2024-04-20 05:15 ص

اتفاق تخادم المصالح ودبلوماسيات طواحين الهواء الدونكوشوتيّة

2017-05-07
بقلم: المحامي محمد احمد الروسان
 الأمريكي في البادية السورية عسكرياً الآن، لأقامة حزام أمني بين سورية والعراق، لقطع التواصل بين البادية السورية والبادية العراقية، كي يصار الى منع أي تواصلات جغرافية لمحور المقاومة، وشطب ما سمّي بالهلال الشيعي، ولعرقلة أي تقدمات ميدانية ذات وصل جغرافي للحشد الشعبي العراقي نحو الحدود السورية العراقية من جهة، مع تثبيتات لمفاصل وجوده هناك. والمجموعات المعتمدة أمريكياً لأقامة الحزام الأمني هذا مدربة أمريكيّاً وأردنيّاً، وفي المعلومات وصلت الى الحدود الأدارية لدير الزور(قطاعات من الجيش السوري تتوجه في قادم الأيام نحو دير الزور لفك الحصار مسنودةً من الطيران الروسي والسوري بعد توقيع مذكرة التفاهم لأتفاق مناطق خفض التصعيد في الداخل السوري)وهذا نموذج مصغّر لما هو في كينونة التفكير الأمريكي وحلفائه، ظهرت بعض تفاصيله الآن في الشرق السوري والذي لم يشمله تفاهم أستنة 4 الأخير، وثمة معلومات تتحدث أنّ التجهيزات العسكرية تمّت لأطباق السيطرة على كامل الحدود السورية العراقية والسورية الأردنية، وبشكل منفصل وبعيداً عن مساحات مسألة الصراع العلني الدولي والأقليمي في محاور الحرب السورية. "مغاوير الثورة" جنين التحالف الجديد، كمجموعات وقطاعات عسكرية دربت جيداً هذه المرّة، فهي بمثابة مولود من رحم جيش سورية الجديد والذي أباده داعش الأرهابي في البوكمال قبل أكثر من سنة ونصف عندما تقدّم هناك للسيطرة على معبر التنف الحدودي، كل ذلك من أجل عملية عسكرية تعد الآن على مساحات أراضي الشرق السوري، فثمة حشود عسكرية أمريكية وبريطانية وأردنية وأخرى، على طول الحدود الشرقية مع سورية وحتّى الرمثا(دبّابات بريطانية تشالنجر تم تزويد الأردن بها بوجود أكثر من 2500 الى 3000 مسلّح من ما يسمى بجيش العشائر بادارة الجيش العربي الأردني، باسنادات جوية عبر طائرات عامودية من نوع كوبرا وبلاك هوك وطائرات مسيّرة تتواجد في قاعدة عسكرية في المفرق كما تقول المعلومات)كل ذلك وكما أسلفنا لتأمين غطاء جوي للعملية العسكرية على الأرض، متساوقاً ذلك عسكرياً مع تواجد لمجموعات أخرى من ذات ما يسمى بجيش العشائر متواجدون في منطقة التنف ومجالاتها الحيوية الحدودية، وتوفيرات لتغطية جويّة(طائرات أمريكية وهولندية وبريطانية وفرنسية مع وجود عدد من الكوادر العسكرية من هذه الجنسيات من مختلف دوائر واختصاصات أصناف العمليات العسكرية)لهم عبر قاعدة موفق السلطي في الأزرق الأردنية، والهدف وكما شرحنا منع الوصل البري بين سورية والعراق عبر الباديتين. ثمة تساؤل يطرح متموضعاً بالتالي: عد نزول الأمريكي والبريطاني والفرنسي وآخرين على الأرض، للسيطرة على جلّ الحدود بين وفي الباديتين السورية والعراقية والأردنية، هل سيمر هذا الأمر بسهولة؟ ولماذا أستثنيت منطقة الشرق السورية من مذكرة تفاهم اتفاق مناطق تخفيض التصعيد، وبعيداً عن مسألة الأشتراك الدولي الروسي الأمريكي لمحاربة عصابة داعش في الرقّة ودير الزور؟ هل سيتدخل الطيران الروسي والسوري وسلاح الصواريخ السورية بعيدة المدى(لأول مرة)لمقاومة هذه الرؤية الأمريكية لقطع التواصل البري السوري العراقي؟ انّ مسألة تغطية عشرات لا أقول مئات الكيلومترات في البادية وظروفها شبه مستحيل بالمفهوم العسكري. تقارب تركيا وروسيّا دفع الرياض والدوحة الى محاولة استثناء ايران من رعايات قد تكون قادمة للحل السياسي، وثمة اشتراكات أمريكية سعودية قطرية بعض عربية أخرى، لممارسة نهج استراتيجية دبلوماسية طواحين الهواء الدونكوشوتية عبر غلمان ومراهقي السياسة، لعرقلة فتح مسارات وقنوات سياسية لجنيفات سورية سورية قادمة، كنتاج لمذكرة تفاهم اتفاق أستنة4 وتفاعلاته ومفاعيله وعقابيله. مناطق خفض التصعيد هي من جهة، قد تكون عودة الى حضن الوطن السوري أو عودة بالقوّة والدخول في تفاصيل ذلك ما زال مبكراً، ومن جهة أخرى الأتفاق في أستنة يضع لقاء أردوغان بوتين في زوتشي على محك الأختبار والفعل، فهو دفن الهدف التركي في اقامة مناطق آمنة، كما يلغي الهدف الأمريكي والسعودي في تسييّد ما يسمى بجيش الأسلام السعودي الوهابي في الغوطة الشرقية، (كمغفر)متقدّم ازاء دمشق العاصمة ومجالاتها الحيوية، حيث أعلن ما يسمى بجيش الأسلام السعودي الوهابي انتهاء عملياته العسكرية التي هو من بدأ بها بايعاز من مشغليه، عبر بيان عسكري غامض يدّعي فيه أنّه حقق أهدافه، حيث الغوطة الشرقية احدى مناطق خفض التوتر أو التصعيد، بجانب منطقة شمال حمص، ومنطقة ادلب وأجزاء من حلب وشمال اللاذقية، ومنطقة درعا والقنيطرة والتي لا تخدم الأسرائيلي في هدفه باقامة منطقة عازلة بين الجولان المحتل والجولان المحرر عبر أدواته الأرهابية وعلى رأسها النصرة، حيث الأخيرة وداعش ومفرزاتهما على قائمة الأستمرار في شطبهم وقتالهم عسكرياً والعمل مستمر على قتالهم. وأحسب أنّ الأردن تنفس الصعداء وارتاح من جلّ الضغوط الأمريكية والبريطانية والسعودية حتّى اللحظة، بضم درعا والقنيطرة كمنطقة خفض تصعيد وتوتر ضمن مذكرة تفاهم أستنة 4، حيث آرادوا دفع الأردن للتدخل عسكريا في الجنوب السوري، بدخوله الآراضي السورية تحت عنوان محاربة داعش، وأجمل ما في تلك المذكرة نتاج تفاهم أستنة، أنّه ولا مسؤول سوري موقع عليها، وهذا يوفر هامش مناورة كبيرة للسوري لاحقاً