2024-03-19 08:25 ص

الأوهام العدوانية الخلبية في الجنوب السوري

2017-04-26
بقلم: محمود الشاعر
بعد سبع سنوات عجاف من العدوان السافر على الأرض السورية مارست خلاله قوى العدوان من الغرب المتآمر والأعراب المتخاذلين أشكالاً مختلفة من التدخل الخارجي العدواني كان هدفه الأول إسقاط سورية الصامدة عبر تقسيمها وفدرلتها ومحاولات اقتطاع أجزاء منها تحت مسميات مختلفة وعبر ذرائع واهية ليس آخرها محاربة الإرهاب وإقامة مناطق آمنة ، بعد ذلك كله تعود تلك القوى لحشد إمكاناتها من جديد وتعد العدة لمواجهة عسكرية في الجنوب السوري بأذرع أردنية ودعم إسرائيلي وواجهة هشة من المعارضة المزعومة لإقامة منطقة عازلة من خلال فصل الجنوب عن الأرض السورية وذلك خدمة لإسرائيل وتحقيقاً لأطماعها الدنيئة في المنطقة . إن المتابع لمجريات الأحداث يدرك جيداً أن الدور المطلوب من الأردن اليوم هو القيام بحشد قواته العسكرية للتضامن مع مجموعة من الفصائل المنضوية تحت لواء المعارضة المزعومة وذلك لما يزعم بأنه محاولة لفرض الأمان والاستقرار في الجنوب السوري ومحاربة داعش وأعوانه ، هذا ما يبدو في ظاهر الأمور أما في باطنها فإن حقيقة الأمر تتجلى في القيام بالتمهيد للقوات الإسرائيلية لضرب القواعد السورية في الميدان واحتلال المنطقة من قبل الوحش الإسرائيلي الذي له اليد الطولي في الفوضى المدمرة التي تعم مناطق مختلفة من الأراضي السورية والذي أعلن مراراً عن دعمه للقوى الإرهابية المسؤولة عن تلك الفوضى واستعداده لتقديم المساعدة ومد يد العون لها لتدمير سورية والنيل من كرامتها ، ويبقى العدوان الإسرائيلي الأخير على مواقع للدفاع الشعبي في القنيطرة خير دليل على السعي الحثيث والمتواصل للكيان الساقط لإعطاء الفصائل الإرهابية جرعات إنعاش ترفع من معنوياتها بعد حلقات الهزائم المتواصلة التي منيت بها على امتداد الرقعة السورية . إن ما عجزت قوى العدوان عن تحقيقه خلال سنوات من الخيبة والخذلان والتقهقر على يد أبطال الجيش العربي السوري لن تحصل عليه وإن بدلت أقنعتها وغيرت أدواتها لأنه في كل مناورة أو محاولة خائبة لبسط سيطرتها على إحدى المناطق السورية فإنها ستجد أسود الحمى لها بالمرصاد يدافعون عن حياض الوطن ويفشلون مخططات العدوان لتبقى بلادهم حرة أبية.
أمين تحرير صحيفة العروبة بحمص