2024-04-23 08:26 م

واشنطن تشرح لدبلوماسييها المتشككين مضامين (أميركا أولا)

2017-05-05
شرح وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون لموظفيه كيف يتم تطبيق سياسة “أميركا أولا” على السياسة الخارجية لكنه لم يتطرق إلى التخفيضات التي اقترحتها إدارة ترامب في الميزانية وتقلق الكثير من الدبلوماسيين.
وهذه هي المرة الأولى التي يوجه فيها تيلرسون كلمة لجميع العاملين في وزارة الخارجية منذ أن تولى منصبه في الثاني من فبراير الماضي وخاطب مئات من المسؤولين في بهو الوزارة.
وكان بعض الحلفاء بل وبعض المسؤولين الأميركيين فسروا سياسة “أميركا أولا” التي أعلنها الرئيس الجمهوري دونالد ترامب على أنها تمثل خطر الانعزال عن العالم إذ تضع المصالح الداخلية الأميركية فوق مصالح شركائها في الخارج.
وفي أوفى شرح حتى الآن لآراء إدارة ترامب في السياسة الخارجية قال تيلرسون إن أولويات السياسة الخارجية الأميركية “خرجت قليلا عن مسارها” في العقود السابقة.
ووقف يتحدث دون أن تكون أمامه أي ملاحظات ويتحرك أثناء الحديث في بهو الوزارة فقال “هذه فعلا علاقات مهمة لنا وهؤلاء حلفاء مهمون فعلا لكن علينا أن نعيدهم إلى التوازن.”
وعلى سبيل المثال قال إن إدارة ترامب تفرض مزيدا من الضغوط على أعضاء حلف شمال الأطلسي لإنفاق المزيد من المال على الدفاع وتحاول إبرام صفقات أفضل مع شركاء الولايات المتحدة التجاريين.
وأشار أيضا إلى أن الولايات المتحدة ستقلل التركيز على مخاوف حقوق الانسان في بعض تعاملاتها مع الدول الأخرى.
وقال تيلرسون “في بعض الظروف إذا رهنتم جهودنا في الأمن الوطني بتبني طرف ما قيمنا فلا يمكننا على الأرجح تحقيق أهدافنا في الأمن الوطني.”
وأثار هذا التعليق انتقادات من جانب بعض الدبلوماسيين. وقال مسؤول قديم بالوزارة طلب عدم ذكر اسمه حتى يتحدث بصراحة إن أي خطوة تتخذ للتهوين من حقوق الانسان والديمقراطية ستمثل مجازفة بأساس زعامة الولايات المتحدة للعالم.
عرض تيلرسون الأولويات الأمريكية في مختلف أنحاء العالم بما فيها شرق آسيا وروسيا وأفريقيا والنصف الغربي من الكرة الأرضية ولم يأت على ذكر أوروبا خلال حديثه الذي استمر نحو 40 دقيقة.
وفيما يخص كوريا الشمالية قال إن الإدارة ستكون على استعداد لاستخدام العقوبات الثانوية لاستهداف الشركات الأجنبية التي تستمر في التعامل مع بيونج يانج بالمخالفة لعقوبات الأمم المتحدة.
أما فيما يتعلق بالصين فقال تيلرسون إن الولايات المتحدة أمامها “فرصة هائلة” لرسم علاقتها بهذه القوة العظمى على مدار العقود القادمة وإنه شعر باهتمام كبير من القيادة الصينية للقيام بذلك أيضا.
وبخلاف كوريا الشمالية تختلف المواقف الصينية والأميركية أو حتى تتعارض مصالح البلدين في بحر الصين الجنوبي وقضايا التجارة والأمن الالكتروني وغيرها.
وقال تيلرسون إنه أبلغ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال زيارته لموسكو الشهر الماضي أن العلاقات الأمريكية الروسية بلغت أدنى مستوياتها منذ الحرب الباردة.
وأضاف “لم يعترض. هز كتفيه وأومأ برأسه موافقا.”
وقال إن مجموعة عمل برئاسة توم شانون نائب وزير الخارجية بالوكالة تحاول معالجة القضايا التي “تؤرق” العلاقات الأميركية الروسية.
إلى ذلك وافق مجلس النواب الأميركي على مشروع قانون لإنفاق 1.2 تريليون دولار من أجل استمرار عمل الهيئات الاتحادية حتى 30 سبتمبر وتجنب إغلاق الحكومة يوم السبت حين تنفد الأموال الحالية.
ونال مشروع القانون موافقة 309 أصوات مقابل رفض 118. وأحال مجلس النواب، المشروع الذي يتضمن زيادة الإنفاق العسكري، إلى مجلس الشيوخ المتوقع أن يوافق عليه قبل منتصف ليل يوم الجمعة.
يأتي ذلك قبل تصويت الاكثرية الجمهورية في مجلس النواب على الغاء قانون الرعاية الصحية للرئيس السابق باراك اوباما المعروف باسم “اوباماكير”، علما بانها تتعرض لضغوط لمنح الرئيس دونالد ترامب انتصارا تشريعيا.
واعلن المسؤولون عن النواب الجمهوريين الاربعاء انهم سيحاولون للمرة الثانية اقرار نص لالغاء قانون “اوباماكير” واستبداله بعد فشل اول في تحقيق ذلك في 24 مارس الماضي.
ومساء امس الاول قال كيفن ماكارثي زعيم الغالبية الجمهورية للصحفيين “لدينا ما يكفي من الاصوات لضمان اقرار النص. انه نص جيد”.
وبعد تعديل النص الذي استغرق اسابيع لاقناع اكبر عدد ممكن من النواب الجمهوريين قد تكون عملية التصويت صعبة، لان ايا من النواب الديموقراطيين لا يدعمه.
وسيضطر الجمهوريون الى رص الصفوف لجمع الاصوات الـ216 اللازمة لإقراره رغم انقساماتهم الداخلية. ويمكن ل22 نائبا فقط ان يعارضوا.
حاليا يضم مجلس النواب 238 نائبا جمهوريا و193 ديموقراطيا. وفي حال تم اقرار النص فسيعرض في الاسابيع المقبلة على مجلس الشيوخ حيث سيخضع لتعديلات كبيرة.