وضمن مسارات عرقلة الأمريكي لها، وهي لن تكون مقدمة لتقسيم سورية كما يذهب التروتسك العربي الصهيوني، والتروتسك الكردي الصهيوني، بل آراها للترميم لا للتقسيم، ونجاح باهر للدبلوماسية الروسية وراقص الباليه المحترف ثعلبها سيرجي لافروف، فخرج الجميع راضي من فعل الروسي، حيث الأسرائيلي وان كانت ليست في صالحه، الاّ أنّه رأي من شأنها أن توقف تمدد الأيراني وحزب الله نحوه، والتركي وجد فيها مطالبه، والأمريكي يراها حتّى اللحظة انتصار له ولرؤيته، والسعودي كذلك والقطري غائب صامت حتى الآن(ثمة خطورة). دمشق وحلفائها هدفهم من مناطق خفض التصعيد، دفع داعمي الأرهاب للفصل بين مستويات الأرهابيين في نهجهم الأرهابي الوهابي، بما يشتّت قواهم ويضعف فاعليتهم، حيث هؤلاء الداعمين فشلوا سابقاً في الفصل بين مستويات أدواتهم الأرهابية، سواءً عن عجز عميق منهم، أو عمداً برؤية فشلوا فيها حتّى اللحظة وسيفشلوا دوماً ودائماً. الدولة الوطنية السورية تمارس بمهنية عالية الواقعية السياسية، فهي في حرب دولية عليها وهذا أفضل الموجود، فامّا يصار الى تنفيذ هذا الأتفاق عبر تظهيره على أرض الواقع والميدان، وهو مطلب رسمي وشعبي سوري، وامّا يكون مناورة ودبلوماسية طواحين الهواء من قبل الأمريكي وجوقته وحلفائه، لعرقلة التنفيذ لعجزهم من جديد عن استغلال هذه الفرصة المتاحة لتعزيزات لموقفهم وتقوية أدواتهم الأرهابية التكفيرية الفاشيّة الدينية الوهابية المتصاعدة. تاريخيّاً عندما دخل السوفيات عسكرياً الى أفغانستان وبدأ الصراع هناك بين القطبين، ثم تبعه الصراع بالوكالة عبر الأستثمار الأمريكي بالدين من خلال الفكر الوهابي واسقاطاته على الأفرقاء الأفغان، وعلى مجتمع الأستخبارات الباكستاني، قال: مستشار البلدربيرغ الأمريكي هنري كيسنجر(طويل العمر)بما معناه: أحتاج الى قاتل اقتصادي في موسكو لكي أفكك الأتحاد السوفياتي، وفعلاً تم ايجاد ميخائيل غورباتشوف كقاتل اقتصادي، ومارس الأخير استراتيجيات البيريسترويكا(اعادة البناء)وهي برنامج شامل لمنظومات اصلاحات اقتصادية عديدة جوهرها الخصخصة، وغلّفها باستراتيجية الغلاسنوست وتعني الشفافية، وقاد ذلك الى تفكيك الأتحاد السوفياتي، حتّى أنّ المجمّع الأستخباري والعسكري الأمريكي ومن معه من جوقة السياسيين والأعلاميين، أطلقوا على الغورباتشوف ميخائيل وصف: الرئيس الأمريكي في موسكو. الآن قد تنعكس الآية ازاء العمق الأمريكي، ليس تحت بند الأنتقام الروسي بقدر ما هي صدفة تاريخية تكرر نفسها ولكن بالمقلوب هذه المرّة، فثمة تواصل كان وما زال وسيتعمّق بين موسكو ودونالد ترامب، وخاصةً أثناء الحملة الرئاسية الأنتخابية الأمريكية، فهل سيكون الرئيس دونالد ترامب غورباتشوف أمريكا الجديد؟ هل يبدأ تفكك الولايات المتحدة الأمريكية بخروج كاليفورنيا من الأتحاد الفدرالي الأمريكي عبر الأستفتاء القادم الذي دعت اليه حركة نعم كاليفورنيا عام 2019 م؟ اقتصاد كاليفورنيا رقم 6 في قوته على مستوى العالم ويسبق الأقتصاد الفرنسي، وعدد سكانها يفوق 41 مليون، ومدارسها أسوأ مدارس الولايات المتحدة الأمريكية، وبنيتها التحتية مدمرة، وعدد الفقراء والمشرّدين يفوق العشرة ملايين. من يتقن صراع الأدمغة في لعبة الشطرنج(أسّها كش ملك)، يعلم أنّ الذكاء أن تدفع خصمك ليلعب الحركة الأخيرة، لا أن يحوّل هزيمته المحتومة لتعادل، لنسقط ذلك على معركة الشمال السوري، حيث جلّ سلال زبالة الأرهاب الأممي هناك تلعب حركتها الأخيره لعلّ وعسى تحدث فرقاً، ولكن هيهات هيهات. ثمة ادراك لليانكي الأمريكي كصدى للبلدربيرغ المتخذ من العاصمة الأمريكية واشنطن دي سي مقرّاً له، أنّ الأكتئاب ثنائي القطبيّة يقود صاحبه لأرتكاب أكبر وأعمق الحماقات ومنها الأنتحار، ان كان فرديّاً وان كان جماعيّاً، لا بل البعض من الطرف الثالث بالمسألة السورية من بعض عرب متصهين وغير عرب، صار لديهم اكتئاب عميق متعدد القطبية، يتفاقم بعد توالي الأنتكاسات لأدواتهم وأدوات الأدوات، والتي تتكاثر كالفطر السام في الداخل السوري، نتيجة انجازات الجيش العربي السوري العقائدي، مسنوداً من الروسي والأيراني وحزب الله والمقاومات السورية الشعبية. وفي أدبيات الفكر السياسي الواقعي(الغرب مغرق بالواقعية السياسية وينصب مزيد من الأفخاخ للتركي لمعاقبته على دفع كتل ديمغرافية سورية وازنة نحوه بعناوين اللجوء الأنساني وعلى مدار الحدث السوري أكثر من ست سنوات، وان كان التركي قد انكفأ للداخل الآن مكرهاً لا حبّاً بعد محاولة الأنقلاب الفاشلة والمفتعلة تركيّاً، والسعودي والقطري وحتّى الأماراتي(ثمة دور عميق لأبي ظبي في منحنيات المسألة السورية سلبي لا ايجابي)أكثر المتضررين من الأنكفاء لأنقرة، لذا هو يتساوق مع الأمريكي في البحث عن فرص في الجنوب السوري عبر حركة المثنى المدارة بالكامل من الرياض، ومعها بعض الزومبيات الحركية الأخرى، وكما أوضحت في تحليل لنا سابق بعنوان: الجنوب السوري ولواء بني كنانه بمثابة مثلث برمودا أردني)تتجلّى حكمة طبيعية لدى هذا الغربي وجلّ اليانكي الأمريكي: ان أردت أن تقسّمهم دعهم يعيشون وهم القوّة، ودعهم يدخولون حروباً خارج حدودهم. كاتب هذه السطور، العربي المسلم السوريّ الطبيعيّ العروبيّ، الذي يعيش في القطر الأردني ضمن سورية الطبيعية يقول:- ليتهم يستمرون ويلعبون ويستمرون بنهجهم هؤلاء المغرقون بوهم القوّة ورقتهم الأخيرة، وأيّاً كان قرارهم فهي حركتهم الأخيرة. الواقعية