2024-04-24 11:30 ص

صفحة ناصعة في تاريخ سورية

2017-04-19
بقلم: محمود الشاعر
تعيدنا ذكرى الجلاء العظيم إلى صفحات ناصعة من تاريخ سورية الحبيبة ، عاش خلالها السوريون حقبة من النضال الثري الذي كان له الدور الأبرز في إعطاء سورية هويتها العربية الأصيلة بعد أن قدمت قوافل من الشهداء الأبرار الذين رفعوا رايات النضال على امتداد ساحة الوطن وقدموا دماءهم رخيصة في سبيل استقلال سورية وحريتها . إن في ذكرى الجلاء مناسبة للتمعن في ممارسات المستعمر الذي يكرر نفسه مع مرور الزمن فهو يسعى دائما ً إلى إضعاف الشعوب وتفرقتها وبث روح الطائفية بين أبنائها والنيل من سيادتها واستقرارها ، واليوم يعود الغرب ليجدد أطماعه القديمة في المنطقة بزعامة أمريكية ودعم تركي في محاولة لإعادة أمجاد الماضي الدموي الذي عاث خلاله المستعمرون فسادا ً وقتلا ً وتدميرا ً على الأرض السورية لأن التاريخ يعيد نفسه فإن ذلك يتم اليوم بأدوات إرهابية ترتكب أبشع أنواع القتل والإجرام بحق الشعب السوري الذي يسير على خطا من سبقوه من المناضلين القدامى الذين واجهوا الاستعمار الفرنسي وحافظوا على بلدهم موحدا ً مستقلا ً ووقفوا وقفة رجل واحد في وجه كل مخطط تقسيمي كانت تسعى إليه قوى الاستعمار الغاشم. لقد سعت فرنسا خلال سنوات الاستعمار المظلمة إلى تعذيب المناضلين السوريين وارتكاب المجازر بحق الأبرياء وإتباع سياسة الأرض المحروقة وسرقة الآثار ونقلها إلى متحف اللوفر بالإضافة إلى نهب الثروات وهذا ماتقوم به اليوم الجماعات الإرهابية التي طال إجرامها الحجر والبشر واستخدمت أنواعا ً مختلفة من الجرائم الوحشية وفنون التعذيب والقتل والتهجير ضد أبناء الشعب السوري لكن إرادة الحياة الحرة الكريمة التي ينشدها الشعب السوري ستنتصر في نهاية الأمر لأن الشعب الأبي الذي تمكن من الصمود لسنوات طويلة في وجه أشرس هجمة إرهابية عرفها التاريخ وقدم التضحيات الجسام وصبر على المصائب وويلات الحروب وأثبت تلاحمه مع جيشه البطل لابد أن ينال حريته في نهاية الأمر ويتمكن من دحر الإرهاب مهما تآمر الإعراب وتكالب الغرب عليه . وتبقى ذكرى الجلاء شاهدا ً على صلابة أبناء هذا البلد الصامد الذين سطروا ملاحم البطولة والعزة والفداء وكانوا منارة تهتدي بها الأجيال لتسيرعلى نهج من سبقوها حتى إجلاء آخر إرهابي عن هذه الأرض الطاهرة وتحقيق النصر الأكبر الذي يتطلع إليه كل سوري شريف من أبناء وطننا الغالي .