2024-04-16 10:20 م

بين سورنة الحدث الأوكراني وأكرنة الحدث السوري المنطقة مفتوحة على كلّ شيء الاّ الأستقرار

2017-04-22
بقلم: المحامي محمد احمد الروسان*
أبت كل المعطيات إلاّ أن تقول:- بأنّ خارطة طريق تغيير التوازنات الاستراتيجية الشرق أوسطية وبالتالي الدولية، يبدأ بالضرورة من دمشق، وينتهي بالضرورة في دمشق أيضاً، وهذا قاد ويقود الى وجود مشروع روسي مشترك مع دول البريكس اسمه عالم متعدد الأقطاب، في مواجهة مشروع أمريكي ودول أخرى اسمه الغطرسة والهيمنة الأمريكية، عبر حذاء روسي مرفوع بالوجه الأمريكي، ان بسبب المسألة السورية، وان بسبب المسألة الأوكرانية، وان بسبب الأنحياز الأمريكي الصارخ والحاد للكيان الصهيوني في مواجهة الفلسطينيين والعرب. وسورية بديكتاتورية جغرافيتها السياسية، وموردها البشري ونسقها السياسي وجوهره "توليفة" حكمها السياسي، تعد بالنسبة للغرب بما فيه الولايات المتحدة الأمريكية وعبر حلف الناتو الحربي، المدخل الأستراتيجي للسيطرة وبتفوق على المنظومة العسكرية الأممية الجديدة المتشكّلة بفعل المسألة السورية، ولأحتواء الصعود المتفاقم للنفوذ الروسي الأممي، والساعي الى عالم متعدد الأقطاب عبر فعل ومفاعيل الحدث الدمشقي، وصلابة مؤسسات نواة الدولة الفدرالية الروسية ازاء ما يجري في الشام من صراع فيها وعليها وحولها، فالروس يصحون وينامون ويتسامرون على وقع أوتار ما يجري في سورية. والعاصمة الأمريكية واشنطن دي سي وبتوجيه من البلدربيرغ الأمريكي وعبر المجمّع الصناعي الحربي الأمريكي، تبني آمال كبيرة مع (تعويلاتها) الأفقية والرأسية على حليفها الشرق الأوروبي(أوكرانيا) بسلطاتها وكارتلاتها العسكرية والأقتصادية، ودورها الكبير في تهديد كينونة ووجود الفدرالية الروسيّة واعاقة صعودها الهادىء والثابت والمتواصل، عبر نشر القدرات العسكرية الأمريكية المختلفة وقدرات حلفائها في الناتو، وتوظيفها وتوليفها في اشعالات للثورات الملونة من جديد، وعلى طريقة ما سمّي بالربيع العربي كي تجعل من الجغرافيا الأوكرانية وعبر حكّامها المستنسخون الذيليون للكابوي الأمريكي، كحاجز رئيسي في الفصل بين الفدرالية الروسية وشرق أوروبا القارة العجوز المتصابية، ما بعد ضم القرم الى روسيّا عبر استفتاء شعبوي ديمقراطي نزيه، بعد خسارة واشنطن والناتو من ميزات استخدام السواحل الأوكرانية في السيطرة والنفوذ على منطقة البحر الأسود، بسبب تداعيات الضم الروسي لقرمه عبر استفتاء شعبوي عميق. لسنا من عراة الفكر عندما نتساءل التساؤل التالي هنا، وعبر هذا القول المحفّز للتفكير على دقة الوصف: من المعروف للجميع أنّ(العاهرة)أي عاهرة، لا تعلن توبتها الاّ بعد أن تلفظها الحياة بتعبيراتها المختلفة، وعبر الكبر والهرم نحو فتاة أخرى تصغرها وأجمل منها، وأكثر أنوثة واثارة بل تفيح بالأنوثة فيسيل اللعاب الذكوري وأحياناً الأنثوي ان كانت العاهرة سحاقية، في هذه اللحظة التاريخية فقط تعلن توبتها، فهل(العاهرة)روبرت فورد لم يعلن توبته بعد، رغم دمويته وأستاذه جون نغروبنتي في صناعة فرق الموت في السلفادور والعراق وسورية، والآن يقدّم أوراق اعتماد جديدة لجنين الحكومة الأممية(البلدربيرغ)عبر تصريحاته الأخيرة، ليصار لأستدعائه لأنشاء فرق الموت في الداخل الأوكراني ومن جديد وبنسخ أعمق من السابقة، كون ترامب قرر التسخين مع روسيّا، من عقود استخدام اليمين المتطرف في الغرب الأوكراني وممن اكتسبوا مهارات القتال في الداخل السوري من بعض شيشان وبعض شركس وبعض تتر وبعض عرب، عبر منظومات الجهاد العالمي ازاء الفدرالية الروسية؟ حيث تعمل الولايات المتحدة الأمريكية الآن وبشكل صريح وواضح بالتعاون مع "اسرائيل" في أوكرانيا بعد ضم القرم، تمثل تجليات عملها العسكري والمخابراتي والسياسي والدبلوماسي، بزيارة سريّة لرئيس وكالة الأستخبارات الأمريكية مايك بوميو قبل اسبوعين الى كييف، برفقة ضبّاط من الموساد الأسرائيلي ومن أصول روسية وأوكرانية وخبراء من شعبة الأستخبارات العسكرية الأسرائيلية، في خطوة استفزازية لموسكو وحواضن النفوذ الروسي في الداخل الأوكراني الساخن، فظهر التصعيد في مناطق شرق أوكرانيا مع امتدادات لهذا التصعيد لجهة الجنوب الشرقي لأوكرانيا، وعبر استخدامات لبعض قطاعات الجيش الأوكراني المتحالف مع كارتلات اقتصادية وأمنية ذيلية لواشنطن في كييف ضد المدنيين الموالين للروس في أقاليم شرق أوكرانيا وجنوبها. "اسرائيل" الكيان الصهيوني، تقوم الآن بدور خطير في أوكرانيا وهو نفس دورها في الحدث الجورجي – الروسي عام 2008 م، ففي الحدث الجورجي الأخير، قامت هذه الدولة الطارئة على الجغرافيا والتاريخ في المنطقة الشرق الأوسطية والعالم، بدور البروكسي الأمريكي الذي نقل وينقل الدعم والمعونات الأمريكية لنظام الرئيس ساخاشفيلي، حيث تم توقيع اتفاقية تعاون عسكري – أمني بين تل أبيب وتبليسي في حينه، قامت بموجبها جورجيا بتخصيص مطارين عسكريين في جنوب جورجيا لأستخدام القوّات الأسرائيلية، وتوقيعها أيضاً على المزيد من العقود مع الأطراف الأسرائيلية المعنية لجهة تأمين الحصول على المزيد من الأسلحة والعتاد والتدريب العسكري والأمني. والآن وكما أسلفنا تقوم "اسرائيل" بذات الدور في الحدث الأوكراني، فتم توقيع اتفاقيات عسكرية اسرائيلية مع سلطات كييف، وباشراف جارد كوشنير زوج ايفانكا وشركاته، كبير مستشاري الرئيس ترامب، بالتنسيق مع مدير السي أي ايه مايك بوميو وبوجود الخبراء الأسرائليين وضبّاط الموساد المرافقين له، هذا وقد أعدّ قادة كييف قائمة باحتياجات الجيش الأوكراني من الأسلحة والعتاد العسكري، مع وضع مجموعات اليمين المتطرف الأوكراني الموالي للغرب في الغرب الأوكراني تحت تصرف وأوامر محطة الموساد الأسرائيلي في الداخل الأوكراني، وتقول المعلومات أنّ مجتمعات المخابرات الأمريكية والأسرائيلية، تعمل على اعادة خلق وتخليق مجموعات من تنظيم(القاعدة)الأرهابي، عامودها الفقري من مقاتلين من القوقاز من شيشان وتتر وبعض شركس، الذين قاتلوا في سورية وعلى مدار سنوات واكتسبوا مهارات قتالية، وكلنا سمعنا تصريحات روبرت فورد الأخيرة صانع فرق الموت في العراق وفي سورية عندما قال وبكل وقاحة سياسية: على روسيّا أن تكون مستعدة للتعامل مع الشيشان وبعض قرنائهم من التتر والشركس حين العودة الى مناطق عيشهم الأصلية حيث اكتسبوا مهارات كبيرة ومهمة في القتال. نواة الدولة الروسية القومية والوطنية تدرك، أنّ خيار التصعيد في أوكرانيا هو خيار أمريكي اسرائيلي صرف وليس أوروبي بامتياز، لذلك موسكو تمد الجسور مع أوروبا وترسل رسائل عدّة، في حين نجد أمريكا تدفع أوروبا القارة العجوز للتصعيد مع روسيّا عبر الملف الأوكراني، لتبقى القارة