السياسية هي فهم للمجريات التي من خلالها تستنبط الحلول والمواقف، وعليه تبدو الواقعية كحل وسط بين المثالية التي تقود الى الأنعزال والتهور الذي يقود للهزيمة، وعليك أن تكون ثعلباً لتعي الأفخاخ المنصوبة، وأن تكون أسداً لترهب الذئاب من حولك، وما أصعب الجلوس الى البلهاء، لأنّ كلام الأخيرة كلام بلاستيكي يمر ببطء في العنق، كما يمر جرذ مبتلع في عنق أفعى، فالبلهاء من الناس يكرّرون ما يقال ويمهدون بجهالة فاحشة، وما زال هذا النهج مرسوماً في العقل الجمعي لبعض اليوابس(أي الساحات)العربية، لأحتلال العقول لتحل محل احتلال الأرض، حيث اذا كنت لا ترى غير ما يكشف عنه الضوء، ولا تسمع غير ما يعلن عنه الصوت، فأنت في الحق الحقيق لا تبصر ولا تسمع، فهل من مبصر وسامع؟!. الفدرالية الروسية، في المسألة السورية والمسألة العراقية(أسلحة روسيّة جديدة ونوعيه في طريقها الى بغداد الآن)وحتّى في العلاقة مع الرئيس أردوغان ومن هم على شاكلته، وهي لا تقبل الاّ الأبيض أو الأسود في المسألة السورية، وهذا ما يزيد من مأزق أردوغان ونظرائه من عناصر الطرف الثالث في الحدث السوري وباقي أحداث الساحات الأخرى، فلم تعد موسكو تهتم بالتطمينات الكاذبة فهي خبرتها في ليبيا وفي العراق وفي أفغانستان وفي أوكرانيا، وهي تعمل الان على انهاء مشروع ضخم وخطير ويعد الأخطر بعد مشروع سايكس اللعين وبيكو الخبيث على المنطقة، حيث يتموضع هذا الأطار الفيروسي الأخطر، في قيامته وفعله على اعادة الهندسة الأجتماعية للمنطقة برمتها عبر الأستثمار في مصفوفات الأرهاب الأممي واستراتيجياته وعصابة داعش في مقدمتها، حيث نرى أنّ الأمريكي عبث بأمن واستقرار العالم انطلاقاً من دمشق، والعالم الحقيقي يخوض معركته الأممية الرابعة الآن بين قلاع دمشق وأسوار موسكو وسور الصين، ومنحنيات الطبقة الوسطى الأيرانية، ذات الأفاق السياسية والتي يمكن الرهان عليها، ايرانيّاً لنهوض طهران ونحت مصالحها في مجالاتها الحيوية هذا من ناحية، كما يراهن الغرب عليها عبر اللعب على خطوطها لتغيير ايران، بما يتفق ويتساوق ويتماثل مع مراوح مصالحه من ناحية ثانية، حيث أنّ الأستراتيجيات البديلة لواشنطن والتي تشتهر بوضعها، تدفع الى العلاقات الحميمية الحمراء مع مروحة العبث الولاياتي الأمريكي مع استراتيجيات الأستدارة نحو أسيا للعبث بأمن الصين وروسيّا وايران، وللتغلغل داخل مفاصل الدولة الأيرانية عبر سياسات التطبيع الناعم مع طهران، فجاءت الرؤية الروسيّة الجديّة الآن في قيامها بمروحة واسعة من الأسلحة النوعية والكميّة والذخائر عبر الجو والبحر والبر باتجاه الدولة الوطنية السورية ونسقها السياسي وبعد العدوان الأمريكي الفاشل المموّل مالياً سعودياً على مطار الشعيرات في حمص. فسورية مركز الكون وتوازنه ومنها يبدأ تشكل عالم متعدد الأقطاب، والصراع الروسي وحلفائه من جهة، مع الأمريكي وحلفائه من جهة أخرى، يتأرجح بين العداء والتنافسية المطلقة، فان سقطت دمشق سقطت موسكو وبكين وطهران، هذه هي المعادلة بكل بساطة، وما يجري في دمشق وجلّ الجغرافيا السورية يجري في شوارع وأزقة موسكو وبكين وطهران، بالنسبة لرؤوس المثلث المقاوم الروسي الصيني الأيراني لأستراتيجيات العبث الأنجلوسكسونية، وتصرفات العاصمة الأمريكية واشنطن دي سي تشبه تصرفات الرايخ الثالث، هكذا تعتبرها نواة وهياكل منظومة الحكم الروسية، والوجود الروسي في المتوسط والداخل السوري ليس قعقعة سلاح، لا بل وجود عملياتي فعلي بتفاعل مع الميدان ولغته والنتائج يراها ويسمعها الجميع، والدولة الوطنية السورية بجانب استهدافات البؤر الحاضنة للأرهاب في الدواخل السورية، تستكمل بناء هياكل الديمقراطية السوريّة الحقيقية المناسبة للمجتمع السوري المقاوم، فلا تضحك علينا واشنطن بلعبة الرأي العام وتداول السلطة، في أمريكا يا سادة دولة الحزب الواحد الديكتاتوري، ان بوجه جمهوري، وان بوجه ديمقراطي وكلاهما ناطق رسمي باسم البلدربيرغ. فبعد البدء في تنفيذ قرارات هذه المروحة العسكرية الروسية الواسعة ازاء دمشق لمكافحة مجاميع الأرهاب المدخل والمتعاظم في الداخل السوري، بسبب الصفاقات السياسية للولايات المتحدة الأمريكية ومصفوفات الأدوات من أتباعها في المنطقة، وما تبعها من اسنادات ايرانية مماثلة واسنادات صينية ماليّة ودبلوماسية قد تقود الى اسنادات عسكرية صينية في الداخل السوري وقريباً(تجلّى ذلك في معركة حلب حيث رأى العالم الشرذمة الأيغوريّة، تولّي دبرها وتفر فرار الفريسة من فم الأسد)ازاء مجاميع الأيغور الأخرى التي تمّ احلالها في قرية(الزنبقي)وغيرها مكان السكّان الأصليين، خفّ نعيق الأسرائيلي الصهيوني، وصارت انقطاعات هنا وهناك لعواءات للطرف الثالث بالحدث السوري، ولم نعد نسمع فحيح أفاعي البعض العربي المتقاطع مع الطرف الثالث في المؤامرة على سورية ونسقها السياسي، الا تصريحات جديدة غير واقعية وغير موضوعية لرفع معنويات الأدوات الأرهابية المدخلة في دواخل الجغرافيا السورية، عبر وسائل اعلام سفك الدم السوري من اعلام عرب روتانا. وعندما حانت لحظة الحقيقة ومنذ بدء الفاعل الروسي لمفاعيل الفعل العسكري في البؤر الساخنة في الداخل السوري، شملت تلك الضربات النوعية والكمية الروسية السورية المشتركة، الجماعات الشيشانية والشركسية التي أدخلتها الأستخبارات التركية منذ بدء الحدث السوري وتفاعلاته وعقابيله، حيث تلك الجماعات دخلت لتفعل فعلها وتتمرن في