول المشاركة في سفك الدم السوري ، وهو ما يثير تساؤلات كثيره عن دور انقره مع الدول الحليفة لها لينوبوا عنها في اضعاف الإتفاق والألتفاف علية . ففكرة المناطق الأمنه في الجنوب ليست فكرة اردنية كما يريد الاعلام تصويرها انما هي فكرة قديمة للكيان الصهيوني حيث تعتبر اسرائيل ان المنطقة الجنوبية في سورية يمكن اخضاعها لشيء شبة سلطة تكون منفصله عن دمشق العاصمة وبنفس الوقت جيب يحمي الكيان الصهيوني وامتداد لاراضي الجولان العربي السوري حتى السويداء ، وهو ما يطرح اليوم في مناورات الاردن تحت عنوان محاربة الإرهاب ، ودائما يكون هو العنوان العريض الذي يخفي خلفة مشروع جديد لدعم الارهابيين ، فمنذ اعلنت اميركا حربها على الارهاب العالمي وهذا الارهاب يتوسع وينتشر . في ورية مازال الرهان على قوة الجيش السوري والقوات الحليفة والرديفة له وما قبول اتفاق مناطق تخفيف التوتر الا مرحلة اختبار لمدى الصدق الدول الإقليمية والدولية ، ومصداقية تلك الدول بالعموم ساقطه بالعموم مادام المال السياسي هو الذي يحكم وهو الذي جلب دونالد ترامب رئيس للولايات المتحده ، ففي زمن ليس بالبعيد كان هناك رجالات دوله يعملون في السياسة اما منذ سنوات اصبحت مصالح المال هي من تصتع الزعماء في الغرب وتحركهم مصالح الشركات التي تمول وصولهم للرئاسة .