الأوروبية تحت دائرة النفوذ الأمريكي ولأبعاد روسيّا عنها، والدولة الأوروبية الوحيدة والتي تحاول حفر قناة مستقله بعيداً عن شقيقاتها الأوروبيات مع الفدرالية الروسية هي: ألمانيا أقوى اقتصاديات الدول الأوروبية وذات العلاقات الأقتصادية(ألمانيا تعتمد بشكل كلي على الغاز الروسي)والأستخبارية مع موسكو، حيث التعاون المخابراتي المشترك والمتساوق في أكثر من ملف دولي واقليمي وفي الشرق الأوسط، وكيف استطاع بوتين بسبب عمق خبرته لألمانيا ومجتمع مخابراتها أن يجعل خطوط التنسيق الأمني الروسي الألماني اتوستراد واسع حيث القواسم المخابراتية المشتركة والمتعددة، وخير مثال على ذلك: التحالف المخابراتي الروسي الألماني مقابل تركيا وأدوارها في أسيا الوسطى والشرق الأوسط وفي الداخل الأوروبي. الغرب وأمريكا يستخدمان أوكرانيا كدميه في اللعب الجيوسياسي مع روسيّا، كما يدفعان سلطات كييف لخوض حرب بالوكالة عنهما ضد روسيّا وأمنها القومي، تماماً كما يفعلان في الحدث السوري عبر دفع الأتراك وبعض مملكات القلق الخليجي وبعض عرب وزومبياتهم الأرهابية لتدمير الدولة الوطنية السورية. وروسيّا تعتبر أوكرانيا - كييف بسلطاتها الجديدة ودول شرق أوروبا الأخرى، بمثابة القاعدة الأمريكية الأسرائيلية المتقدمة في استهداف موسكو من جهة، كما تؤمّن وتحفظ هذه القاعدة الأمريكية الأسرائيلية سيطرة واشنطن على الموارد النفطية الموجودة في منطقة بحر قزوين وآسيا الوسطى، وهل هو بحر مغلق أم بحيرة؟ كون تحديد وصفه هذا يبين الأساس القانوني البحري، لتقاسم الثروات وحسب مقتضيات القانون البحري الدولي والأتفاقيات بين الدول، ليصار في النهاية لتقسيم الثروات الطبيعية الزاخره في عمقه، وايران طبعاً حاضرة بقوّة بوصفها دولة مطلة على هذا البحر، الذي تفوق جودة نفطه وغازه عن جودة نفط وغاز الخليج في المنطقة العربية. انّ ما يقلق العاصمة الأمريكية واشنطن دي سي، هو قدرة وامكانيات روسيّا الكبيرة، في توفير خيارات استراتيجية بديلة على مجمل قطاعات المجتمع الدولي وقطاعات المجتمعات العربية ومشاكلها مع الآخر، وهذا من شأنه كما يتحدث معظم الخبراء أن يضعف الدور الأمريكي على العالم وفي الشرق الأوسط، بعبارة أخرى وكما أحسب وأعتقد، أن يضعف ويقلّل من الدور الرعوي الديكتاتوري المغلّف بغلاف الديمقراطية والحرية وحقوق الأنسان والحاكمية الرشيدة، لواشنطن على العالم وقلبه الشرق الأوسط، وقلب الأخير سورية بنسقها السياسي ودكتاتورية جغرافيتها. وهذا القدر الروسي المتصاعد من شأنه أيضاً من الزاوية الأميركية، أن يدفع الكثير من الدول والساحات وخاصةً في العالم العربي الى العلاقات القوية والمتينة مع موسكو، وعلى قاعدة التنويع في العلاقات الدولية المتوازنة. وما يقلق الأمريكان كذلك، أي تحالف ألماني روسي، فواشنطن وكما ذكرنا تسعى الى ابعاد أوروبا مجتمعةً عن روسيّا والعكس أيضاً وبأي طريقة، ولهذا الموقف الأمريكي أبعاد استراتيجية مركبة، فنلحظ ونرى ونلمس دفعاً أمريكيّاً لألمانيا للتورط بالحدث الأوكراني سياسيّاً واقتصادياً وأمنياً وعسكرياً، رغم مقاومة ألمانيا لهذا الدفع الأمريكي الجنوني، واجتراحها وحفرها قناة مستقلة مع موسكو بعيداً عن شقيقاتها الأوروبيات. والذي يثير مخاوف الولايات المتحدة الأمريكية من الفدرالية الروسية، ترجمات موسكو لصعودها