الجغرافيا السورية، وتستبيح ديمغرافية تلك الجغرافيا واللعب بالمكونات للشعب السوري، بما فيهم المكون الشركسي السوري الوطني الذي وقف بجانب دولته الوطنية، حيث تم الأدخال بمعرفة الطرف الثالث في المسألة السورية، ليكون الأخراج لها كأثر في القوقاز الروسي كمجال حيوي عميق وذو أثر لجهة ايلام روسيّا لاحقاً. كما تشترك الصين مع الروسي لجهة استهدافات آلاف الأيغور الصينيين الذين تمّ ادخالهم ودخلوا عبر تركيا الى سورية، وخاصة من المكونات السياسية ومنظومات المورد البشري للحزب التركستاني الأسلامي والذي يجنح باستمرار لجهة التطرف نتيجة عمليات التعبئة الفكرية السلبية، فهناك أكثر من خمسة وعشرين ألف فرد من الأيغور تحديداً مع عائلاتهم تم استيطانهم في سورية، واحلالهم في قرية(الزنبقي)المجانبة والمحاذية للحدود مع تركيا، بعد أن تم تهجير سكانها بفعل داعش والنصرة وكافة أدوات المصفوفة الأرهابية المدخلة الى الداخل السوري. ومن هنا نرى أنّ الصين والتي تملك أكبر شبكة تجسس استخباراتية بمجال التكنولوجيا الألكترونية الدقيقة، بجانب مصفوفات استخباراتية أخرى ذات حس استخباري كبير وعالي، حيث مسارات التعاون مع المصفوفات الأستخباراتية الروسية والأيرانية على شكل(اتوستراد)واسع وطويل، تتشارك مع الفدرالية الروسية في المواقف والمخاوف ازاء المسألة السورية وحدثها ومفاصل جلّ المؤامرة على دمشق، لذلك بدأت كل من موسكو والصين وطهران وعبر ميكانيزميات دبلوماسياتهم النشطة في تحديد اطار عمل دولي وقانوني لعمل بعثاتهم العسكرية في سورية، ومنذ فترات ليست بالطويلة ولكن بشكل أكثر عمقا من السابق، ولا أحد يعرف كيف تفكر دمشق؟ هناك ثلاثة أسرار في عمق تاريخ البشرية: الله، ثم المرأة، ثم سياسة دمشق، انّ سياسة دمشق بالنسبة للغرب هي لغز. فلادمير بوتين الذي أيقظ الشعور القومي الروسي المتعاظم والمتصاعد في وجدان ونفوس سكّان الجغرافيا الروسية، وتصالح بعمق مع الكنيسة الأرثوذكسية والتي موطنها سورية قلب الشرق ومفتاح البيت الروسي، يدرك بامتياز عميق أنّ روسيّا بدون سورية وديكتاتورية جغرافيتها ستخرج من المعادلة البحرية العسكرية في أيّة مواجهات مع الغرب والأمريكي، فالأسطول الروسي الذي يحتاج الى قطع مسافات شاسعة في البحار بين البلطيق والمتوسط سيضطر للعودة الى البلطيق اذا احتاج الى ملائة وفرشاة أسنان ومعجون لأحد جنوده. اذاً: اذا خرجت روسيّا من معادلات القوّة العسكرية في البحر مع خروجها من معركة الطاقة وخاصةً الغاز مهزومة، بانتصارات خطوط الغاز الأوروبية القطرية السعودية مع احتكار تركيا على خطوط الأمداد، وتحول تركيا الى دولة ترانزيت ثرية بفعل الأستيلاء على خطوط الأمدادات، وستكون تركيا(ومن الزاوية الروسية)أكثر استعداداً وشراسةً لدعم جلّ سفلة سلّة الزبالة هذه من الأرهابيين والتكفيريين في العمق الروسي لتمزيق مفاصل وأحشاء روسيّا، عندّها وهنا فقط ستخرج موسكو وربما الى الأبد من المعادلة العسكرية والسياسية والأقتصادية الأممية. نواة الدولة الوطنية الروسية رأت أنّ الدولة الوحيدة في المنطقة والتي لم تبدّل السلاح الروسي هي سورية، وأدركت أيضاً ومنذ أن بدأت الأخطار تتهدّد أهم محركات الأقتصاد الروسي(النفط والغاز)، وجدت منظومة الحكم في موسكو أنّ الرصاصة القاتلة لمشاريع الطاقة الروسية تأتي من مشروعات النفط والغاز الأوروبية الأمريكية الخليجية من قلب جزيرة العرب لتصب في سواحل البحر الأبيض المتوسط، وخاصةً على الساحل السوري عبر الأراضي السورية الى تركيا. الروسي والسوري والأيراني والصيني، لديهم قراءات دقيقة لمعطيات تتقاطع مع معلومات مؤكدة، أنّ عناصر الطرف الثالث في المسألة السورية وبعد صناعة الرأي العام في أوروبا(والأخير تم خلقه وتشكله بعد عاصفة اللاجئين السوريين والتركيز عليها ببعدها الأنساني العاطفي بشكل استثنائي)وجعله يؤيد تدخلاً عسكرياً غربيّاً في سورية لأنهاء عصابة داعش، قرّرت كل من واشنطن وفرنسا وبريطانيا واستراليا والسعودية، محاربة داعش للتغطية والتظليل عن الهدف الرئيس، وهو اسقاط النظام في سورية وبالقوّة العسكرية وعبر الجبهة الشمالية السورية(فشلوا فشلا ذريعاً في ذلك وما زالوا يحاولوا، فهم ذو صفاقة سياسية عميقة أي وقاحة ما بعدها وقاحة)، والآن ثمة محاولات في الشرق السوري والشمال الشرقي أيضاً مستمرة لتحقيق هدفهم المنشود، هنا جاءت القرارات الروسية الأخيرة ومسارات ترسيمها على أرض الواقع والميدان، عبر مروحة مساعدات عسكرية بما فيها السوخوي سي 35 على أرض الميدان، تستهدف الميدان نفسه والسيطرة كما تستهدف السياسة، حيث ذهب الأسرائيلي(في الكواليس)لفك ارتباطاته مع زبالة الأرهابيين ودفعهم نحو الأردن(الأقليم الشمالي)، وبدأ هذا الأسرائيلي الصهيوني ببناء جدار الكتروني عازل على طول الحدود الأردنية الأسرائلية الصهيونية من العقبة الى تمناع بطول 30 كم، على أن يستكمل بناء الباقي والبالغ 230 كم لاحقاً لحماية نفسه من الأرتدادات الداعشية الى الداخل الأردني، نتيجة لبدئه في دفع زبالة الأرهابيين، لا بل وفي منطقة الحمّه الأردنية المخيبا الفوقا، بدأ الأسرائيلي ببناء جدار الكتروني جديد، على الحدود الفلسطينية المحتلة(الأسرائيلية الآن)مع الشمال الأردني، فهو يدفع زبالة الأرهابيين الذين تحالف معهم منذ بدء المؤامرة على سوري. فدمشق استطاعت أن تفرض تغييراً متدرجاً في السياسة الغربية اتجاه سورية من مرحلة(مطلب رحيل الأسد