2024-03-29 05:02 م

ما تبقى من سورية برسم التحرير!

2017-05-09
بقلم: الدكتور خيام الزعبي
اتسمت الساحة السورية في السنوات الأخيرة، بتسارع وتيرة الأحداث ميدانياً وعسكرياً لدرجة أصبح من الصعب للمراقب والمهتم بالشأن السياسي السوري متابعتها، وهذه هي سمات مراحل "التحول" التي تنتج أوضاعاً جديدة تختلف عما كانت عليه سابقاً، ونحن نعيش الآن هذه المرحلة بإمتياز، بعد أن توالت انتصارات الجيش السوري خلال الفترة الماضية خصوصاً على جبهات حلب وريفها وسيطرته اليوم على مناطق شرق دمشق واستمرار تقدمه في البادية، وصموده في الرقة ودير الزور، وهو ما يعد تحولاً هاماً في دفة الحرب والتي شكّلت صفعة كبيرة للتنظيمات المسلحة ومن يدعمهم ويغذي مخططاتهم في نشر الفوضى والخراب في المنطقة، والآن... بات مصير داعش وأخواتها محل تساؤل من جديد: هل دخل هذا التنظيم مرحلته الأخيرة في سورية؟. تتزايد المؤشرات على قرب تطهير سورية من القوى المتطرفة بكافة أشكالها أكثر من أي وقت مضى، مع الإجماع على قطع شريان إمداد هذه القوى بالأسلحة المهربة، وقطع يد أمريكا وأدواتها من التدخل في سورية، هذا ما يمثل خطوة هامة فى طريق القضاء على داعش وخلافته فى سورية والمنطقة بأكملها، لو تابعنا المسار الذي رسمته أمريكا في سورية والتي وضعت به كل إمكاناتها من أجل تفكيك الدولة السورية وإسقاط نظامها، نجد بأنه لم ينفع لإسقاط سورية بل فشلت وسقطت كل أقنعتها ورهاناتها في سورية. في سياق متصل إن التوقعات التي خططت لها أمريكا وحلفائها جاءت في غير صالحهم، إذ سيطر الجيش السوري، وبدعم جوي روسي، على مساحات جديدة في شرق وشمال وجنوب مدينة تدمر، كان أهمها مناجم خنيفيس، بالإضافة لجبل الأبتر وعدد من التلال والجروف الجبلية الإستراتيجية المحيطة به والتي كانت أحد أهم مواقع ونقاط الإسناد الناري لتنظيم داعش، وفي وقت سابق، سيطر الجيش على جبل المستديرة وحقل جزل النفطي غرب تدمر، ومنطقة الوادي الأحمر وقصر الحلابات وهيئة تطوير الأغنام ومحطة كهرباء جنوب تدمر، فضلاً عن استعداد الجيش لعملية عسكرية باتجاه بلدة السخنة، بعد تقدمه في تلال القلمون الشرقي انطلاقاً من شمال شرق مطار السين، باتجاه عقدة طريق البادية التي تربط دمشق وتدمر وبغداد، من خلال السيطرة على مفترق الطرق والمواصلات الهامة وسط البادية، مما يتيح للجيش السوري وحلفاؤه التقدم شمالاً باتجاه مدينة الرقة، أهم معاقل داعش، كما يفتح الطريق أمام التقدم إلى دير الزور شمالاً، وإلى الغوطة الشرقية لريف دمشق، وريفي السويداء ودرعا جنوباً، فضلاً عن عزل داعش والقوى المتطرفة الأخرى عن أرياف حمص وحماة غرباً، والحدود العراقية شرقاً. على خط مواز، إستطاع الجيش السوري وحلفائه بعد معارك طاحنة مع داعش من الوصول الى منطقة المقابر وباتجاه سرية الحرس الجمهوري على المحور الجنوبي لمدينة دير الزور، كما انجز الجيش المرحلة الأولى من العملية التي تهدف الى تأمين الحدود السورية العراقية، وتقدم مسافة 45 كم مسيطر على منطقة السبع بيار "120كلم شمال شرق دمشق " وتلتي رجم الحمادة ورجم أبو قبر في ريف دمشق. إن جهود الجيش السوري وتصفية العناصر الإرهابية بسورية يأتي بالتزامن مع محاولات أجنبية للتسلل للدخول لأرض سورية، إذ يتابع السوريون عن كثب ما تسعى إليه أميركا من تواجدها على الحدود الأردنية ويراقبون تحركاتها في تلك المنطقة، معتبرين أن المناورة التي تجري حالياً عند الحدود الاردنية السورية مناورة مشبوهة، يراد منها التغطية على مشروع لإجتياح واحتلال أراض سورية، تحت عناوين محاربة داعش، وأنها غطاء لتجميع قوات متنوعة من أميركيين وغربيين وعرب في معسكر الزرقاء بالأردن، في هذا السياق أكد الشعب السوري وجيشه بأنهم قادرين على تحرير الأرض من التكفيريين الذين يعملون لخدمة المخططات الإستعمارية في المنطقة لزعزعة إستقرار دولها وتفكيك شعوبها، في هذا السياق تراقب إسرائيل نتائج المعارك الجارية بين الجيش السوري والمجموعات المسلحة وهناك تقديرات يومية وجمع للمعلومات لما يجري في الميدان، تؤكد أن إمكانية حسم هذه المعارك لصالح الدولة السورية كبيرة، خاصة مع تناقص قدرة العديد من الأطراف على تقديم الدعم لهذه المجموعات. وفي إطار ذلك عهد الرئيس الأسد وجيشه، بـ"نصر نهائي" على الجماعات المتطرفة، وذلك بعد نجاح الجيش في إلحاق هزيمة قاسية بداعش وأخواتها في سورية، فالمحاولات الخائبة التي قام بها الأعداء لم تنجح في ثني الجيش السوري عن أداء واجباته لغاية تحرير آخر شبر من أرض سورية، فالمشهد الذي تشهده دول المنطقة تؤكد بما لا يدع مجال للشك بأن المشروع الغربي يواجه سقوطاً وفشلاً ذريعاً على أبواب دمشق، ولا ريب أن فشل هذه المؤامرة بات أمراً محققاً ومؤكداً، وسيكون لهذا الإنتصار أثره الإستراتيجي على المنطقة بأكملها. مجملاً...نقول ونحن على يقين ثابت ومستقر إن تقدم الجيش السوري في الشمال والجنوب، شكّل ضربة قوية للدور الغربي والإسرائيلي في سورية، فهذه المعركة حاسمة بالنسبة للمنطقة، بدليل توحّد محور المقاومة في جبهة واحدة، وإنطلاقاً من كل ذلك، يجب إذاً، على واشنطن وإسرائيل وحلفاؤهم إعادة النظرة في الرهانات السياسية الخاطئة قبل فوات الأوان، فالوضع فى سورية تحت السيطرة، وسنحتفل قريباً بأن سورية أصبحت خالية من جميع التنظيمات المتطرفة المختلفة، كون هذه التنظيمات باتت تعيش أسوأ حالاتها بعد نجاح الجيش في التطهير الكامل والسيطرة التامة على مختلف المناطق التي كانت تمثل مأوى وملاذًا آمنًا لها. وبإختصار شديد، ستنتصر سورية على داعش وأخواتها وسيكون انتصاراً عظيماً لأن أعداء سورية الذين يتلطون وراء هذا التنظيم بدأت الهزيمة تدب في جسدهم، خسروا في اليمن والعراق وفي مصر وليبيا والأن في سورية الصامدة.
Khaym1979@yahoo.com