العالمي من جديد عبر تشكيل روسيّا لتكتل عالمي مع بكين والهند والبرازيل عام 2009 م عبر انشاء مجموعة البريكس، ثم انضمام دولة جنوب أفريقيا لها لاحقاً عام 2010 م، وأظهر هذا التجمّع الدولي والتكتل فاعليته من خلال استخدام للفيتو الصيني الروسي المزدوج في المسألة السورية أكثر من مرة، والفيتو الروسي أكثر من مرة لوحده، وهي أكبر أزمة تحدث ما بعد انتهاء الحرب الباردة والآن الأزمة الأوكرانية بعقابيلها المختلفة. نعم موسكو وبالتحالف مع ايران والصين وباقي دول البريكس، قاموا بمنع المحور الأمريكي الأوروبي التركي الخليجي وبعض عرب من تحقيق أجنداته عبر الصراع السوري، والأخير تحوّل الى ساحات مكثفة للمجابهات الدولية الأقليمية وعبر حطب سوري متعدد، والأزمة الأوكرانية هي نتاج طبيعي لحالات الكباش الروسي الأمريكي المتصاعد والحاد والعرضي في المسألة السورية. انّ روسيّا الصاعدة وذات الشعور القومي المتصاعد وبزعامة الزعيم فلادمير بوتين، تنال الدعم المطلق من قاعدة اجتماعية روسية واسعة، حيث القوميون الروس والشيوعيون والكنيسة الأرثوذوكسية في كتلة واحدة داعمة ومؤيدة له وكحاضنة شعبوية ودينية وسياسية، حيث استطاع الرئيس الروسي بوتي أن يعيد بناء النزعة القومية الروسية والمدعّمة والمدرّعة بنزعة سلافية تشجعها وتدعمها الكنيسة الدينية الأرثوذوكسية، حيث انفتاح بوتين على الأخيرة واستدعائه للروح القومية الروسية في مواجهة الغطرسة الأمريكية، ومواجهة هذا الجنون المرتبك نتيجةً لمتاهات العاصمة الأمريكية واشنطن دي سي. فصار الروس أكثر توقاً وشوقاً في السعي الى تأسيس لبنات نظام عالمي جديد متعدد الأقطاب، يولد من رحم الأزمات عبر ما وفّره ويوفّره الحدث السوري والحدث الأوكراني، والأخير وكما ذكرنا ونذكر نتاج طبيعي لحالة الكباش الروسي الأمريكي الحاد في سورية، بل أنّ شكل العالم الحديث بدأ تشكيله وتشكله من سورية، والأزمة الأوكرانية ما هي الاّ داعم آخر على طريق المتعدد القطبية. تتحدث معلومات أجهزة متابعة لمجريات أوضاع المؤسسات الأمنية الفدرالية في الولايات المتحدة الأميركية، وبعد استعصاء وتعثر لا بل فشل الرؤية الأمريكية البعض العربية في سورية، وما حدث ويحدث في أوكرانيا وما بعد الضم الروسي الناعم للقرم ودون اطلاق رصاصة واحدة وخسارة جندي روسي واحد، بأنّ مصادر إعلامية على مستوى عال وعلى علاقات بمصادر عليمة في مجلس الأمن القومي الأميركي والبنتاغون الأميركي، قامت بتسريب معلومات دقيقة لبعض وسائل الميديا المقرّبة والموثوقة، حيث نشرت الأخيرة مؤخراً تقريراً أمنيّاً بلغة صحفية وعلى شكل تحليل إخباري بمضمون يفيد: أنّ السي آي إيه اتجهت وتتجه نحو إنشاء، محطات استخبارية جديدة بالخارج، ورفدها بالعناصر البشرية كمحللين للمعلومات من الداخل الأميركي ومن مواطنين خبراء من مواطني الدول الحليفة، التي تستضيف مثل هكذا محطات استخبارية أميركية عبر مذكرات تفاهم مخابراتية وخاصةً في دول الجوار السوري، كما تسعى وكالة المخابرات المركزية الأميركية لتوسيع وتطوير، محطاتها الخارجية الحالية ورفدها بالمزيد من المحللين ضمن عملية مستمرة وإعادة، هيكلة تنظيمية وإصلاحات حقيقية فيها. وفي تقديري كمتابع دقيق لجلّ التفاصيل، أنّ ذلك يعد جزءً مهماً من استراتيجيات مخابراتية طويلة المدى، للسي أي إيه في الخارج الأميركي