السدّ المنيع في وجه المؤامرة، فتمسّك هذا الأسد البشّار بشّار الأسد بالسلطة أسمى تجليات الوطنية والقداسة، لقد صار الأسد العقدة والحل)الى مرحلة(بقاء الأسد بشروط لا بل ما هو أبعد من ذلك)، ونجحت باعادة الربط بين دمشق والقاهرة، وقد يكون ما يجري هذا الأوان على طول خطوط العلاقات المصرية السورية أكبر من تنسيق مشترك في الأمن وسيتبعه خطوات سياسية نأمل ذلك، بالرغم من أنّ السياسة المصرية حتى لحظة كتابة هذه السطور، تمارس تكتيك سياسي يتموضع في وضع قدم في الماء وقدم في اليابسه ازاء ما يجري في سورية، وأميل كغيري من من يخافون على مصر ودورها، بسؤال(النيوعروبيون)أن(يشرّحوا)لا أن يشرحوا لنا هوامش وأوراق السياسة المصرية الحالية، نعم مصر وحتّى بأمنها القومي المائي صارت مرتبطة بالرياض، وفي المعلومات حيث قادت السعودية وساطة مع الكيان الصهيوني لتليين الموقف الأثيوبي في المفاوضات حول مشروع سد النهضة، ليظهر فخامة الرئيس المصري كمفاوض عنيد، مقابل تساوقات مصرية مع الموقف السعودي من دمشق، وتحت اليافطة السعودية في محاربة عصابة داعش(الطفل الأمريكي المدلل، حيث داعش بيولوجيّاً نتاج الفكر والفقه الوهابي المتطرف، فقه البادية لا فقه الساحل وشتّان بينهما)نازيو القرن الحادي والعشرين، فالموقف المصري مع كل أسف ازاء المسألة السورية رمادي مبهم، والمستفيد الوحيد من ذلك وما يجري في سورية هو الكيان الصهيوني، وستكون"اسرائيل"مرتاحة لأبعد الحدود لهذا الغطاء المصري. نعم انّ تطورات الميدان العسكري السوري، أرخت بثقلها على عواصم حلف الحرب على سورية وفي سورية وحولها، وأعتقد أنّ واشنطن ومن باب التكتيك ودبلوماسيات طواحين الهواء، قد تنحو بنشاط من جديد ضمن منظومة التسوية السياسية لحجز مقعد سياسي لحلفائها من البعض العربي وغيره، كما تنشط ضمن منظومة الحرب على الأرهاب لتدعو حلفائها الى حجز حصّة من الجغرافيا السورية عبر البحث عن فرص في الجنوب السوري والشرق السوري(نواة الدولة الوطنية الأردنية تدرك أنّ ذلك فخّاً أمريكيّاً لها، حيث المثال التركي ما زال حاضراً من فخ اسقاط السيخوي الروسية الى فخ محاولة الأنقلاب الفاشلة، ودفع أردوغان لمزيد من التورط في الداخل التركي وتحت شعار: قنيّلوه قنيّلوه قنيّلوه، والرفض الأردني هنا قطعي وأي تنازلات في هذه المسألة الأستراتيجية بمثابة انتحار سياسي وعسكري، وليونة شديدة متفاقمة ستوثّر على سلامة الجغرافيا والديمغرافيا الأردنية، فنصحتهم أي واشنطن بعدم اضاعة الوقت والمسارعة الى حشد بري يشارك في الحرب على عصابة داعش(الضوء الأخضر الأمريكي حاضر هنا)، ليسبق الجيش العربي السوري وحلفائه الى الرقّة، ويمسك بجزء من الجغرافيا المشغولة من قبل الأرهابيين، يجري تسليمها للقوى التابعة لتركيا والسعودية، وجعل وحدة التراب السوري الجغرافي، رهناً بالتوافق مع هذه الجماعات الأرهابية تفاوضيّاً. وبعبارة أدق: لأنتزاع الكلمة العليا في سورية، والتي صارت تتركز بيد السوري والروسي، باسناد ايراني وحزب الله، وبغطاء صيني الى حد ما، فعداء السعودي الرسمي للسوري يفوق عدائه لطفله البيولوجي الداعشيّ. الصيني يدعم الروسي في سورية لأسباب عديدة ذكرناها لاحقاً، بجانب حاجة الصيني للروسي ودعمه له في علاقاته الصدامية مع الأمريكي في بحر الصين الشرقي حيث يتم توظيف اليابان وفيتنام أمريكيّاً، ولمساعدته في ضبط مغامرات كوريا الشمالية، مع سعي الصين وعبر الملف السوري الى ارباك الناتو في الشرق الأوسط، قبل التمدد الأمريكي الأكبر والأعمق في شرق أسيا، فمجتمع المخابرات الصيني متقاطعاً مع نظيره الروسي ونظيره الأيراني، يتابع أليات اعادة الهيكلة للوجود الولاياتي الأمريكي في المنطقة وخاصةً في الخليج، بعد دخول الأتفاق النووي الأيراني حيّز التنفيذ بتفعيل وتفاعل(ايران احترمت الأتفاق النووي وما زالت، وأضاف الأمريكي في الدولة العميقة بخبث عزّ نظيره: مجتمع المخابرات الأسرائيلي عزّز التقديرات المخابراتية الأمريكية وأقر أن ايران احترمت الأتفاق النووي، والرئيس دونالد ترامب قد يجمّد ويعيق الأتفاق، لكن لا يستطيع الغاؤه كونه صادر عن مجلس الأمن الدولي ويحتاج الى قرار جديد، حيث هناك فيتو روسيّا وفيتو الصين مع ايران)، ان بسبب اكتفائها من الطاقة لغايات استراتيجيتها الجديدة(الأرتكاز الأسيوي)في شرق ووسط أسيا لمحاربة الصين، فبعد أنّ سلّمت واشنطن قاعدتها لبريطانيا في البحرين(راجع تحليلانا: ثمة صراع أمريكي بريطاني على فرز ديمغرافي وجغرافي للساحات)وجاءت زيارة العاهل البحريني في شباط من العام الماضي 2016 م لموسكو ولقائه الرئيس فلادمير بوتين في منتجع سوتشي على البحر الأسود، لأخذ المباركة الروسية لغايات تأمين غطاء دولي لأوضاعه الداخلية، حيث أنّ التصرفات الأمريكية صارت غير مؤكدة اليوم، وقد تكون هذه هي القطبة المخفية في علاقات المنامة مع روسيّا اليوم. وحيث الرياض قالت وتقول وبشكل هيستيري وسريالي: أنّ أي قوّات برية ستكون ضد عصابة داعش الأرهابية(نازيو القرن الحادي والعشرين)، بعبارة أخرى التدخل العسكري البري ان حدث ينحصر في المناطق الشرقية في دير الزور والرقّة(سؤال للسعودي: هل تضمن عدم انضمام جنودك لعصابة داعش في أماكن سيطرته، كونهم يشربون من ذات النبع الوهابيّ الراديكاليّ؟!)