2024-04-25 07:08 م

صفعات متلاحقة وانهيارات متسارعة للإرهابيين

2017-05-03
بقلم: محمود الشاعر
في الوقت الذي يتقرر فيه انعقاد مباحثات جديدة في أستنة تذهب الأطراف الإرهابية إلى الطاولات الكازاخية صفر اليدين ودون أوراق تمكنها من الظهور بقوة في المشهد السوري حيث رائحة جثث قتلاهم من الفصائل المتناحرة في الغوطة الشرقية تزكم الأنوف وتجعل الأفق السياسي مسدوداً أمام داعميهم ومشغليهم ،وما الخلافات المحتدمة بين تلك الفصائل إلا دليلاً على تعمق الخلافات بين مشغليهم الإقليميين ،فالسعودية الداعمة لجيش الإسلام الإرهابي لا تريد لقطر الداعمة لفيلق الرحمن أن يكون لها أي دور في مساحة الصراع السوري لذلك أوعزت لأذرعها الإرهابية بمنع فيلق الرحمن من السيطرة على مناطق جديدة لإخراج قطر من حسابات التفاوض ،ولأن الخونة تحكمهم شريعة الغاب لذا كان من المناسب أن تنهش تلك الفصائل بعضها بعضاً أمام تباين تطلعات داعميها وهذا ما سيعود بالخير على العاصمة السورية التي تشهد انتحاراً جماعياً يقوم به هؤلاء التكفيريون في غوطتها وينبئ ببداية مبشرة لتحريرها من دنس الإرهاب التكفيري . إن سلسلة المصالحات والتسويات المتسارعة التي تشهدها مناطق مختلفة على امتداد الجغرافيا السورية تشكل اليوم صفعة للمتآمرين الذين راهنوا على عدم قدرة سورية على الصمود أمام الفتنة التي أشعلها هؤلاء ،إن مثل هذه المصالحات التي حقنت دماء السوريين تعد بمثابة ورقة قوة جديدة تضاف إلى جعبة الوفد السوري الذي يذهب اليوم إلى أستنة مدعماً بانتصارات الجيش العربي السوري الذي انهارت أمام انجازاته جموع الإرهابيين وولت هاربة في ريفي حماة وحمص الشرقي وفي مناطق مختلفة ما يجعل ميزان القوى يرجح لصالح الجيش السوري أمام كفة خاسرة لوفد الفصائل الإرهابية التي لم تتمكن الضربة الإسرائيلية الأخيرة لمطار دمشق والتي أريد بها التعمية على انتصارات الجيش في الميدان ،لم تتمكن هذه الضربة من إضافة رصيد جديد للوفد المفلس كما لم تتمكن مسرحية الكيماوي الفاشلة في خان شيخون من إخراجهم من حالة اليأس والاحباط التي يمرون بها اليوم نتيجة لانهياراتهم المتسارعة في الميدان رغم الدعم الإسرائيلي والأميركي الذي رفع شعار مكافحة الإرهاب وفعل كل شيء لدعمه وتثبيته . وعلى طاولات التفاوض المرتقبة يأمل السوريون إيجاد نقاط جديدة في طريق حل الأزمة السورية ،فهل سنشهد خطوات حقيقية نحو الحل أم أننا أمام حلقة مفرغة مجدداً من الدوران في المكان أمام تعنت وعنهجية الطرف الارهابي.
*أمين تحرير صحيفة العروبة بحمص