وفي القواطع والمثلثات الإقليمية لعمل، المحطات القديمة المراد تحديثها بشكل شمولي، والجديدة المنوي إنشائها ضمن رؤية مستحدثة أو تم البدء في عمليات الأنشاء والتأسيس ووضع الخطط والبرامج. هذا وقد أسهب في الإيضاح التقرير الآنف ذكره المنشور في مجتمع الميديا الموثوق والمقرّب في الداخل والخارج الأمريكي منذ مدد زمنية، لجهة زمن عمليات التوسع الخارجي لأنشطة وكالة المخابرات المركزية الأميركية، وخاصةً بعد أحداث الأيلول الأميركي الأسود عام 2001 م، وانشاء الحكومة الأمريكية السريّة في 12 أيلول عام 2001 م بزعامة ديك تشيني ورامسفيلد، من حيث إنفاق الأموال الطائلة(سائلة وعينية)وزيادة، في عدد وعديد الضباط والمحللين وعناصر جمع المعلومات في الخارج وعلى أرض الميدان العملياتي، مع تنفيذ المزيد من العمليات العسكرية السريّة، وضربات جوية بواسطة طائرات بدون طيار ومع بدء تحريك بعض الساحات العربية الحليفة وغير الحليفة عبر ما يسمى بالربيع العربي. كما أفادت معلومات استخبارية، متابعة للشأن المخابراتي الأميركي، أنّ مديرية التخطيط والسيطرة الإستراتيجية في السي آي إيه، عقدت ورش عديدة تمخض عنها دراسات تمتاز بالطابع الإستراتيجي – الأمني، عالي الدقة والموضوعية في تطوير وتحديث القدرات والعناصر البشرية المؤهلة والمدربة الأميركية، ومن مواطني الدول الحليفة لها في العالم وخاصة في الشرق الأوسط, وذلك عبر نشر المزيد من المحطات الأستخبارية الرئيسية الجديدة والفرعية، المستولدة(بفتح اللام) والمستولدة(بكسر اللام) لأفرع أخرى وتطوير الموجود الحالي منها. وبسبب الإخفاقات الأمنية المخابراتية، وعبر فجوة إشكالية المعلومات الأستخباراتية التي عانت وتعاني منها وكالة المخابرات المركزية الأميركية، لجهة الأخطاء في التخمينات والتقديرات وخاصة في المشهد الصيني، والمشهد الكوري الشمالي، والمشهد التايلندي ومناطق جنوب شرق أسيا، وحيال المسرح الإيراني والباكستاني، والمسرح الأفغاني، والمسرح العراقي، والمسرح المصري، والمسرح التركي، والمسرح السوري، المسرح الأوكراني وعقابيله المستمرة، العلاقات الروسية – الصينية ومسارات تطورها، وفي الملف اللبناني – المقاومة وحزب الله، وفي ملف الدولة الأردنية – الحراك السياسي الفاعل داخل مؤسسات الدولة الأردنية الرسمية والشعبوية. فالوكالة فشلت فشلاً ذريعاً، إن لجهة تقديم المعلومات الضرورية والكافية التي تتمتع بالمصداقية والدقة، في وقتها المناسب والداعمة لقرارات الإدارة الأميركية، وخاصةً قرارات مجلس الأمن القومي الأميركي، و وزارة الخارجية الأميركية، ومؤسسة البنتاغون، ودعم تخمينات وتقديرات مجمّع المخابرات الأميركي، فكانت النتائج مخيبة للآمال وفي غاية السوء. الاختراقات الأمنية المخابراتية لأروقة الوكالة نفسها ومنشآتها من قبل شبكة المخابرات الإسرائيلية مستمرة وتجري على قدم وساق الآن، جهاز الموساد والشين بيت وآمان، حيث درجت هذه الأجهزة على تقديم تخمينات وتقديرات أمنية وسياسية مغلوطة، ليتم تظليل المخابرات الأميركية ومراكز القرار السياسي الأميركي، لجهة مجريات الأوضاع في الشرق الأوسط، وعرفنا وشرحنا وفي أكثر من تحليل أنف لنا، كيف كان يفبرك كل من السفير جيفري فيلتمان المساعد السياسي الحالي لأمين عام الأمم المتحدة بقرار أمريكي، ودينيس روس الفاعل والمتفاعل بعمله