، وهذا الدخول العسكري السعودي في هذه المساحات المتصلة جغرافيّاً مع العراق، هي أيضاً لغايات جلب الزومبيات الأرهابية وجذبهم الى هذه المناطق، حيث أوضاع الزومبيات في الريف الشمالي السوري قرب الحدود مع تركيا لا تسر لا عدو ولا صديق بسبب الفعل الروسي السوري الأيراني وحزب الله المشترك، كما هي أيضاً موجهة لأيران وهي تتزامن مع بداية أزمتها الأقتصادية وبداية الأنفراج الأقتصادي الأيراني. في معارك حلب ضد النازي الأرهابي القاعديّ الداعشيّ الوهابيّ الأرهابيّ، تم استخدام صاروخ باليستي من نوع توشكا من قبل مقاتلين من حزب الله، وهذه رسالة واضحة الى أمريكا و"اسرائيل" والسعودية وبدون تشفير وبدون تشفير، أنّ أي تسليح للأدوات الأرهابية في الدواخل السورية، يعني تزويد حزب الله بمثل هذا الصاروخ، وتقول المعلومه بطرفها: أنّه وصل وبكميات معقولة للتوشكا السوري، وصاروخ توشكا خبرته الرياض في حربها العدوانية الهمجية الحالية على اليمن العربي وما زالت، حيث الأستخدامات من قبل الجيش العربي اليمني مستمرة وصارت تقريباً بشكل يومي، وتوشكا السوري رأس جبل الجليد الصاروخي السوري، والمتأهب من الصواريخ السورية الأستراتيجية لكثير من الأهداف أعظم وأعمق، وذو مدايات بعيدة تطال كل الجغرافيا التركية، وجزء من الجغرافيا السعودية، حيث لم يستخدم السلاح الصاروخي السوري الأستراتيجي بعد، ولم يتضرر كالدفاعات الجويّة السورية، اذاً كلمة السر في توشكا السوري فما رأي السعودي والتركي والقطري والأسرائيلي؟ كلّ ما سبق يؤشّر الى حقيقة واضحة وهي أنّ عقيدة الفدرالية الروسيّة تختلف عن عقيدة الأتحاد السوفياتي السابق، وهي أنّ موسكو تدافع عن حلفائها، وسورية خط أحمر لروسيّا وما بعده حرب عالمية ثالثة قاله ديمتري ميدفيدف رئيس الوزراء الروسي في ميونيخ2، مع اعلان منظمة الأمن الجماعي دعمها لدمشق في حربها على الأرهاب مؤشر قوي على ما ذهب اليه ميدفيدف بالتفاهم مع بوتين، وهي رسالة الى مصر المترددة للدخول بجانب الدولة الوطنية السورية صيانةً للآمن القومي العربي، وهذا مؤشر آخر أنّ الشرق الأوسط ولعشرين عام قادم على الأقل سيسوده قليل من السلام وكثير من القتال، بسبب الفكر المتطرف وخاصةً الوهابي والأستثمار فيه وفي الأرهاب، من قبل محور واشنطن تل أبيب ومن ارتبط به من بعض العرب مع كل أسف وحصرة. روسيّا، هي رأس حربة المنظومة الأسيوية الجديدة، والتي تمثل الثقل السياسي والعسكري والأقتصادي والمالي والأستخباري الصاعد في العالم، ومعها ايران وحلفائها في محور المقاومة كشركاء على الأرض، ومعها الصين ودول البريكس ومنظمة شنغهاي المعادل المدني والسياسي والعسكري والأقتصادي للآتحاد الأوروبي، هؤلاء الداعمين لأستراتيجيات روسيّا في العالم. الأستراتيجية الروسيّة في سورية تقوم بحدها الأدنى، بتولي قوّاتها الفضاء السوري والبحر السوري(ثمة معلومات الآن تتحدث أنّ هناك قوّات روسية برية بكامل عتادها ومستلزماتها في الداخل السوري تتجه نحو التمركز في الجنوب السوري بالقرب من الحدود السورية الأردنية ومع الجولان السوري المحتل)، في حين يتولّى الجيش العربي السوري العقائدي، والحرس الثوري وحزب الله والمقاومات الشعبوية السورية، والحشد الشعبي في العراق تطهير الأرض السورية والعراقية من سفلة الأرهاب وزبالته، والمعركة واحدة في العراق وسورية انّها معركة الجغرافيا ولا بدّ للجيش السوري والجيش الروسي والجيش العراقي وحشده الشعبي ربط البادية السورية بالبادية العراقية(الأمريكي وحلفائه على الأرض الآن لمنع ذلك فهل تحدث المواجهات العسكرية؟)الفعل الروسي قد يشمل الساحة العراقية وبشكل واضح، كما هو في الساحة السورية، وموسكو أعلنت لمن زارها مؤخراً أنّها لن تسمح بتسهيل دخول الأرهابيين الى سورية من دول الجوار كما كان الحال من قبل. ولكن ما يثير الريبة بعمق هي تلك التقارير الصادرة عن مجتمع المخابرات البريطاني الأم أي سكس والأم أي فايف الداخلية، بأنّه هناك ثمة هجرات كثيفة للدواعش والقاعدة وكوادرهما، وخاصة من الجنسيّة المصرية حيث النكهة المصرية طاغية الآن للقاعدة في المطبخ السريّ للقاعدة في الداخل الليبي الساخن، قد وصلوا هؤلاء الى وقبيل بدء الضربات الأمريكية لداعش في سرت في ليبيا، لقيادة عصابة داعش الطفل المدلل الأمريكي، حيث(أبوه)البيولوجي الوهابيّ، يعتقد كاتب هذا التحليل ومهندسه، أنّه ثمة رؤية لدى اليانكي الأمريكي صدى البلدربيرغ الأمريكي، لنقل مجتمعات الدواعش في ليبيا وكوادرها من الجنسيّة المصرية، الى الدواخل المصرية من خلال ضرب داعش في سرت الليبية وغيرها وخاصةً في المحافظة الشرقيّة المصريّة، ومن خلال نقل مجتمعات الدواعش في داخل المجتمعات السيناويّة المصرية وصولاً الى الدلتا في الداخل المصري، مع ثمة محاولة انجليزية وأمريكية أيضاً لنصب فخ لروسيّا عبر اللعب على العصب الروسي، وشده واستدراجه للوحل الليبي، فلندن بخبثها وذكائها تعلم أهمية وحساسية المكون الشيشاني الأرهابي القوقازي في القاعدة وداعش بالنسبة لموسكو، لكي تدفع وتدخل روسيّا في فعل عسكري مماثل لدخولها السوري، بطلب من الحكومة الليبية، والتي طلبت ضربات أمريكية مؤخراً، وأعلنت ايطاليا أيضاً أنّها ستدرس امكانية تقديم مساعدات عسكرية لواشنطن في ضرباتها في الداخل الليبي، اذا طلبت أمريكا وعبر تفعيل قاعدة سيمفونيلا الأيطالية قاعدة الناتو في جنوب ايطاليا، والتي تضم نظام راداري تجسسيّ ذو مجال جيوبولتيكي يشمل تركيا نفسها، وهي أي أنقرة ليست عضواً بالأتفاق الأمني الذي أنشأ قاعدة سيمفونيلا رغم أنّها عضو في الناتو، والتي