الحالي كمستشار غير معلن لشعبة الدراسات في الموساد الأسرائيلي، بالتعاون مع جارد كوشنير كبير مستشاري البيت الأبيض زوج ايفانكا ترمب، كيف كانا(روس وفيلتمان)يفبركان تقاريرهم إلى رئيس مجمّع المخابرات الأميركي - حيث كان قليل الاهتمام بها ولم يكترث بتفاصيلها - من خلال مكتب المخابرات والبحوث التابع للخارجية الأميركية، حيال الملف الإيراني، والملف السوري، والملف اللبناني- حزب الله، وملف الأوضاع الفلسطينية ومآلاتها، وملف الحراك السياسي الفاعل في الدولة الأردنية وآلية تفاعل مجتمع المخابرات والأستخبارات الأردني معه. كما أمعنت بالفشل السي أي إيه في التخمينات والتقديرات، لردود أفعال شعوب وحكومات الدول الحليفة والصديقة، لجهة توجهات السياسة الخارجية الأميركية، فتجذّر العداء لأميركا وزاد وتفاقم، ولم تستطع إدارة الرئيس السابق باراك أوباما وحتّى هذه اللحظة، من وضع إستراتيجية مواجهة التحولات والتقلبات، لأمزجة القيادات السياسية للدول وأمزجة شعوبها بما فيها الآدارة الحالية. حيث أدّت تحولات السياسة الخارجية التركية، وعلى المستوى التكتيكي والاستراتيجي، إلى إرباك كل حسابات السياسة الخارجية الأميركية ذات العلاقة والصلة، بملفات الشرق الأوسط، والشرق الأدنى، والبلقان، والقوقاز الشمالي والجنوبي على حد سواء. وكان لردود الفعل القوية والمنسجمة مع رؤية الدولة، للشارع الأردني المسيس بأطره الشعبوية والإعلامية والسياسية والحزبية والعشائرية، الرافض لأي تدخلات أميركية في شؤون دولته بما يخص حراكه الداخلي، أن أربكت أيضاً السياسة الخارجية الأميركية والتي تنظر، إلى الملف الأردني كمخرجات للملف الفلسطيني، والرهان يكون على تماسك الجبهة الداخلية الأردنية، ضد محاولات أميركية تمارس بالخفاء والعلن على الدولة الأردنية، للقبول ببعض مخرجات مفاوضات التقريب السريّة الحالية بين الفلسطينيين والأسرائليين عبر أطراف أخرى غير معلومة، والتلويح دائماً وأبداً بالورقة الاقتصادية، وما تعاني منه الموازنة العامة للدولة من سوء، مع التذكير أن الملك عبد الله الثاني كان وما زال يعتبر، أنّ القبول بما ترمي إليه هذه الضغوط بمثابة انتحار سياسي، مما يؤكد وباستمرار أن الدولة ورأسها يرفضون ويقاومون مقاومة الرجل المستميت، كل ما يمارس من ضغوط سريّة وعلنية عبر إغراءات وتهديدات، تنوء لقوّتها ولثقلها أوتاد الأرض، والسؤال الآن هو: هل ستصمد الدولة الوطنية الأردنية في مواجهة هذه الضغوط ان لجهة الموضوع الفلسطيني وتشابكاته مع الداخل الأردني، وان لجهة المسألة السورية وجبهة الجنوب والوضع الجديد في العراق بعد الأنجازات في الميدان ومكافة كارتلات الأرهاب؟. وتساوقاً مع مخطط استراتيجية وكالة المخابرات المركزية الأميركية التوسعي "بشراهة"، وما يلقي بأعباء نوعية على كاهل البعثات الدبلوماسية الأميركية، في العالم والشرق الأوسط بشكل خاص، وعلى كاهل ميزانية الدفاع والأمن الأميركية، تتحدث معلومات تم تسريبها لتلك الميديا المقرّبة والموثوقة، ضمن هذا النسق والسياق وتحت عنوان "الهندرة" الأمنية للسي أي ايه وتعزيز عملها الخارجي، حيث أصدر وزير الدفاع الأميركي قراراً واضحاً، برفع مخصصات العمليات السرية الأميركية في اليمن وايران لأستخبارات البنتاغون، بعد أن أعلن الرئيس ترامب زيادة غير مسبوقة في ميزانية الدفاع تفوق 45 مليار$، في سورية وأوكرانيا، وفي تايلند والحدائق الخلفية للفدرالية الروسية بشكل عام، حيث تهدف هذه العمليات السريّة الأميركية المشتركة والتشاركية بين وكالات الأستخبار الأمريكية السبعة عشر، الى تدمير الأهداف المعادية والعمل على بناء الشبكات الصديقة، والقيام بالأستطلاعات وجمع المعلومات واعداد وتمهيد المسرح الميداني، استعداداً للعمليات والمواجهات المحتملة القادمة، هذا وقد برزت التقارير الأمنية المسرّبة بقصد الى بعض مجتمع الميديا المقرّب الواسع الأنتشار، بسبب نوعية وكم المعلومات، بشكل متزامن مع اقصاء بعض كبار ضبّاط المخابرات في داخل مجاميع الأستخبارات الأمريكية في الداخل والخارج. حيث تم تحميل من تم اقصائه(الضحايا) مسؤولية كل نقاط الضعف والأخطاء والأختراقات الأمنية المخابراتية العسكرية، وما ترتب عليها من نجاحات لحزب الله اللبناني في تعزيز قدراته العسكرية، وصعود حركة طالبان باكستان وطالبان أفغانستان من جديد وبقوّة، وصعود حركة أنصار الشريعة في ليبيا، وصعود الجماعات المسلحة في سيناء من أنصار جماعة بيت المقدس وغيرها وفي دارفور وما يجري في داخلها سرّاً الآن، وحركة بوكو حرام وتصاعدها في نيجريا، ونشاطات للجماعات المسلحة في الجزائر وهي في تصاعد، بجانب ما يجري في تونس في جبل الشعانبي، وما يحضّر الآن للمغرب وموريتانيا، وملف دولة جنوب السودان( اسرائيل أفريقيا). وتقول معلومات استخبارات، وبعد تفاقمات الأزمة الأوكرانية وثبات النسق السياسي السوري، ومضي الدولة الوطنية السورية في برامجها السياسية والعسكرية، وتماسك الجيش العربي وتماسك القطاع العام السوري، فأنّه وبناءً على توصية مشتركة شارك في بلورتها وزير الحرب الأميركي، ورئيس مجلس الأمن القومي الأمريكي بالتعاون مع مايك بوميو، قام مؤخراً قائد القيادة الوسطى الأميركية، باصدار قرار لوحدات القيادة الوسطى، بضرورة استخدام وحدات القوّات الخاصة لتنفيذ المزيد من العمليات السريّة في منطقة الشرق الأوسط خصوصاً والعالم عموماً، حيث تقوم القيادة الوسطى الأميركية باعدادات متزايدة للبنى التحتية، التي سوف ترتكز وتقوم عليها العمليات السريّة لوكالة المخابرات المركزية الأميركية حالياً وفي المرحلة القادمة في الشرق الأوسط، وباقي مناطق العالم ذات العلاقة والصلة بالرؤية الأستراتيجية الأميركية، حيث هناك عمليات سريّة تم القيام بها وعمليات أخرى قيد التنفيذ، وأخرى ما زالت تخضع لمزيد من الدراسة، وبالتنسيق مع المخابرات الأسرائيلية وبعض الدول العربية الحليفة لواشنطن، كلّ حسب قيمته ودوره وحاجة أميركا له. وبالرجوع الى تلك التقارير نلحظ أنّه، تم اعتماد دولة جيبوتي العربية كنقطة انطلاق للعمليات السريّة الأميركية، الموجهة ضد اليمن والصومال ومنطقة خليج عدن ومناطق شرق أفريقيا ومنطقة القرن الأفريقي، لذلك وعبر القيادة الوسطى الأميركية تم تطوير وانشاء قاعدة عسكرية أميركية في جيبوتي أخرى بجانب الموجودة ومنذ سنوات، ونشر فيها مزيد من أسراب طائرات أميركية بدون طيار بشري، وهي ذات القاعدة التي تنطلق منها الغارات ضد بعض الأهداف اليمنية لمساندة العدوان البعض العربي على اليمن وضد الأهداف الصومالية. ويعترف قادة الجيوش الحربية الأمريكية بوضوح، أنّ العمليات السريّة الأميركية الحالية والقادمة، سوف تزيد الشرق الأوسط سخونةً