كان لهذه القاعدة الدور الكبير في اسقاط نظام القذافي الزعيم البدوي من خلال صواريخ التوما هوك الأمريكية(ديمقراطية التوما هوك) لأسناد الجهد الفرنسي وقت الملك ساركا(ساركوزي)لأسقاط القذافي ونظامه. كلّ ذلك لآرهاقها عسكرياً واقتصاديّاً وافشالها لروسيّا، ويقع كل ذلك في سياقات الصراع البريطاني الأمريكي على مناطق النفوذ والأستعادة لبعضها من الجانب الأنجليزي، مع تكتيكات بريطانية مع الصين لدعمها في صراعها مع الأمريكي(الصين تتحفظ على ذلك(التنسيق مع لندن)كونها على تنسيق عميق واستراتيجي مع موسكو، فيما تهدف اليه لندن في المنطقة والعالم)، وأكثر جهاز مخابراتي يعرف كيف يعمل ويفكر الروس هم الأنجليز، ولكن موسكو ليست بهذه السذاجة التي تعتقدها لندن ومن وراء لندن، لننتظر ونرى كيف يتصرف مجتمع المخابرات الروسي ويقرأ ويحلّل التقارير الأستخباراتية البريطانية، ويفك شيفرة علاقاتها السريّة في هذه المعلومة بالذات مع مجتمع المخابرات الأسرائيلية الصهيونية، وخاصة مع جهاز الموساد برئاسة عارض الأزياء يوسي كوهين حبيب بعض العرب. وكما قلنا أنفاً من الممكن أنّ الأسرائيلي الصهيوني قبل بالتخلي عن زبالة الأرهابيين بشكل جزئي وتكتيكي، مقابل ترتيبات أمنية على الحدود في الشمال مع الأردن، والأردن قبل بالأجراء الروسي الأخير، وفي حالة أن رفض التحالف العربي الذي يقوده السعودي والأماراتي والقطري، لجل الرؤية الروسية الجديّة الآن والتي بدأت تترسم على أرض الواقع والميدان، فانّ الجغرافيا اليمنية ستكون مقبرة لجنود هذا التحالف غير الشرعي، وخارج قرارات الشرعية الدولية والعربية أيضاً، لذلك قد نرى لاحقاً بعض انحراف سعودي مفاجىء نحو اجتراح الحلول وبشكل سري ازاء المسألة السورية واليمنية والعراقية، وان كان مصدره الرعب بعض الأنحراف هذا ان حدث، وهناك تراجع فيما أعلنت عنه الرياض من قوّات بريه، فمن 150 ألف جندي الى قوّات خاصة سعودية الى اذا رغب التحالف الذي تقوده واشنطن وقرّر الأشتراك بحرب بريّة سنرسل فقط قوّات خاصة، وأكد على ذلك السيد عادل الجبير في لقائه مع وسيلة اعلام ألمانية على هامش ميونيخ2 في وقته(بالرغم من تناقضات تصريحات الجبير حيث لا يستمر موقفه الواحد وتصريحه أكثر من عشر ساعات، حتّى يصرّح بنقيضه، وهذا مؤشر ارتباك وتخبط). الخطر على سورية لم يعد من الجنوب السوري بفعل الجيش العربي السوري، وحزب الله، والحرس الثوري، والمقاومات الشعبوية السورية التي دربها الشهيد سمير القنطار، بجانب الدور الأيجابي لعمّان غير المعلن والرافض للرؤى الأمريكية والسعودية والأماراتية في تسخين جبهة الجنوب السوري، والذي هو في طريقه أي الأردني الى التحالف مع دمشق بمساعدة الروسي(ثمة محاولات أمريكية وسعودية للبحث عن فرص في الجنوب السوري عبر الأردن)والخطر من الشمال السوري بدأ نوعاً ما يتحدد ويحاصر الى حد ما، ويتراجع بعد الأنكفأة التركية المتقطّعة والمكره عليها أردوغان، بسبب عقابيل المحاولة العسكرية الفاشلة والمدانة، بكل اللغات واللهجات المحليّة في كلّ الساحات(لكن الدور العسكري التركي ما زال واضح في المسألة السورية، عبر ما يسمى بدرع الفرات ويقابله غضب الفرات، وهذا ما تعرفه جيداً موسكو). بالرغم من أنّ الجيش التركي لم يدخل في حرب حقيقية منذ أكثر من سبعين عاماً، ولم يستطع القضاء حتّى اللحظة على التمردات الكردية منذ أزيد من خمسة وثلاثين عاماً، وهو يحاول منذ نصف سنة مستعيناً بالمدفعية الثقيلة والأسلحة الثقيلة أن يدخل دون جدوى في شارعين في مدينة سور التابعة لديار بكر، بجانب ثمة عقد وعقد روسية في منشار المقترح السعودي بارسال قوّات برية، بالرغم من أنّ دمشق وموسكو وطهران وحزب الله يستعدون وبصمت على أنّ الأمر واقع لا محالة. وهناك بون شاسع بين الممكن والمتاح، وهو المسؤول عن تموضع الشكل والجوهر الذي ينتهي اليه مسرح العمليات، حيث تضيق الخيارات كل الخيارات، وزمن المتاح بدأ يتلاشى قبل الكارثة القادمة التي ستمزّق المنطقة وعبر حرب العرب بالعرب. في الخلاصة هنا: نجد أنّ العاصمة الأمريكية واشنطن دي سي ضد أي تقارب سعودي ايراني(تصريحات ولي ولي العهد السعودي هي للداخل السعودي المعبىء بالعداء ضد ايران، والغاية تثبيت نفسه داخل مؤسسة حكم العائلة المالكة)وبعهد الناطق الرسمي الجديد باسم البلدربيرغ دونالد ترامب، كون من شأن هذا التقارب أن ينهي العدو الذي صنعته أمريكا ورعته من ايران(فوبيا ايران)لتبتز به السعودية وشقيقاتها الصغرى من دول الخليج. وواشنطن تريد اسقاط سورية ونسقها بالحل السياسي أو الدبلوماسي أو العسكري، ومن ثم تقسيمها الى ثلاث دول لسبب عميق جيواستراتيجي يتموضع في ضرورة الألتفاف على مشروع روسيّا لمد أنبوب الغاز عبر تركيا، بحيث يصار الى تحويل الجغرافيا السورية الى ممر للنفط والغاز السعودي القطري الأسرائيلي الى أوروبا عبر جغرافية تركيا، انّها حرب الطاقة نفطاً وغازاً والتي أنتجت ديبلوماسيات الطاقة بمفهوم جديد، حتّى ولو تطلب الأمر اسقاط أردوغان نفسه(عبر انقلاب عسكري أخر أكثر دموية تقوده واشنطن نفسها)، حيث الأخير أردوغان ما زال يترقب كالمغشيّ عليه من الموت، وفلادمير بوتين لن يتسرّع في رهانه على حصان خاسر لأختراق حلف شمال الأطلسي ومن البوّابة التركية، كون ثمة حاجة مشتركة على طول خطوط البلدين، تركية الى روسيّا وروسيّة الى تركية، حيث تركيا تريدها أوروبا وأمريكا منطلقاً لنشر الفاشيّة الدينية في الداخل الروسي ومجالاته الحيوية، وان حدثت ارتباكات هنا وهناك في مفاصل صنع القرار في حلف الناتو في البدء! التقارب الروسي التركي يفعّل بهدوء وبثبات، وعبر الورقة الأقتصادية وورقة الطاقة(خطوط الغاز خط سيل الغاز الجنوبي ومنها الى أوروبا)وانشاء مجمّع للغاز على الحدود التركية اليونانية لتزويد ايطاليا بالغاز، وليعوّض عن خط سيل الغاز الشمالي والذي ترفض بلغاريا مروره بآراضيها بضغط من الأتحاد الأوروبي، ثم تحييد الخلافات على خطوط العلاقات التركية الأيرانية والبحث عن أي مشتركات وهذا من شأنه أن يقود الى التموضعات في جبهة موحدة ضد محور واشنطن تل أبيب، خاصةً وأن نواة البلدربيرغ الأمريكي تضع في عينها وتمام عقلها وفكرها تقسيم تركيا وعبر الورقة الكردية، حيث البدء تأسيس اقليم كردستان سوري على غرار العراقي ليمهد لدولة كردية قادمة في المنطقة، وتحت ضغط الحرب على سورية ونسقها السياسي كانت الأدارات الكردية المحلية، فتركيا فهمت واستوعبت الرسالة التالية: أن تنسب الأنتصارات في العراق على داعش للبشمركة(على ضعفهم)لا الى الجيش العراقي والعشائر، يعني بمجمله يصب في تحقيق كيان كردي مستقل في الشمال العراقي، مع كيان كردي مستقل في شمال سورية، وتحت ضغط الحرب عليها مما يعني تقسيم تركيا لاحقاً، مع أنّ هناك في استراتيجيات البلدربيرغ الأمريكي تأسيس كيان كردي في شمال غرب ايران عبر الكرد الأيرانيين وحزبهم حزب الحياة الكردي الأيراني(بيجاك)، ومن هنا جاء اتهام ايران للبرازانيين الكرد بتسهيل مهمات الموساد الأسرائيلي في كردستان العراق، للعبث في شمال غرب ايران في دعمه لحزب الحياة الكردي الأيراني(بيجاك). وعلى هذا الأساس يرى البعض من خصوم الدولة الوطنية التركيّة، أنّ أردوغان دون كيشوت تركيا الجديد، ومساعده سانجو رئيس الوزراء يهندسان لتحسين العلاقات مع مصر وسورية، لحين تحقيق مقاربات مصرية تركية قد تقود الى نصف استدارات لحاجة الطرفين لبعضهم البعض، خاصة ما يخطط لتركيا عبر الورقة الكردية(الكيانيّة الكردية التي يجري الحديث عنها الآن هي فخ لتركيا لتفجيرها من الداخل)، ومصر عبر سيناء ومجتمعها حيث الأرهاب وحواضنه، وعبر ليبيا باتجاه المسار المصري لاحقاً، بالرغم من أنّ العلاقات الديبلوماسية لم تنقطع بين القاهرة وأنقرة وكذلك العلاقات الأقتصادية والتجارية والسؤال هنا: هل تسمح واشنطن وبلدربيرغها بعودة حقيقية للعلاقات المصرية التركية؟ ما هو نوع وطبيعة الأعتراض الأسرائيلي الصهيوني المتوقع على عودة العلاقات؟ وهل تطبيع العلاقات التركية الأسرائيلية الآن لتجاوز الفيتو الأسرائيلي على عودة العلاقات المصرية التركية؟ هل ثمّة اعاقات سعودية اماراتية أو فيتو سعودي اماراتي مشترك لعودة العلاقات على خطوط علاقات القاهرة أنقرة؟ وفي حال رفع الفيتو السعودي الأماراتي المشترك عن عودة العلاقات بين أنقرة والقاهرة، ما هي التنازلات التركية المطلوبة سعوديّاً واماراتيّاً؟ وهل تستجيب تركيا لما هو مطلوب من الزاوية السعودية والأماراتية؟ كيف يكون الدور البريطاني في مسألة الرغبة المصرية التركية المشتركة لتحسين العلاقات وعودتها، في ظل وقوع الجيش التركي تحت المظلة البريطانية والجيش المصري تحت المظلة الأمريكية؟. هناك معلومة تتحدث عن لقاءات حدثت بين المخابرات المصرية والمخابرات التركية وبمبادرة تركية وفي القاهرة نفسها، بحثت مسألة تحسين العلاقات وما يعترضها والفيتوهات المتوقعة من بعض الأطراف الخليجية، والطرف الأمريكي والطرف الأسرائيلي الصهيوني. وفي ظل ما يخطط لتركيا من استراتيجيات بلدربيرغيّة وفي عين نواته وهدفه نتساءل التالي:- هل عوامل الربط التركي مع ايران وروسيّا والصين صارت أقوى مما هي عليه مع واشنطن، خاصةً بعد تغير المشهد السياسي التركي كنتاج لعقابيل محاولة الأنقلاب العسكرية المفتعلة، ونجاحات الأستفتاء التركي الأخير والتي كانت بطعم الهزيمة؟ وهل من شأن ذلك أن ينعكس على جلّ المسألة والحدث السوري؟ الدور التركي في سورية انكفأ ثم عاد الى وتيرته السابقة، عبر وقوعه بالمصيدة السورية الروسية من جديد. صحيح مئة بالمئة أنّ أردوغان الآن ورغم أنّه قطع كل خيوط علاقاته مع النسق السياسي السوري، قد لا تكون لديه مشكلة من بقاء النظام والنسق السياسي السوري ورمزه الرئيس بشار الأسد، حيث العامل الكردي يدفعه للتنسيق مع السوري ونسقه السياسي، ان بصورة مباشرة، وان بصورة غير مباشرة، عبر الأيراني والروسي والألماني(برلين تعتبر الكرد جزء أصيل من العرق الآري الألماني). أعتقد وأحسب أنّه سيحدث تمنّع تركي واضح في البدء، لكن في النهاية سيتعاملون مع معطيات الواقع السوري في حالة تظهير التحالف الأقليمي الجديد المدعوم روسيّاً وصينيّاً ومن باقي دول البريكس، في السياسة والديبلوماسية والأقتصاد والتسليح، مع وجود حزب الله وأدواره في المنطقة لاحقاً والتي قد تتجاوز الحدود اللبنانية نحو حدود الدم والنار التي يرسم بها محور واشنطن تل أبيب ومن ارتبط به حدود الساحات وفقاً لمصالحه. انّ نوتّت ونغمة أردوغان الكلاسيكية مع استمرار النزاع مع المسلحين الراديكاليين ستستمر، وهنا سيردد الأردوغان الرئيس: أنّ سبب هذا النزاع الميداني هو بقاء الأسد، وأعتقد هنا أنّ هذه النوتت والنغمة الكلاسيكية الأردوغانية لم تعد تقنع أردوغان نفسه، ولا حتّى كيسنجرات تركيا من أحمد داوود اوغلوا ومدير المخابرات التركي هاكان فيدان الى علي يلدريم وغيرهم.