على سخونة، وبالتالي سوف تؤدي الى تصعيد عسكري في مختلف مسارحه وبؤره الملتهبة، ويضيف أحدهم أنّ هذا التصعيد العسكري المتفاقم، له تاثيرات حيوية وايجابية لناحية، تحفيز ودعم خطط المساعدات العسكرية والمخابراتية الأميركية، حيث تسعى واشنطن من خلالها الى تعزيز المصالح الأميركية القومية في المنطقة، والى دعم حلفائها الأسرائليين والمعتدليين العرب. كما تؤكد قيادة الجيوش الحربية الأمريكية على أنّها ستعمل على نشر المزيد من القواعد العسكرية الأميركية، حيث تتمركز فيها أسراب الطائرات بدون طيار، وبناء القدرات التكنولوجيا المتطورة المربوطة بالأقمار الصناعية، لتوجيه واعادة توجيه الطائرات بدون طيار بشري، وتحقيق القدرات على الأستطلاع وجمع المعلومات ذات القيمة الأستخبارية في المنطقة، ومتابعة دقيقة لمختلف الأهداف ذات القيمة الأستخبارية الأستراتيجية والتكتيكية في المنطقة أيضاً. والأخطر في المسألة والأمر يكمن، في أنّ القيادة الوسطى سوف تقوم باستهداف المسرح الليبي الآن، وبعد دخول وحدات من القوّات الخاصة الأمريكية والفرنسية والبريطانية والجزائرية الى الجنوب الليبي، كذلك استهداف المسرح الأيراني، وممكن المسرح السوري وبعد العدوان الأخير على مطار الشعيرات، لحظة الخيار صفر بالحدث السوري، بالرغم من أنّ البعض يستبعد ذلك، عبر تنفيذ برنامج عمليات سريّة وبالتنسيق مع الأسرائليين، كما تعد برنامج سري خاص بباقي مناطق الشرق الأوسط، وفي الساحات السياسية العربية القويّة والضعيفة على حد سواء، حيث تشكل الساحات السياسية العربية الضعيفة تحديداً، أهم نقاط الأنطلاق والتمركز الأميركي في المنطقة، التي صارت مفتوحة على كل شيء الاّ الأستقرار. وتتحدث المعلومات باسهاب عن سيناريو قد يحدث في استهداف المسرح الأيراني في حال تم فشل و/ أو افشال اتفاق ايران النووي، حيث ستنطلق العمليات السرية المرجوة من كافة الأتجاهات، المحيطة بايران سواءً كانت برضى الدول المحيطة أو بدون موافقتها، فمن المحتمل الأنطلاق من أذربيجان وتركيا، العراق واقليم كردستان العراقي، أفغانستان وباكستان، تركمانستان وأرمينيا، بحر قزوين وبحر العرب وأخيراً من مياه الخليج. نعم المؤسسة السياسية والأستخبارية والعسكرية في العاصمة الأمريكية واشنطن دي سي، وبالتماهي والتساوق والتنسيق مع جنين الحكومة الأممية(البلدربيرغ) و وول ستريت وشركات النفط الكبرى، يسعى الجميع لتدمير الوجود الروسي في المنطقة، وهذا هو الهدف من الأزمة التي خلقها وأحسن خلقها بخبث مجتمع المخابرات الأمريكي والبريطاني والفرنسي بالتعاون، مع استخبارات البنتاغون والأستخبارات الدبلوماسية التابعة لوزارة الخارجية الأمريكية في أوكرانيا، كنتيجة للآستعصاء في المسألة السورية وتماسك صلابة الموقف الروسي والصيني منها، واصرار النسق السياسي السوري على الصمود ورفض كافة التنازلات من خلال دولة الشعب، بعبارة أخرى، دولة الكل والجميع، لا دولة الفرد ولا دولة الفئة، ولا دولة الطبقة ولا دولة المسؤولين الكبار، ولا دولة التجار وكبار القادة والضبّاط، ولا دولة البرجوازية الطفيلية من جديد، بل دولة البرجوازية الصناعية السورية دولة البرجوازية الوطنية، باسناد الوطنيين السوريين والشرفاء العرب والحلفاء وغيرهم.
*عضو المكتب السياسي للحركة الشعبية الأردنية
mohd_ahamd2003@yahoo.com